الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الطويلة.. خروج عن المألوف أم منافسة للتركية والمكسيكية؟

الدراما الطويلة.. خروج عن المألوف أم منافسة للتركية والمكسيكية؟
19 مايو 2014 21:54
اتجهت بعض التلفزيونات المحلية والعربية، وكذلك سار بعض المنتجين في عالم الدراما على نهج إنتاج أعمال درامية متعددة الحلقات، إذ لفت أنظارهم النجاح الكبير الذي حققته الأعمال الدرامية التركية والمكسيكية والإسبانية ذات الحلقات والأجزاء المتعددة، التي حققت انتشاراً فاق التوقعات في جميع أنحاء العالم العربي، وتهافت عليها أغلب القنوات الفضائية العربية المهمة، لاستقطاب هذه الأعمال، وعرضها حصرياً بعد دبلجتها بالعربية على شاشاتها، لكي تحظى بأعلى نسبة مشاهدة، وبالتالي يكون لديها حصة الأسد من الإعلانات. تامر عبدالحميد (أبوظبي) مناقشة وعرض الموضوعات الاجتماعية التي تحدث في الشارع العربي وفي حياة الناس بشكل عام، كانت الهدف الرئيسي لاتجاه صناع الدراما، لإنتاج أعمال درامية متعددة الحلقات، لاسيما وأن الأعمال التركية والإسبانية، على الرغم من النجاح الذي حققته، إلا أنها لا تلامس هموم المجتمع العربي، ومن هنا تم إنتاج بعض المسلسلات ذات الحلقات المتعددة من بينها المسلسان الجديدان اللذان يعرضان حالياً وهما «تحالف الصبار» المكون من 60 حلقة، ويشارك في بطولته كل من شريف سلامة ونسرين طافش وإبراهيم الحربي، و«الإخوة» المكون من 90 حلقة، ويشارك في بطولته نخبة من نجوم الدراما في الوطن العربي من بينهم تيم حسن ورانيا يوسف وأمل بوشوشة وباسل خياط وأحمد فهمي. بين مؤيد ومعارض ومع الاتجاه الذي يسير عليه صناع الدراما، التقت «الاتحاد» بعض الممثلين الذي يشاركون في أعمال درامية متعددة الحلقات، ليتحدثوا عن رأيهم في خوضهم تجربة التمثيل في هذه النوعية من المسلسلات للمرة الأولى، وهل حققت هذه الأعمال النجاح المطلوب، واستطاعت منافسة الأعمال التركية والإسبانية والمكسيكية الأخرى؟ كانت أغلب آراء أهل الفن ما بين مؤيد ومعارض في خوضهم لهذه التجربة، فمنهم من أشاد بالاتجاه الجديد في إنتاج أعمال درامية مشتركة ومتعددة الحلقات تناقش قضايا المجتمع العربي، والبعض الآخر لا يفكر في الاشتراك مرة أخرى بمثل هذه النوعية من المسلسلات، نظراً لصعوبة تصويرها وحرق الممثل فنياً، واعتذاره عن المشاركة في أعمال فنية أخرى. تفاؤل ومنافسة لم تخف الفنان المصرية رانيا يوسف التي تشارك في بطولة مسلسل «الإخوة»، الذي يعرض حالياً على قناة «أبوظبي الأولى» خوفها وترددها في بداية الأمر، من خوض تجربة التمثيل في أعمال درامية متعددة الحلقات، لاسيما أنها لا تعرف ما ردود أفعال الجمهور تجاه هذه النوعية من المسلسلات، لكنها في الوقت نفسه كانت متفائلة جداً من مشاركتها في «الإخوة»، لاسيما أنه يناقش العديد من الصراعات المجتمعية الموجودة في عالمنا العربي، الأمر الذي شجعها لخوض التجربة، خصوصاً وأن أغلب الأعمال الدرامية متعددة الحلقات، تأتي من خارج نطاق الوطن العربي، مثل التركية أو الإسبانية، التي لا تناقش قضايانا ولا تلامس همومنا، لذلك اتجه بعض المنتجين، لتنفيذ أعمال درامية عربية متعددة الحلقات، مشيرة إلى أنها على ثقة كبيرة بأن تنافس هذه المسلسلات أي أعمال فنية خارجية أخرى، خصوصاً مع إنتاجاتها الضخم، ومشاركة العديد من نجوم الدراما من جميع أنحاء الوطن العربي في مسلسل واحد. وشددت رانيا على ضرورة خلق موسم درامي آخر غير رمضان، يحوي أعمالاً درامية متعددة وقصيرة الحلقات، لكي يساعد الفنان على التواجد طوال السنة، بأعمال مميزة وراقية بنفس جودة الأعمال الدرامية التي تقدم في رمضان، الأمر الذي يفيد الفنان والمشاهد معاً، لاسيما أنه مع الزخم الدرامي في رمضان، تتعرض العديد من المسلسلات القوية للظلم، ولا يستطيع الناس مشاهدتها كلها، وبالتالي لا تنال نسبة مشاهدة عالية ولا تحقق النجاح المطلوب. الخروج عن المألوف ويعتقد الفنان السوري تيم حسين أن الرغبة في خوض تجربة نوعية المسلسلات الطويلة متعددة الحلقات، أتت من قبل الممثلين والمنتجين وفريق عمل مسلسل ما بأكمله، من أجل الخروج عن المألوف، والبعد عن نطاق الموسم الدرامي المتعارف عليه، ومن نوعية المسلسلات نفسها، سواء في طريقة عرض القضايا أو التصوير أو مشاركة العديد من الفنانين في عمل فني واحد، مشيراً إلى أنه لا ينكر أنه بعد موافقته على المشاركة في بطولة مسلسل «الإخوة»، عاش فترة من الخوف الشديد تجاه خوضه هذه التجربة للمرة الأولى، إلا أنه وجد أن قصة المسلسل جديدة من نوعها في عالم الدراما، سواء من ناحية القصة أو التصوير أو مشاركة 35 ممثلاً من جميع أنحاء الوطن العربي، الأمر الذي شجعه للمشاركة في بطولته، وكذلك من أجل خلق موسم درامي جديد، بنوعية مسلسلات جديدة في المحتوى أو الفكرة. هموم الشارع العربي ولفت الفنان شريف سلامة الذي يشارك في بطولة المسلسل الجديد «تحالف الصبار» مع نسرين طافش، إلى أنه مع دخول المنتجين والقنوات الفضائية العربية في إنتاج أعمال درامية عربية طويلة الحلقات نستطيع منافسة الأعمال الخارجية الأخرى بقوة، وقال: لا أحد ينكر أن الأعمال التركية والمكسيكية حققت نجاحاً منقطع النظير في السنوات السابقة، لكنها من وجهة نظري «موضة» وستنتهي، لاسيما أن الأعمال الدرامية العربية هي «الأصل»، مشيراً إلى أن ما شد انتباه الناس إلى الأعمال الدرامية التركية والمكسيكية ترجع إلى أسباب بسيطة منها ظهور ممثلين جدد على الشاشة الصغيرة، والتصوير داخل استوديوهات مختلفة ومجهزة بأحدث الأجهزة والديكورات، إضافة إلى اهتمام أغلب هذه الأعمال بالرومانسية، التي فقدناها كثيراً في الفترة الأخيرة بالدراما لعربية، إنما مع الفكر الجديد للمنتجين والمخرجين، ومع إصرار الفنانين على تغيير جلدهم في عالم الدراما، نستطيع منافسة أي دراما خارجية أخرى، فطالما أن الناس تقبلت فكرة الأعمال الطويلة الخارجية، فبكل تأكيد سوف تتقبل وتتابع أعمالنا العربية الطويلة، لاسيما أنها سوف تناقش وتعرض قضايا مجتمعية عربية تلامسهم وتلامس الشارع العربي بشكل عام. رأي صارم وكان رأي الفنان أحمد فهمي صارماً في هذا الصدد، حيث أكد أنه لن يخوض تجربة الأعمال الفنية متعددة الحلقات مجدداً، مبرراً ذلك لأنها تحرقه فنياً، إضافة إلى الصعوبة الكبيرة التي واجهها في تصوير مسلسل «الإخوة»، وقال: لن أشارك بالتمثيل مرة أخرى في مسلسل طويل الحلقات، فرغم سعادتي بالتجربة، لاسيما أن فكرة «الإخوة» كانت مختلفة، إضافة إلى التوليفة الفنية الغنية المشاركة في بطولته، إلا أنني واجهت صعوبة في تصويره بشكل كبير، إضافة إلى اعتذاري عن الأعمال الدرامية التي عرضت علي في شهر رمضان، لسببين، الأول أنني لا أريد حرق نفسي فنياً، والآخر صعوبة التوفيق بين تصوير عمل يضم 90 حلقة ويصور كاملاً في أبوظبي، ومسلسل آخر يتم تصويره على سبيل المثال في القاهرة. تجربة فريدة بينما تخالف الفنانة اللبنانية كارلا بطرس رأي بعض الفنانين الذين يبتعدون عن الأعمال الدرامية متعددة الحلقات، نظراً لقلقهم من إخفاق التجربة، لاسيما أن الحلقات الطويلة تحرق الممثل فنياً، إضافة إلى خوفهم من أن يصاب المشاهد بحالة من الممل، في حال إذا لم يكن العمل فيه تغيير وتطور دائم في أحداثه، وقالت: لست ضد الأعمال متعددة الحلقات، خصوصاً وأن الناس أعجبوا كثيراً بالأعمال التركية ذات المحتوى والمضمون الجيد، التي حققت نجاحاً لا مثيل له، ونسب مشاهدة فاقت كل التوقعات، مشيرة إلى أن فكرة تقديم المسلسلات متعددة الحلقات في بلادنا العربية، التي تناقش قضايا واهتمامات مجتمعاتنا، وتناسب عادتنا وتقاليدنا، تجربة فريدة من نوعها. الأحداث والشخصيات هي الأهم عن خوضها تجربة الأعمال الدرامية متعددة الحلقات، أوضحت الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة أنها لم تخف إطلاقاً من خوض تجربة اشتراكها في أحد المسلسلات متعددة الحلقات، بل على العكس فهي تشجعت على المشاركة في بطولة «الأخوة»، لاسيما أنه عمل مختلف يجمع بين السيناريو المشوق جداً المليء بالأحداث، وكذلك الشخصيات المتعددة وقصص الأخوة الخمسة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن طبيعة المسلسل درامي طويل، إلا أن المشاهد لن يشعر بالملل للحظة واحدة، وهذا هو الأهم بالنسبة لمثل هذه النوعية من المسلسلات، فإذا لم تكن القصة مشوقة وبها العديد من الأحداث والشخصيات، فبكل تأكيد سيتعرض المسلسل للفشل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©