الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تداعي الأفكار

29 يوليو 2017 21:59
يجب أن تتوافر عدة صفات في الكاتب أياً كان اتجاهه الإبداعي، كي ينجح في عمله، منها أن يكون خطابياً وحماسياً وساخراً وشعبياً، فإذا امتلكها الكاتب فهو بلا شك يسير نحو أفق جديد لمسيرته الإبداعية، أي بمعنى امتلاكه لفرصة حقيقية للوصول إلى المجد، فالخطابة والحماسة تعني الثورية في القصيدة والنص، والسخرية تعني النقد، أي التعبير عن الوجع والقهر بأسلوب شعري وفكري، والشعبية تعني أن يزيل الكاتب الحدود ما بين الطبقات في المجتمع ويقف مع الكادحين والمحرومين والبسطاء، هنا تكتمل معادلة الإبداع وتنضج شخصية حامل القلم. الخطاب الديني لو تم تحليله وتفسيره وتوضيحه بمعنى حقيقي ونقي وصافٍ ما تشكلت الحركات والتيارات التكفيرية التي تستعمل الإرهاب وسيلة للوصول إلى السلطة، فالتاريخ الإسلامي حمل في جعبته نخبة من الدعاة والإصلاحيين الذين حللوا وفسروا النصوص وفق التسلسل الزمني للحضارة، لكن ظهرت أفكار واتجاهات أخرى أجهضت فكرة ومفهوم الاعتدال والوسطية، وشرعوا إلى تفسير وتحليل الأمور والقضايا وفق منظور آخر لا يمكن قبوله فكرياً وفلسفياً، وبهذا انقلبت الصورة، وبدل أن تكون مشعة بجمال الألوان انفرد الأسود في رسم صورة أخرى للحضارة. المال هو الساحر الذي يخفي شخصية الفرد، فكل شيء يمكن النقاش والحوار حوله، لكن ما إن يدخل المال بكيانه المعنوي حتى تظهر الشخصية الحقيقية للفرد، فرغم كونه لا يتعدى قطعة ورق مزركشة ببعض الكلمات والألوان، فإن القيمة هي من تجعل للمال وزناً مثالياً. فالمال لا رائحة له ولا طعم، وفيزيائياً لا كتلة له، لكنه الغاية والوسيلة، فكل البشرية تهرول نحوه، والكل يسعى إلى امتلاكه، إذن الحاجة تقود، ولو نظرنا للموضوع من جهة أخرى وإيجاد تعريف آخر للمال، فسيكون التالي أنه العنصر القوي الوحيد الذي يمتلك كياناً معنوياً حقيقياً. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©