أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن أداء القوات المسلحة كان ولا يزال مبعث فخر لقيادتنا الحكيمة، كونها السياج الحامي لمكتسبات الوطن ورمز الولاء للقيادة والانتماء للوطن والتضحية من أجله وهي موضع اعتزاز الأشقاء تجاه وقوفنا إلى جانبهم في الملمات والمحن ومحل تقدير عالمي لالتزامنا الأخلاقي والإنساني لصون كرامة الإنسان والتخفيف من آلام البشر.
جاء ذلك لدى حضور سموه الاحتفال الذي أقامته القــوات المسلحــة بمناسبــة الذكرى الـ 35 لتوحيدها، والذي جرى مساء أمس الأول بمدينة زايد العسكرية بأبوظبي.
ولدى وصول سموه موقع الاحتفال صافح كبار ضباط القوات المسلحة وقادة التشكيلات، يتقدمهم الفريق الركن عبيد محمد عبدالله الكعبي وكيل وزارة الدفاع، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة، مهنئاً سموه ومباركاً لهم هذه المناسبة الغالية، ونقل لهم تحيات وتقدير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله إلى قادة وضباط وضباط صف وجنود ومنتسبي القوات المسلحة كافة، بهذه المناسبة المجيدة.
الحضور
حضر الاحتفال سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي لدى الدولة، والمدعوين، وحشد من العسكريين ومنتسبي القوات المسلحة.
وألقى رئيس أركان القوات المسلحة، كلمة رحب فيها بسمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتشريف الحضور، واستذكر دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه- إذ قرر في مثل هذا اليوم لخمس وثلاثين سنة خلت أن يكون للإمارات جيش وطني تحت علم واحد وقيادة واحدة يذود عن حماها ويردع عنها كل طامع وكان ذلك إيذانا ببناء القوات المسلحة والانتقال بها من وحدات عسكرية متفرقة إلى جيش عصري حديث.
وأشار إلى أن احتفال اليوم إنما هو احتفاء بما حققته القيادة العسكرية العليا للقوات المسلحة وكان نتاجها إنجازات متميزة على الصعيدين المحلـي والإقليمي، وقد أصبحت بحمد الله وبما أتيح لها من رعاية كريمة وما توفر لها من إمكانات أكثر قدرة وأعظم كفاءة.
وقال في كلمته “لقد اعتمدت القوات المسلحة في تنفيذ مهامها عقيدة ترتكز على الثوابت الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلاقا من تلك الثوابت، جاءت مساهماتها في جهود حفظ السلام الدولية، انتصاراً للحق وتصدياً للعدوان ونصرة للمظلوم، فقامت بتوفير الحماية والأمن وتقديم المساعدة والإغاثة في المناطق التي عملت فيها، دون تمييز أو تحيز لدين أو عرق أو جنس، فأصبحت بذلك القوات المسلحة نموذجاً يحتذى به، وخير ممثل لقيم دولتنا وثقافة وأصالة شعبنا، فاكتسبت محبة واحترام الآخرين في كل مكان وجدت به، معبرة بذلك عن التوجهات السلمية وروح الالتزام لقيادتنا الحكيمة، فكانت محل تقدير أينما عملت مظهرة بذلك القيمة الإنسانية للعمل العسكري”.
وأوضح:” إن النجاح الذي تحقق لقواتكم المسلحة، وظهر جليّاً في تنفيذها لمهامها وواجباتها كان بفضل توجيهات القيادة العسكرية العليا - ورعاية وتوجيه متقن من سموكم – فكانت النتيجة قوات حديثة ذات قدرات متطورة مزودة بما يلزم من الأسلحة والمعدات والأنظمة قادرة على ردع العدوان وحماية الوطن، وقد أعد منتسبوها إعداداً بدنياً وذهنياً، وهم يدركون أن العدوان محرم في دستور دولتنا، وأن الحرب لم تكن يوماً هدفاً ولكن إعداد القوات وبناءها يأتي في إطار ردع العدوان واتقاء شره والتصدي لكل معتد غاشم تسوّل له نفسه المساس أو النيل من حريتنا واستقلالنا الوطني أو العبث بأمننا واستقرارنا الداخلي” .
وقال “ عملاً والتزاماً بالسياسة السلمية التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة فإن القوات المسلحة ستبقى عاملا فاعلا في تحقيق أمن واستقرار منطقة الخليج العربي وبقية المحيط الإقليمي، وستعمل بجهد على تعزيز السلم والأمن العالميين، وفي هذا السياق فإنها تضطلع بمهام متعددة في المنطقـة العربية وخارجها، وتعمل جنباً إلى جنب مع قوات من دول شقيقة وصديقة”.
وفي ختام كلمته رفع رئيس أركان القوات المسلحة باسمه وباسم منتسبي القوات المسلحة أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفــة بـن زايـد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإلى إخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تقدم بالتهنئة “إلى الأخوة ضباط وضباط الصف وأفراد القوات المسلحة سائلا العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه الخير لوطننا المعطاء وأن يديم على قواتنا المسلحة الرفعة والعزة والمنعة، مجددين العهد والولاء لقيادة البلاد الرشيدة، ومؤكدين العزم على أن نكون الدرع الواقية للوطن، والعين التي لا تنام وأن نظل دائماً جنودا أوفياء للعهد بارين بالوعد حافظين للأمانة نؤدي الواجب بهمة وعزيمة ونكران للذات”. وكان الحفل قد بدأ بالسلام الوطني تم تليت آيات الذكر الحكيم.
تكريم القادة والضباط والمتقاعدين
قام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتكريم 25 من قادة وضباط القوات المسلحة والرتب الأخرى الذين ما زالوا في الخدمة وغيرهم من المتقاعدين، حيث قلدهم سموه وسام زايد بن سلطان آل نهيان العسكري، ووسام الإمارات العسكري، نظير ما قاموا به من أعمال متميزة أثناء تأديتهم خدمتهم العسكرية.
فقد قلد سموه كلا من الفريق الركن عبيد محمد عبد الله الكعبي وكيل وزارة الدفاع، واللواء الركن طيار محمد بن سويدان سعيد القمزي قائد القوات الجوية والدفاع الجوي، واللواء الركن جمعة أحمد البواردي الفلاسي قائد القوات البرية، وسام الإمارات العسكري من الطبقة الأولى، تقديراً لما قاموا به من خدمات وأعمال مميزة أثناء خدمتهم في القوات المسلحة.
كما قلد سموه اللواء متقاعد عبيد علي بالعبد الكتبي قائد القوات البرية السابق وسام زايد بن سلطان آل نهيان العسكري، والذي يعد أعلى وسام عسكري يمنح للعسكريين تقديراً لما قام به من تأدية للواجب بكل إخلاص وتفان أثناء خدمته في القوات المسلحة.
وقلد سموه أيضاً عدداً من المتقاعدين من كبار ضباط القوات المسلحة برتبة لواء وسام الإمارات العسكري من الطبقة الأولى، وذلك تقديراً لما قاموا به من خدمات وأعمال متميزة أثناء خدمتهم بالقوات المسلحة وهم : اللواء الركن متقاعد بطي سلطان مبارك العرياني، والمرحوم اللواء الركن حيي جمعة حيي الهاملي، واللواء الركن متقاعد محمد سالم كردوس العامري، واللواء متقاعد راشد عبدالله محيان الكتبي واللواء الركن متقاعد راشد خميس بن عابر الهاملي، ومعالي عبدالله مهير عبدالله الكتبي، واللواء الركن متقاعد مبارك سالم عويضة الخييلي .
وقلد سموه كلا من الرائد غانم المزروعي وسام الإمارات العسكري من الطبقة الثالثة، والملازم أول عبدالله الكعبي والملازم ثان جمعه الشحي وسام الإمارات العسكري من الطبقة الرابعة.
وقلد سموه المكرمين من ضباط الصف والرتب الأخرى وسام الإمارات العسكري من الطبقة الخامسة، وهم: وكيل أول سالم الشحي ووكيل أول أنور الكندي ووكيل أول يوسف الحمادي ووكيل ثاني البدواوي ووكيل ثاني يوسف النقبي، ورقيب أول مروان ضيف الله، والرقيب عبدالله الحنطوبي، والعريف أول وليد المنصوري، والعريف عيسى سعيد، والعريف علي الظهوري، وجندي أول محمد الحميري، وذلك تقديراً لما قاموا به من خدمات وأعمال متميزة أثناء خدمتهم في القوات المسلحة.
وهنأ سموه الجميع بهذا التكريم، مشيداً بما قدموه من خدمات وأعمال جليلة كان لها الأثر الطيب في مسيرة قواتنا المسلحة في مختلف الأوقات والميادين.
وأدت وحدات رمزية من القوات المسلحة أمام الحضور استعراضاً للمشاة العسكرية في الميدان، وهتفت ثلاثا بحياة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله.
وعقب الاحتفال حضر سموه والحضور مأدبة العشاء التي أقامتها القوات المسلحة، تكريماً لسموه والحضور، حيث تخلل المأدبة فيلم تلفزيوني يعرض تطور القوات المسلحة، وإلقاء قصائد شعرية حباً في الوطن وولاء لقيادته الرشيدة، واحتفاء بهذه المناسبة العزيزة التي تعيشها القوات المسلحة، وهي الذكرى الـ35 لتوحيدها في ظل دعم القيادة الحكيمة لمسيرتها لجعلها في مصاف الجيوش المتقدمة في العالم.
عدد اليوم
