يوسف العربي (دبي)
قال خبراء ومستثمرون إن حزمة المساعدات الاقتصادية الخليجية إلى المملكة الأردنية الهاشمية، التي أقرتها «قمة مكة» أمس الأول، والبالغة 2.5 مليار دولار، تبعث برسالة ثقة للمستثمرين الأجانب وتمهد لضخ المزيد من الاستثمارات خلال الفترة القليلة المقبلة.
وأكدوا لـ «الاتحاد» أن حزمة المساعدات الاقتصادية، ستكون لها آثار إيجابية بالغة على الاقتصاد الأردني، لاسيما أنها تضمنت وديعة في البنك المركزي الأردني، وضمانات للبنك الدولي لمصلحة الأردن، ودعماً سنوياً لميزانية الحكومة الأردنية لمدة 5 سنوات، فضلاً عن تمويل من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.
ولفتوا إلى أن الأردن، يتمتع بالعديد من المقومات التي تسهم في تعظيم الاستفادة من حزمة المساعدات المقدمة بما يفتح المجال أمام استعادة النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة، حيث يتميز بالموقع الاستراتيجي، كما يزخر بالعديد من المقاصد السياحية الشهيرة.
وأضافوا أن الشركات الإماراتية تعد من أكبر المستثمرين في المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدين أن هذه الشركات ستمضي في مسار دعم الاقتصاد الأردني من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات بقطاعات السياحة والعقارات والإنشاءات.
وكانت «قمة مكة من أجل الأردن» عقدت أمس الأول بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وضمت دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت، بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
تأثيرات إيجابية
وقال رجل الأعمال محمد المطوع، رئيس مجلس إدارة شركة الوليد للعقارات،
والذي يترأس إحدى الشركات الإماراتية التي تمتلك استثمارات بالقطاع الفندقي في المملكة الأردنية الهاشمية، إن هذه الخطوة تعزز ثقة المستثمرين، لاسيما بالقطاع الخاص، في قدرة الاقتصاد الأردني على الخروج من الأزمة الراهنة.
وأشار إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية تزخر بالعديد من مناطق الجذب السياحي، كما أنها تتميز بوجود العديد من الفرص الاستثمارية في قطاعات السياحة والنقل والطيران والبنى التحتية، وهو الأمر الذي يجعل الاقتصاد الأردني رغم عثرته المؤقتة مؤهلاً للاستفادة من حزمة المساعدات، ومن ثم استعادة النمو خلال الفترة المقبلة.
وتوقع تعاظم دور القطاع السياحي في الأردن لقيادة دفة التنمية الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة، مستفيداً من زخم المقاصد السياحية التي تتضمن الآثار القديمة في عمان وجبل القلعة الذي يتضمن موقع آثار عاصمة العمونيين القديمة التي تعود للعصر البرونزي، ويضم عدة آثارٍ أخرى مثيرة للانتباه مثل معبد هرقل والقصر الأموي، إلى جانب معالم البلدة القريبة السياحية المعاصرة والبترا والمدرج الروماني وغيرها.
وقال إن تجربة الاستثمار بالقطاع الفندقي في المملكة الأردنية الهاشمية ناجحة، كما تدرس الشركة ضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع السكني والفندقي في الأردن خلال المرحلة المقبلة، اتساقاً مع الموقف الداعم للأردن وللاستفادة من الفرص الاستثمارية هناك.
وأكد جمال لوتاه رئيس مجلس إدارة شركة «إمداد»، ورئيس جمعية الشرق الأوسط لإدارة المرافق، إن الموقف المشرف للمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، إزاء الأزمة الاقتصادية الراهنة في المملكة الأردنية الهاشمية يؤكد متانة العلاقات الأخوية والعروبة التي تجمع الدول الخليجية الثلاث مع الأردن الشقيق. ولفت إلى أن الاتفاق على تقديم حزمة مساعدات للأردن قدم دليلاً قوياً على صدق النوايا والدور المحوري الفاعل والمؤثر للدول الخليجية الثلاث في دعم الأشقاء العرب والوقوف إلى جانبهم بشكل دائم.
ولفت لوتاه إلى أن الأردن كان، ولا يزال، من أبرز الدول الحليفة للدول الخليجية الداعمة، كما أن هذه الدول لا تتوانى عن الوقوف إلى جانب الشقيقة المملكة الأردنية على كل الصعد والمجالات.
ولفت إلى أن حجم حزمة المساعدات المقدمة للأردن الشقيق وتنوعها يطمئن الأوساط الاقتصادية المهتمة بالشأن الأردني، ويبعث الثقة باقتصاد المملكة الأردنية الهاشمية، ويزيد من قدرتها على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأشار إلى أن شركه إمداد المتخصصة في مجال إدارة الفنادق والتابعة لمجموعة «دبي العالمية»، تدرس العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع إدارة المرافق في المملكة الأردنية الهاشمية.
وقال إسماعيل الحمادي، مؤسس ومالك شركتي الرواد للعقارات وبيزنت للاستشارات في دبي، إن مشاركة الإمارات في حزمة المساعدات الاقتصادية المقدمة للمملكة الأردنية الهاشمية، تعكس مدى حرصها على استقرار وأمن دول الجوار، كما تعكس ردة فعل الدولة الإيجابية واستجابتها السريعة إلى جانب كل من الكويت والسعودية إزاء الأحداث الأخيرة في الأردن.
عدد اليوم
