الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

البيئة المنزلية والتأهيل المبكر بوابتا المعاقين نحو السعادة

البيئة المنزلية والتأهيل المبكر بوابتا المعاقين نحو السعادة
17 سبتمبر 2016 17:41
أحمد السعداوي (أبوظبي) تعتبر التنشئة الاجتماعية السليمة أفضل السبل لبناء شخصية ذوي الاحتياجات وتنمية قدراتهم، وبالتالي إسعادهم عبر الاستفادة من الإمكانيات والمكونات المتوافرة في البيئة المحيطة، وهو ما يتطلب التعرف على أبرز الأساليب العلمية المتبعة في هذا السياق، ومنها التأهيل المبكر وتهيئة البيئة المنزلية، حتى تكون نبراساً يهتدي به المتخصصون وأولياء الأمور في التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات، خاصة خلال مراحلهم العمرية الأولى التي تتكون فيها شخصياتهم، ويكتسبون فيها معارف ومهارات ضرورية تيسر لهم سبل الحياة وتجعلهم يسيرون في طريق السعادة رغم المشكلات الصحية التي يعانونها، حسب ما قاله محمد نصر، اختصاصي تأهيل المعاقين في مجلس أبوظبي للتعليم. صحة الأم ويقول نصر، صاحب المؤلفات المتنوعة في مجال تأهيل المعاقين،، إن التنشئة الاجتماعية للفرد تبدأ حتى قبل ميلاده، إذ يشكل اختيار الزوج أو الزوجة لبعضهما بداية البيئة التي سيحصل منها الابن على القيم والعادات، ثم أن كمية ونوعية الغذاء الذي تتناوله الأم قبل الولادة تؤثر على الجنين، وكذلك صحتها النفسية والاستقرار العاطفي يؤثران على الصحة النفسية والجسمية للجنين. وعندما يولد الطفل يبدأ في التفاعل مع البيئة الصغيرة المحيطة به من مستوى تعليمي للآباء وبيئة مادية مناسبة وجو مناخي ورعاية صحية ومستوى ثقافي إلى أن يكبر وفي أثناء نموه تكبر معه الغرائز والنزوات التي يحاول إشباعها، لكن البيئة وانطلاقاً من القيم الدينية والأخلاقية والعادات الاجتماعية تبدأ في كبح هذه الغرائز،ليبدأ صراع داخلي في مرحلة المراهقة بين الرغبات وبين القيم. وفيما يخص التنشئة الاجتماعية للمعاقين، يذكر نصر أن الإعاقة وصفت بأنها حالة من العجز للأفراد بسبب فقدان كلي أو جزئي للقدرات البدنية أو الحسية أو العقلية يحد من قيامهم بتلبية حاجاتهم الأساسية، وقد يولد بها الفرد، أو يصاب بها نتيجة مرض أو حادث أو حرب. بناء السعادة أما تحقيق السعادة للمعاقين، فهذا يتطلب التعرف جيداً على أساليب التربية الخاصة، والخدمات المقدمة لهؤلاء الأفراد والتي تساعدهم على التغلب على هذه الإعاقات، وتحقق ذاتهم وتنمي قدراتهم إلى أقصى مدى ممكن وتساعدهم على التكيف مع المجتمع الذي ينتمون إليه. وتتفاوت أنواع الإعاقات من الإعاقة الجسمية والصحية إلى الإعاقة البصرية والسمعية واضطرابات النطق والكلام والإعاقة العقلية والاضطرابات السلوكية والانفعالية، وصعوبات التعلم واضطراب طيف التوحد ، لكن على رغم اختلاف هذه الإعاقات من حيث النوع والشدة، فإن الأمر بالنسبة للآباء نفسي في وقت تتعرض الأسر لضغوط نفسية شديدة تبدأ بمرحلة الصدمة، ثم النكران والرفض، وبعدها مرحلة الحداد والحزن، يليها مرحلة الخجل والخوف، ثم مرحلة اليأس والاكتئاب، ثم مرحلة الغضب والشعور بالذنب، ثم تبدأ مرحلة، إما الرفض أو الحماية الزائدة، وأخيراً مرحلة التكيف والتقبل ولابد وأن نشير إلى أن هذه المراحل تختلف في شدتها وطول فترتها الزمنية، والمرحلة الأخيرة يمكن التعامل معها بسهولة عبر التعاون مع الاختصاصيين ومراكز التأهيل، وهذا التعاون يكون اللبنة الأولى في بناء السعادة. الرضا الداخلي وفيما يخص المجتمع المحلي، يشير نصر إلى ظهور مصطلح الدمج الذي يعني دمج الأطفال غير العاديين المؤهلين مع أقرانهم دمجاً زمنياً وتعليمياً واجتماعياً حسب خطة وبرامج وطريقة تعليمية متواصلة تقرر حسب حاجة كل طفل على حدة ويشترط وضوح المسؤولية لدى الجهاز الإداري والتعليمي والفني في مؤسسات ومراكز المعاقين. وهنا نلاحظ أن دمج الطالب يتطلب تأهيله مبكراً وهذا ما تقوم به مراكز التدخل المبكر التي تقدم خدمات متنوعة طبية واجتماعية وتربوية ونفسية للأطفال دون سن السادسة، والذين يعانون إعاقة أو تأخراً نمائياً، أو الذين لديهم قابلية للتأخر أو الإعاقة. ولابد أن نشير ألى أن برامج التدخل المبكر لاتشمل الطفل المعاق فقط، بل تمتد إلى برامج خاصة للآباء والأسرة لتلبية حاجات طفلهم ومساعدته على تنمية قدراته وتأهيله لتقبل المجتمع له، وليصبح فرداً مؤثراً تأثيراً إيجابياً في مجتمعه، وبالتالي يتحقق له الشعور بالرضا الداخلي وهو الباعث الأقوى لوصول الإنسان إلى السعادة خلال مسيرته في الحياة. إرشادات لكل أم يوجه أخصائي تأهيل المعاقين، محمد نصر، إلى كل أم لطفل معاق مجموعة من الإرشادات التي تسهم في توفير بيئة تحقق له السعادة، ومنها: - تهيئة البيئة المنزلية للطفل المعاق وترتيب الغرفة بحيث تسهل عليه المهمة، كأن نسمي له أسماء كل شيء في شكل محدد محدد وثابت لا يتغير. -لا يهمك المسمى توحداً أو إعاقة عقلية أو نشاطاً زائداً، فقط قيمي نقاط قوته و ضعفه لاستغلال نقاط القوة وتقوية نقاط الضعف. - حددي خطة لطفلك في مجالات اللغة والتواصل الاجتماعي والرعاية الذاتية والحركية وخذي هدفاً لكل واحد في كل مجال وعند الانتهاء نضع هدفاً أعلى لكل مجال مرة أخرى. - لا تعتمدي فقط على مركز أو مؤسسة ، لابد أن يكون لك دور إيجابي في عمليات التأهيل - اختاري المركز الذي يضم اختصاصيين من ذوي كفاءة وتابعي خطة ابنك بصفة مستمرة. - تجنبي القسوة الزائدة أو التدليل الزائد ولابد من التعزيز عندما يتقن مهامه. - لابد من تخصيص وقت محدد يوميّاً لطفلك وتكونين ملتزمة به مهما حدث. - حذار من الاستجابة لصراخ الطفل كلما طلب شيئاً. - إذا كنت عاجزة عن دفع تكاليف المركز، دربي طفلك بنفسك، لأن الأطفال في المراكز يحتاجون إلى تدريب من الأم داخل المنزل. - التدريب ليس بحاجة ملحة لوسائل تعليمية مكلفة فهناك أشياء كثيرة في البيئة يمكن استغلالها. - لا تتسرعي في النتائج ففي المراحل الأولى من التأسيس يحتاج الطفل إلى وقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©