الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلاح فضل: «أمير الشعراء» أعطى قُبلة الحياة للشعر العربي

صلاح فضل: «أمير الشعراء» أعطى قُبلة الحياة للشعر العربي
6 مايو 2013 20:42
يواصل برنامج «أمير الشعراء» عرض حلقاته عبر قناتي أبوظبي - الإمارات، وشاعر المليون وسط اهتمام بالغ من جمهور الشعر في كل مكان، ومع تزايد المنافسة بين الشعراء المشاركين يحتدم الصراع من جهة أخرى بينهم وبين لجنة التحكيم التي تترَّصد أخطاءهم، وتترقب مواطن ضعفهم، ومن بين أعضائها الدكتور صلاح فضل الناقد المصري الشهير الذي يتميَّز بتعليقاته المدهشة التي تسلط الضوء على جماليات النصوص، لكنها في أكثر الأحيان تكون صادمة للعديد من الشعراء خصوصاً الذين لم يحالفهم الحظ في الصعود للمراحل الأخرى من البرنامج. أشرف جمعة (أبوظبي) - التقت لجنة التحكيم عدداً ضخماً من الشعراء في المرحلة الأولى للبرنامج، وهو ما أفرز تصعيد 20 شاعراً لخوض منافسات الدورة الخامسة من مسابقة أمير الشعراء، التي تنظم تحت إشراف لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي على مسرح شاطئ الراحة في قلب العاصمة الإماراتية. نجوم الإبداع وحول دور برنامج «أمير الشعراء» في تقديم مبدعين جدد للواقع الثقافي العربي يقول الناقد الأكاديمي وعضو لجنة تحكيم المسابقة الدكتور صلاح فضل: «إن تقديم البرنامج لأسماء شعرية جديدة في الحياة العربية هو حقيقية لا ينكرها أحد باعتبار هذه الأسماء نجوم الإبداع الشباب وأصحاب مواهب محققة وليست واعدة، وقد غيَّرت هذه المواهب نسبياً خارطة المؤتمرات والملتقيات والمهرجانات الشعرية، ولم تعد تركز على الشاعر الأوحد، النجم الذي لا يجارى والذي كان يستأثر بكل الأضواء من قبل، بل إنني أعرف أن بعض الأسماء التي أفرزها البرنامج قد بدأت تزاحم الشعراء الكبار وتحل محلهم، والدليل على ذلك أن تميم البرغوثي أصبح يؤدي دور محمود درويش، وكذلك امتد ظل الشعراء البارزين في المسابقة من سوريا، واليمن، والإمارات، وكذلك العراق، والسعودية، ليكملوا المسيرة وما لا يستطيع أن ينكره أحد أن البرنامج أعطى قبلة الحياة للشعر العربي في ظل وقوع الناس تحت وهم أننا نعيش عصر الرواية غافلين عن حقيقة تراسل الفنون وازدهار بعضها بعضا فكلها ترمي إلى الحس الجمالي والوعي الحضاري لدى الشعوب». عصر الشعر وعن تعليق الآمال على أن يعيد برنامج ثقافي مثل أمير الشعراء عصر الشعر العربي وازدهاره يبين أنه لا يمكن أن يقوم برنامج تلفزيوني بهذا الدور كاملاً إذ لا بد من إضافة عدد آخر من المسابقات الجادة التي تتخذ نواة هذا البرنامج قدوة لها، ونحن في حاجة شديدة إلى مسابقة لكلمات الأغاني لأنها تنتشر وسط جماهير الشعوب كنار في الهشيم، وهي التي تشكل الذائقة لدى المجتمع بكافة طبقاته ومستوياته العمرية، والاهتمام بجودة الكلمات عبر مستويات مدروسة ومتقنة يساعد كثيراً في رقي الذوق، لأن الاختيار الآن مقصور على وعي الموسيقيين وأصحاب الأصوات الجميلة من مطربين ومطربات دون علم من أصحاب الخبرة اللغوية، والذائقة الجمالية، وأتصور أن هذه المسابقة لا بد أن تشمل الشعر الفصيح والعامي لأن الارتقاء بأحدهما ازدهار للآخر، وليس بينهما تنافس، كما يتوهم السذج من الناس، وطرح مسابقة أخرى لقصيدة النثر للارتفاع بمستواها لتكريم شعرائها واختيار النماذج العليا منها، ومن ثم تحفيز النقاد على اكتشاف قوانينها الجمالية والإيقاعية وبلورة أشكالها، ومسابقة ثالثة للمسرح الشعري والغنائي لأننا بحاجة إلى بعث الحياة في الحركة المسرحية واستثمار الطاقات المسرحية واستثمار الطاقات الشعرية العربية لمواصلة صعود الدراما الشعرية التي استهلها شوقي ووصل بها صلاح عبدالصبور أعلى ذروة في العقود الأخيرة وتوقف الإنتاج بها لافتقادها للرعاية والتشجيع وفرص العرض والانتشار وإضاءة المسارح بالفن والغناء، وأحسب أن تكاملاً بين الهيئات والمؤسسات الراعية لهذه الأنشطة يعطي للإبداع حقه وللنقد قيمته وللجمهور أهميته في التواصل الجمالي وهو الذي يكمل نهضة الشعر الفعلية. الترويج للإبداع وعن صعوبات النشر والانتشار معاً التي توجه الشعراء الذين يفرزهم البرنامج كل عام يذكر أن دور النشر عازفة عن الترويج للشاعر الشاب المبدع، والإشكال نفسه يتكرر بالنسبة للمساحات في الإعلام المقروء والمرئي والمسموع وشخصياً حاولت في كتاباتي المنتظمة القسمة بالعدل وكأنني مشدود إلى زوجتين «الشعر والرواية»، لكنني سرعان ما واجهت مشكلة، وهي أن عدد الدواوين الشعرية التي تستفز القارئ وتغريه بالقراءة قليلة على الأقل في ما يمكنني ملاحقته إلى جانب العدد الضخم من الروايات التي تتجاوز دائماً النسبة المطلوبة للكتابة عنها، ومن بين كل عشر روايات جيدة كنت أجد ديواناً واحداً جيداً مما أخل بقسمة العدل التي كانت مسيطرة عليَّ واضطررت إلى إحداث التوازن المطلوب في الاستعانة بشعراء العصور الماضية بخاصة أن لا يتقادم ولا ينطفئ وهجه، فأخذت أستحضرهم في بعض المقالات في عمود بالملحق الثقافي لصحيفة الاتحاد الإماراتية، والعديد من الشعراء المشاركين في برنامج أمير الشعراء أجبروني على الكتابة عنهم وبعضهم الآخر اكتفيت بالتعليق الشفوي على أشعارهم وهذه مسألة لا أملك لها دفعاً. إصدار الأحكام وبخصوص اتهامه بالقسوة في نقد الشعراء وذكر مسالبهم يقول: أريد توضيح أمر حاسم في هذا الصدد، وهو أنني لا يمكن أن أعنف مع شاعر حقيقي، وفي التصفيات الأخيرة وعندما مثل أمامنا عدد ضخم من الشباب الذين لا يعرفون أبجديات الشعر ولا يقيمون الوزن ولا يستطيعون صناعة متخيل شعري جميل ويغريهم أصدقاءهم بأن يتقدموا للمسابقة لمجرد تعلقهم بالشعر أو حلمهم بأن يكونوا شعراء وعندما نرفض مشاركتهم لا بد أن تكون بطريقة قوية تكشف لهم عن نقاط ضعفهم وتضع حداً لأوهامهم، فبعضهم لا يقومون اللغة أساساً وبعضهم لا يحفظون قصيدة واحدة لشاعر كبير، والبعض الآخر لا يمتلك قدرة على النظم ولا يدرك جوهر الشعر، لذا نزجرهم لنفسح الطريق أمام المواهب الحقيقية ولا يمكن أن يتم ذالك برفق لأنهم لن يقدروا هذا الرفق وسيتوهمون بأننا نظلمهم في التصفيات، وقد شاء الحظ أن أقوم بهذا الدور، لكن عندما نبدأ في مناقسة الشعراء الحقيقيين الذين وقع الاختبار عليهم يستحيل أن أثير شعور أحد منهم، بل أداعبه وأحاوره بلطف وبمحبة وتقدير وأحياناً ينقلب الأمر ضدي ويتهمني البعض في هذا الميدان باللين الشديد والتناقض في إصدار الأحكام على الشعراء لكنني دائماً لي أسبابي التي تدعوني للحنو والقسوة معاً. تواصل البرنامج جماهيرياً أوضح الدكتور صلاح فضل، أنه كان يفتقد إلى ما تعود عليه في المواسم السابقة من الإيقاع السريع لمسابقة أمير الشعراء ويرى أن تأجيلها لمدة عامين كاملين أحبط كثيراً من الشباب وضيع عليهم فرص التأليف والتواصل الجماهيري وجعل الشاشات العربية تمتلئ بغثاء السياسة، ويقول: حبذا لو أعيد النظر في عودة المسابقة واستقرت كما كان في السابق بإيقاعها السريع حتى يحل الجمال محل القبح والحرية مكان التطرف والفن بديلاً عن المهاترات والسياسة السخيفة التي سئمها الناس، حيث كانت الأسابيع الأخيرة من الدورة الرابعة لأمير الشعراء مطلع 2011 مفعمة بالأحداث، والشجون، والهزات العنيفة، والطريف أن مشاركة الشاعر المصري هشام الجخ كانت لها آثار مدهشة إذ التفت الجمهور المصري لهذه المسابقة بشكل مكثف، وكلما دخلت مكاناً في مصر تلقيت سيلاً من النقد لأننا لم نضعه في موقع الأمير الذي يستحقه في تقديرهم وعندما كنت أرد عليهم أنه أخذ حقه من النقد والتكريم معاً كان يزداد حنقهم عليَّ، بل ويتهمونني بنقص الوطنية، وأنا أفهم الوطنية باعتبارها شعوراً عروبياً فنياً تدفع الإنسان للحيد عمّا ينبغي للقضاة من موضوعية ونزاهة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©