السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادات الولادة في الإمارات.. فرح يعم الفريج وخوف من «المشاهرة»

عادات الولادة في الإمارات.. فرح يعم الفريج وخوف من «المشاهرة»
19 يوليو 2010 21:02
قدوم مولود جديد إلى الأسرة الإماراتية من أهم مظاهر السعادة والحبور في بيوت تجد أن كثرة الأبناء “عزوة” وأن البنات يولدن لبركة البيت والأولاد “لشد ظهر” الأبوين عند تقدم العمر، وما أن يصرخ المولود صرخة الحياة الأولى، تتوالى عبارات التبريكات على الوالدين، يقف الأب ليؤذن في أذن المولود اليمنى، ويقيم الصلاة في الأذن اليسرى عملا بسنة نبينا الكريم، لتبدأ بعدها رحلة من العناية المتوارثة بهذا الضيف الجديد. في زمن ما قبل المستشفيات، كانت الأمهات يلدن بمساعدة “ الولادة” وهو المسمى الشعبي للداية، وهي امرأة تتمرس في مختلف العلاجات الشعبية وتطبب أهل الفريج جميعا، وتقوم أيضا بمهام القابلة عند مخاض أي امرأة في الفريج. في هذه الفترة “الأربعين” التي كانت ما تقضيها عادة في بيت أمها. تمنع المرأة حديثة الولادة من حضور الأعراس، أو زيارة السيدات حديثات الزواج، أو الذهاب إلى أي عزاء، وكذلك تمنع أي امرأة قادمة من عزاء أو متزينة لعرس من الدخول إليها قبل أن تغتسل وتزيل زينتها أو ملابس العزاء، خوفا من حدوث ما يعرف بين “ المدارسة” أو “المشاهرة” وهو مفهوم تقليدي يعتقد عبره أن المرأة المربية ستصاب بحمى شديدة قد توصلها إلى العقم أو الموت، أو اعتقاد أن المولود سيموت أو أي ضرر آخر، وبرغم أن هذه المعتقدات لا تجد ما يؤكدها إلا أنها ما زالت تتوارث في معظم العوائل والأسر الإماراتية. من عادات الولادة أيضا الخوف من الحسد، وهذا ما يجعل الكثير من السيدات يخفين جنس المولود إلا عن الأقربين، أو يتعمدن إبقاءه أصلع بعد أن تنتهي العقيقة لعدة أشهر، أو يخفى عن الأعين بالتظاهر أنه نائم دوما إلى أن يكبر، خاصة إن كان مولودا جميلا. يوضع المولود في سرير منخفض من الخشب، وقريب من الأرض بحيث يسهل للأم وضع الطفل وحمله من دون أن تضطر للوقوف، هذا السرير الذي يمكن هزه وتحريكه يسمى “المنز” ، ويغطى عادة بعدة طبقات من القماش لمنع التيارات الهوائية والحشرات من إيذاء الطفل وهو نائم. ومن أهم ما يوضع في “المنز” وسادة دائرية من القماش القطني الجديد تصنعها الأم، تكون مفرغة الوسط وأشبه بالعقال، توضع تحت رأس الطفل وهو مستلق على ظهره لحماية عظام رأسه اللينة في الشهور الأولى للولادة حتى يتشكل الرأس في شكل دائرة مع تسطيح خفيف من الخلف ويمنع استطالته وتشوهه. كذلك “ القماط” أو “ المهاد” وهي قطعة مستطيلة من القماش يلف بها الطفل ليبدو كالشرنقة، ويتعمد البعض شدها حول جسد الطفل لتستقيم عظامه وتقوى مفاصله، ومع أن كثرة الشد تؤذي عظام الطفل كما أثبت الطب الحديث. في فترة النفاس أيضا يتبادل الجيران إرسال الأطعمة الدسمة للأم، ويعدون لها العديد من المشروبات والمأكولات الخاصة بهذه الفترة، وعلى رأسها “الحريروة” أو “السخونة” وهي أشبه بالحساء المعد من الحليب والحبة الحمراء، يضيف البعض التوابل عليه وهناك من يعده دون توابل. ومن الأطعمة أيضا خبز الرقاق المهروس بالحليب الساخن والسمن المحلي “الدهنة الطيبة”، وهناك أيضا الرقاق المدهون بالسمن والسكر أو بالدبس أو بالعسل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©