الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بعد السقوط».. يرصد انهيار منزل واعترافات سكانه تحت الأنقاض

«بعد السقوط».. يرصد انهيار منزل واعترافات سكانه تحت الأنقاض
19 يوليو 2010 21:11
انهار بناء مؤلف من ست طبقات وهوى بسكانه تحت أنقاضه، فكيف يواجه هؤلاء الموت، وكيف يقاومونه؟. وكيف يعيش الأقارب والجيران هذه اللحظات الرهيبة؟ وبماذا يفكر الجميع أمام هول الكارثة؟. هذه هي فكرة المسلسل السوري الجديد «بعد السقوط» التي اقترحها المخرج سامر برقاوي ليقدم عملاً مثيراً ومشوقاً ويحبس الأنفاس في الانتظار والترقب وليخرج بذلك عن إطار المسلسلات التقليدية، فيضع المشاهد أمام أسئلة حادة ومباشرة عن الحياة والموت؟. بين الحقيقة والفانتازيا الفكرة واقعية بحكم أن عدداً من المدن العربية تشهد حوادث انهيار أبنية قديمة بسكانها، كما أن عدداً من أبنية أحياء العشوائيات تنهار وتقتل عدداً من سكانها، ومسلسل «الاجتياح» قدم مشهداً واحداً عن تدمير بناء في مخيم جنين وحصار «صبا مبارك» وزميلها في القبو الذي تراكمت فوقه أنقاض البناء المدمر، وقد عاش المشاهدون معهما لحظات انتظار وقلق طويلة، قبل أن يُكتشف وجودهما، ويتم إنقاذهما. وفي مسلسل «بعد السقوط» فإن المحاصرين تحت الأنقاض والمهددين بالموت هم سكان ست شقق، وسنشاهد كيف يقاومون الموت وكيف يواجهونه، وستنتقل «الكاميرا» بثلاثة اتجاهات، حيث تتحرك تحت الأنقاض، ثم تصعد فوقها لتتابع جهود عناصر الدفاع المدني في محاولة لإنقاذ الأحياء، أما الاتجاه الثالث فهو «الفلاش باك»، حيث تعود الكاميرا إلى الوراء لاستعراض تفاصيل حياة العالقين تحت الأنقاض والأقدار التي ساقتهم إلى هذا البناء، وتفاصيل حياتهم الماضية، حيث نكتشف ـ وبحسب الكاتب غسان زكريا ـ أن انهيار البناء شكل إنقاذاً لبعض سكانه من المشكلات التي كانوا يواجهونها، ونشهد مراجعات الإنسان لنفسه في تلك اللحظات المرعبة. وهذا هو وجه «الفانتازيا» في العمل، حيث يضع ثلاثين شخصية في مواجهة الموت تحت الأنقاض، ثم يرصد ردود أفعالهم في لحظات مصيرية، ليذهب منها إلى حياتهم الماضية دون أن يغفل جهود إنقاذهم الجارية فوق الأنقاض. ويشير سامر برقاوي صاحب فكرة المسلسل ومخرجه إلى أنه اختار أن يجرب نموذجا دراميا جديدا، قائم على الإثارة والتشويق، وكشف النفس البشرية. ويعترف سامر بأنه يجرب في هذا المسلسل ضمن أجواء محسوبة، ولاسيما أن المشاهد العربي بدأ يحس ببعض الملل أمام تكرار موضوعات الدراما التلفزيونية. أحداث 24 ساعة ولا ينفي المخرج سامر برقاوي أنه يذهب إلى المغامرة في هذا المسلسل الجديد فكرة ومضموناً، ويقول إن الدراما التقليدية تقدم أحداثاً تتصاعد درامياً كي تطرح الحل، أما في عملنا الجديد «بعد السقوط» فالأمر مختلف، فنحن أمام مجموعة من الناس في لحظة كارثة قاسية، تحول مجرى حياة الكثيرين منهم، فنحن لا نتحدث فقط عن انهيار مبنى على سكانه، بل نهتم بالإنسان الذي يجد نفسه في تجربة لم تخطر على باله، وهي تجربة مواجهة الموت، والتشبث بالحياة، ومحاولة النجاة، ثم يشير إلى أنه يتم إنقاذ من بقي حياً من السكان الذين تعرفنا إليهم وعشنا حياتهم عبر المعاناة تحت الأنقاض، وعبر التعرف إلى مسيرتهم الذاتية، لنكتشف أنهم ولدوا من جديد، وأن نظرتهم إلى الحياة والناس قد اختلفت، كيف لا وهم العائدون من طريق الموت إلى الحياة!. ويؤكد سامر أن المسلسل يقدم في ثلاثين حلقة أحداثاً زاخرة لأربع وعشرين ساعة، وهذا جديد في الدراما التلفزيونية العربية، حيث يطرح العمل قضايا وحلولاً درامية مبتكرة. ويشير سامر إلى أن نقطة البداية في المسلسل كانت واقعية بشكل مثير، إذ استيقظ سكان الحي على صوت ارتطام قوي نتيجة انهيار أحد المباني القديمة، وهرع الناس وهم في حالة رعب، ظناً منهم أن المبنى قد انهار بسكانه، وخشية منهم أن يكون عدد من الأسر تحت الأنقاض، ولكن مخاوفهم تبددت بعدما علموا أننا نحن الذين جعلنا المبنى الآيل للسقوط يتهاوى كي نصور مسلسل «بعد السقوط». ويؤكد: إن سقوط المبنى كان من أصعب المشاهد التي واجهتنا، لكننا كنا مشغولين بتحريك الكاميرا للتصوير لكي ننقل صورة واقعية جداً لما يمكن أن يجري حين يتداعى بناء وينهار. زكريا وورشة الكتابة كتب مسلسل «بعد السقوط» غسان زكريا وشاركه كتابة الحلقات ورشة سيناريو مؤلفة من ميّا الرحبي، وبلال شحادات وعروة مقداد وشادي دويغر وطلال مارديني. أما عن كيفية التنسيق بين أفراد الورشة في كتابة العمل، فيشير غسان إلى أن كل كاتب تولى كتابة حلقة كاملة، استناداً إلى ملخص عام للحلقة والحلقات التي سبقتها والتي تليها، واستنادا أيضاً إلى ملامح الشخصيات وصفاتها والتي قمت بتحديدها، بحيث جاء المسلسل ضمن روح موحدة. وقد تعاملنا مع كل حلقة كوحدة مستقلة ضمن وحدة المسلسل العامة، بحيث جاء العمل مترابطاً وكأن كاتباً واحداً قد كتبه. ويضيف: إن هذا العمل يستخدم أسلوباً جديداً، بحيث نقدم في كل حلقة حكاية جديدة، وبحيث تترابط الحكايات جميعاً في حكاية واحدة كبرى يجسدها سقوط البناء، وما نجم عنه من حصار سكانه تحت الأنقاض. ويتوقف غسان عند حادثة سقوط البناء ذاتها، فيذكر أن ذلك هو عرض ونتيجة وليس سبباً، فالمشكلة التي يطرحها العمل تتمثل في أن كثيرين يقيمون في أبنية غير مستوفية لشروط الأمان والسلامة، ومع ذلك فهم لا يشعرون بالخطر، والمشكلة متشعبة، وهي تتصل بحاجتنا إلى مزيد من الجهود للانتصار على التخلف والفقر والفساد. نجوم وشخصيات يلعب شخصيات هذا المسلسل المثير أمل عرفة وعبد المنعم عمايري وباسم ياخور وجهاد سعد وأندريه سكاف وصفاء سلطان ووائل شرف ومظهر الحكيم وعبد الحكيم قطيفان وقمر خلف ومهيار خضور. ويتحدث الفنان قاسم ملحو عن شخصية النقيب أحمد ضابط الشرطة التي يلعبها، فهو يأتي إلى موقع الانهيار ولا يغادره، إلا بعد إنقاذ من تبقى على قيد الحياة، لكن صفته الرسمية تمنعه من القيام ببعض المبادرات الشخصية، ومع ذلك فإنه يستجيب للحلول التي اقترحها أحد أبناء الحارة لإنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض. أمام الفنان طلال مارديني فيلعب شخصية طريفة، فهو كشاش حمام ولم يكن موجوداً في البناء عندما انهار، لكن همه ينحصر في كيفية البحث عن الحمام الذي يربيه، وحين يفشل يلتفت إلى المساعدة في إنقاذ من هم تحت الأنقاض. ويؤدي الفنان شادي مقرش دور (مازن)، وهو طالب هندسة وأحد سكان الحارة، ويقوم بدور في تحريك عمليات الإنقاذ، واقتراح الحلول لها. حكم الجمهور من المقرر أن يكون مسلسل (بعد السقوط) جاهزاً للعرض مع حلول رمضان المبارك، ليدخل في سباق عروض الشاشات في الشهر الكريم، حيث من المتوقع أن يتم عرضه على أكثر من فضائية عربية. ورغم أن العمل يعتمد بشكل رئيسي على التشويق والإثارة، إلا أن المخرج سامر برقاوي وكاتبه الرئيسي غسان زكريا يتركان الحكم عليه للجمهور، وإن كانا على ثقة من أنهما قدما عملاً جديداً ومتميزاً، إلا أنهما يكرران معاً أن مزاج الجمهور هو الحكم الأول والأخير، ولا يمكن لأحد أن يتوقع أي شيء، لأن ساحة الدراما مملوءة بالمفاجآت.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©