الكوتش

قليل من المدربين الذين يمكن أن نطلق عليهم مصطلح الكوتش ، هناك من يجيد العمل في التدريب وتوظيف اللاعبين في المراكز، ولكن الكوتش أعم من ذلك، إنه يجيد أيضا قراءة المنافسين، وإحداث تغييرات أثناء المباريات يعيد بها التوازن إلى فريقه أو إرباك المنافسين، ومن بين الصنف الأخير والمتكامل يأتي النمساوي جوزيف هيكسبرجر مدرب فريق الكرة بنادي الوحدة، والذي أثبت خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها مقاليد القيادة الفنية أنه مكسب للعنابي، وأنه مؤهل لقيادة الوحدة إلى مكانه الذي يستحقه، بعد أن تمكن من الصعود به إلى نصف نهائي الكأس على حساب منافس خطير وقوي هو الجزيرة· ويحسب لـهيكسبرجر، أنه أعاد ترتيب البيت الفني لفريق الوحدة جيدا، حيث أحدث انقلابا في طريقة اللعب لتتحول من 2/5/3 إلى 2/4/،4 ليستغني عن الطريقة التي ظل الوحدة يلعب بها فترة طويلة، كما نجح إلى حد بعيد في تصحيح الأخطاء الدفاعية التي كانت تؤرق الوحداوية، ليصبح للعنابي سياج وحائط قوي يعتمد عليه، وداخل الملعب كانت له تغييرات عديدة في مراكز اللاعبين، تغيرت معها الوظائف، ولكن بشكل سلس ومتوازن، يشعرك أن اللاعب ليس غريبا في مركزه الجديد، وإنما هو أصلا لهذا المركز وليس لغيره· كما اهتم المدرب النمساوي باللاعبين الشباب، فدفع بهم في كأس اتصالات أثناء غياب الدوليين، وأعاد اكتشاف بعضهم من جديد، وأثبت أن الوحدة غني بكفاءاته وأن هناك من يستطيعون سد النقص في أي وقت· ومنذ أن تولى المدرب النمساوي المهمة خلفا للمصري أحمد عبدالحليم، ومسيرته للأفضل، فبعد خسارة في أول مباراة له بالدوري أمام عجمان تحت قيادته، نفض الوحدة غبار الأمس وشق طريقه متوازنا في أكثر من ميدان، فتعادل مع النصر في الدوري، وفي كأس اتصالات فاز على الشارقة مرتين، وتعادل مع الشباب وفاز على الظفرة، وفي كأس رئيس الدولة، حقق الفوز أمس الأول على الجزيرة· ويمتلك برجر سجلاً عالمياً حافلاً، سواء في النمسا أو ألمانيا أو مصر والبحرين وقطر، وهنا أيضا في الإمارات التي عاد إليها ليصنع مجدا جديدا يضاف إلى أمجاده العالمية·