أزهار البياتي (الشارقة)
شهدت الشارقة باقة من العروض في مهرجان المسرح المدرسي الذي عاد إلى الواجهة في دورته الرابعة لهذا العام، راسماً آفاقاً للروافد المعرفية والثقافية، مستثمراً أدواته المختلفة بأساليب حديثة وراقية.
وتابعت لجنة تحكيمية متخصصة منافسات المرحلة الأولى في مواعيد متوالية، انطلقت في السادس عشر من أبريل الماضي بمركز خورفكان الثقافي، واستمرت إلى الثالث والعشرين منه، وبدأت منافسات مدارس الشارقة في الرابع والعشرين واختتمت في الأول من مايو الجاري، أما عروض مدارس المنطقة الوسطى، فاستهلت منافساتها في الرابع من مايو واستمرت إلى الثامن منه.
واهتمت دائرة الثقافة والإعلام بالتعاون مع المناطق التعليمية في الشارقة وضواحيها، بإعادة الاعتبار إلى المسرح، لتمنحه في السنوات الأخيرة شيئاً من بريقه وأهميته، مسلطة الضوء على خصائصه وفضلياته المتعددة، وأكد أحمد بو رحيمة، مدير دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، أن المسرح يعد رافداً ثقافياً ثرياً، ويسهم في ثراء العملية التربوية، ويثير الفضول المعرفي لدى الناشئة، فيتيح لهم فرصاً استثنائية من التعليم والتثقيف والاطلاع.
حصاد السنين
وقال : «إن الإنجاز في المجال المسرحي والثقافي يأتي نتيجة تراكمات وحصاد سنين من الجهد والعمل، وعبر دورات ثلاث سابقة سعينا من خلالها إلى تدعيم دور المسارح المدرسية وإعادة الاهتمام بها وتنشيطها، مع الاهتمام بحقل الكتابة والتأليف النصي، وأخرى تتعلق بنواحي الإخراج، الاستعراض، والتمثيل».
تجربة استثنائية
وقال بو رحيمة: «نعتز بتجربتنا الاستثنائية على مستوى الإمارات، فمن خلال مهرجاننا للمسرح المدرسي، ألقينا بالفعل حجراً في المياه الراكدة، وغيرنا جانباً من مشهد المسرح المدرسي على الصعيدين الثقافي والفني، منظمين في هذا الشأن برنامجاً ممنهجاً، ومحتضنين أنشطة مدرسية، منها ورش عمل ودورات متخصصة في حقول المسرح كافة، بالتعاون والتنسيق بين المنطقة التعليمية ودائرة الثقافة والإعلام، موفرين للمدارس الأدوات والخبرات اللازمة لتطوير الشأن المسرحي، ومستعينين بمشرفين لهم باع في تدريب الطلاب في هذا المجال، وبعد تصفيات للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية وصلنا إلى 18 عملاً متميزاً اختارتها اللجنة التحكيمية للعرض في المهرجان الأخير».
تعاون بّناء
والعمل البناء والتعاون المثمر بين المعنيين كافة بالارتقاء بمستوى مهرجان المسرح المدرسي، سبقه الكثير من التحضير والإعداد، حيث أقيمت في كل مدارس الشارقة الورش والندوات التعليمية التي ساعدت في تأهيل أعضاء الهيئة التدريسية على الإلمام بأساسيات العملية الإنتاجية للفن المسرحي، كما نقلت للطلبة معارف وخبرات مسرحية مهمة لمشرفين ومدربين تخصصوا في هذا المجال، منهم مسرحيون من بلدان عربية، شاركوا بتجاربهم المهمة في حقول الإعداد المسرحي من نصوص وإخراج وإنتاج وتمثيل وخلافه، كما حصل فريق كل مدرسة مشاركة على معلومات كافية لما يعرف بـ «السينوغرافيا» أو المؤثرات والملحقات الفنية المصاحبة للعمل المسرحي من (الديكور، والملابس، والإضاءة، والأكسسوارات).
سلوكيات وقيم
وحول الدور المهم الذي يلعبه المسرح المدرسي يقول «بو رحيمة»: «فن المسرح يؤثر في المنظومة التربوية والتعليمية، وأثبت عملياً أنه أداة قوية تسهم في زيادة التحصيل المعرفي وتطوير الجوانب الإبداعية، حيث يغرس لدى الطلبة مجموعة من القيم والمبادئ السليمة، ويكسبهم سمات الثقة والمبادرة والقيادة، كما يعزز فيهم احترام الذات والاعتزاز بالنفس».
بناء الشخصية
يضيف«بو رحيمة» قائلاً: «لا يقتصر هدفنا وطموحنا على الحركة الفنية والحراك الثقافي في الدولة، بل يتعداه إلى حقيقة ثابتة، تؤكد أن للمسرح فضلاً كبيراً في تطوير المهارات المختلفة للفرد، واكتشاف المواهب والملكات عنده، منها على سبيل المثال موهبة الكتابة والتأليف، وفنون الخطابة والتمثيل، بالإضافة إلى أنه يمنح المرء فرصة للجنوح بفضاء الخيال، ويعطيه طاقة من الاندفاع والحيوية، ومتنفساً حراً للتعبير عن مختلف المكنونات الذاتية، بالإضافة إلى دوره في خلق حالة جميلة من المشاركة الوجدانية مع المتلقين».
عدد اليوم
