الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هرب من ضغوط العمل فسقط في فخ المخدرات

هرب من ضغوط العمل فسقط في فخ المخدرات
16 سبتمبر 2016 23:13
دبي (الاتحاد) موظف يبلغ من العمر 26 عاماً، بدأ حياته العملية بجد واجتهاد في إحدى المؤسسات، لكن سرعان ما بدأ طريق النجاح يتحول من الصعود إلى الهبوط بفعل ضغوط العمل التي عالجها بطريق سلبية عبر اللجوء إلى العقاقير الطبية المخدرة، وصولاً إلى الانزلاق في عالم المخدرات. تفاصيل قضية الشاب أطلعتنا عليها خولة العبيدلي الباحثة الاجتماعية في إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، وذلك في إطار الجانب التوعوي للتحذير من مخاطر الوقوع في براثن المخدرات، بحثاً عن الحلول ومعالجة التحديات التي تواجهنا في الحياة، لأن ذلك له نتيجتان حتميتان، إما إلقاء القبض على الشخص والدخول إلى السجن، أو الموت بجرعة زائدة. لجأ الموظف بسبب ضغوط العمل إلى طبيب نفسي، حيث بدأ في أخذ العلاجات والعقاقير الطبية الخاصة بتهدئة الأعصاب ليتطور الأمر بسرعة كبيرة، إذ وصل إلى مرحلة الإدمان على هذه العقاقير. تعامل الموظف بسرية تامة مع موضوع تعاطيه للعقاقير الطبية من دون معرفة جهة عمله أو ذويه بذلك، وما زاد من تورطه مصادقته شاباً آخر اكتشف فيما بعد أنه يتعاطى بطريقة سرية ليتفق الاثنان على التعاطي معاً، لكن الخطر كان يكمن في أن الصديق يتعاطى المواد المخدرة وهو في مرحلة متقدمة من التورط في هذا العالم المأساوي. في أحد الأيام عرض صديق الموظف عليه أن يتوجها إلى دولة آسيوية لتجريب أنواع جديدة من المخدرات، فرافقه وبدأا في قضاء الأوقات في الملاهي الليلية وسرعان ما تورط في تجريب المخدرات، ثم بدأ في البحث عن أنواع من المخدرات تُبقيه يقظاً لفترة طويلة. في تلك الدولة تعرف الموظف إلى رجل آسيوي عرض عليه استخدام مخدر معين، فبدأ يتعاطاه بشكل كبير، وكان يعود إلى الدولة ثم يغادر مرة أخرى إلى هذه الدولة الآسيوية ليتعاطى المخدر ذاته كونه بات يشعر أن المخدر يجعله نشيطاً لموجهة ضغوط العمل، ولم يكن يدرك أنه يتورط في الإدمان. منذ أقل من شهر توجه الموظف إلى الدولة الآسيوية، وتعاطى المخدر وقضى أوقاته في الملاهي الليلية، وعند عودته أحضر معه كمية ليتعاطاها في الدولة إلا أن أمن مطار دبي الدولي استطاع اكتشاف وجود المخدرات بحوزته فألقوا القبض عليه. بعد توقيفه في السجن بدأ الموظف في الاستيقاظ من الحالة والمأزق الذي تورط فيه نتيجة عدم قدرته على مواجهة تحديات الحياة والهرب إلى عالم المخدرات المظلم، حيث تواصل منذ توقيفه مع إدارة التوعية الأمنية لمساعدته في التوقف عن إدمانه والعودة إلى المجتمع، مبدياً ندمه الشديد على استسلامه لعالم المخدرات الذي قاده إلى عاقبة وخيمة، انتهت بسجنه، وينتظر حالياً عرضه على القضاء. تضيف خولة العبيدلي: في هذه الحالة سيكون دورنا مساعدة الموظف بعد تنفيذه للعقوبة التي تقدرها المحكمة، حيث نحرص في قسم الرعاية اللاحقة في إدارة التوعية الأمنية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على التواصل معه ومع أسرته، وذلك للمساهمة في منع عودته إلى عالم المخدرات مرة أخرى، وسنقدم له التوجيهات والإرشادات اللازمة لتمكينه من تخطي الأزمات. وأوضحت أن قسم الرعاية اللاحقة في إدارة التوعية والرقابة، يقوم بدور اجتماعي وإنساني مهم لا يقتصر فقط على متابعة المتعاطين بل يحاول إيجاد فرص عمل لهم بعد خروجهم من السجن عبر تدريبهم على أداء وظائف معينة كخدمة العملاء والرد على الهاتف، وتوفير مساعدة مالية لهم من خلال الجمعيات المختصة، مبيناً أن هذا الدور يسهم في عودة المدان في قضية تعاطي إلى الطريق الصحيح، وأن يصبح إنساناً سوياً وإيجابياً في المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©