الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير: ألفا قتيل لحكومة الجنوب في «هجليج»

البشير: ألفا قتيل لحكومة الجنوب في «هجليج»
5 مايو 2012
أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن حكومة جنوب السودان خلّفت من قواتها بهجليج بجنوب كردفان أكثر من ألفي قتيل، وسخر من مزاعم جوبا بأنها انسحبت من هجليج، رغم رفضها أولاً مناشدات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالانسحاب. وقال البشير لدى مخاطبته أمس الجنود و”المجاهدين” في قيادة منطقة تلودي العسكرية بجنوب كردفان، إن زيارته لتلودي تجيء لنقل تحية الشعب السوداني لمجاهداتهم؛ لأن الهجوم الأخير على تلودي كان الهدف منه إجهاض فرحة الشعب السوداني بانتصارات هجليج. وأضاف: إننا إذ نصلي يوم الجمعة في تلودي، نأمل أن نصلي الجمعة القادمة في كاودا. وقال البشير: “جئنا لنؤكد لمواطني تلودي أننا معهم، وسنقود حملة لتحرير وتطهير السودان من العملاء الذين باعوا بلدهم”. وأشار البشير إلى أن منطقة تلودي ليست غريبة عليه، وأنه قاتل مع قوات الهجانة في نهاية الثمانينيات ويعرف مدى قدرتهم القتالية، مضيفاً أننا نريد منهم أن يلقنوا العدو درساً لن ينسوه. وأضاف: “سنقف مع القوات النظامية حتى يتم تطهير المنطقة من كل خائن وعميل. وعهدنا بكم أن يأتي قائد الفرقة ويبلغنا برفع التمام بإخلاء ولاية جنوب كردفان من كل آثار للتمرد”. وأكد البشير، حسب وكالة السودان للأنباء، لدى مخاطبته المصلين بمسجد تلودي الكبير، أن القوات النظامية كبدت الأعداء خسائر فادحة. وأضاف الرئيس السوداني “أن المتمردين بزعامة عبدالعزيز الحلو هم واجهات للقوى الأجنبية التي كانت تمول تمردهم وهي قوة تستهدف السودان في عقيدته وأرضه وإنسانه”. من جهة أخرى، أشاد البشير، بمواقف القوى السياسية في جنوب كردفان، قائلاً إنها تناست خلافاتها السياسية ووحدت صفها للدفاع عن الوطن، وقال إن الأحزاب هي مواعين لخدمة الوطن وتنميته. وأضاف خلال لقائه ممثلي الأحزاب، أن المنطقة كانت نموذجاً للتعايش والانصهار والتكامل والتعاضد، لكن القوى التي تتآمر على السودان أرادت ضرب هذا النموذج، وأردف “مواطنو كردفان أفشلوا هذا المخطط”. إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح أمس، أن السودان لن يوقف القتال ما لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضيه. وقال العبيد مروح لوكالة فرانس برس “لن نوقف القتال ما لم تنسحب قوات جنوب السودان من أراضينا”. وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قراراً الأربعاء، دعا فيه السودان وجنوب السودان إلى وقف الأعمال العدائية خلال 48 ساعة تحت طائلة فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية عليهما. وفي وقت سابق أمس، اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني جنوب السودان بمواصلة اعتداءاته العسكرية، مخالفاً بذلك قرار مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أنه “يحتل” بعض المناطق الحدودية المتنازع عليها. وقال العقيد الصوارمي خالد سعد “من جانبنا أعلنت الدولة التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدائيات ... لكن الطرف الآخر لا تزال قواته داخل أراضينا واحتلاله منطقتي سماحة وكفن دبي يعني انهم لم يوقفوا العدائيات”. وتقع هاتان المنطقتان على الحدود بين البلدين بمحاذاة إقليم دارفور، غرب السودان. من جانب آخر، طالبت وزيرة الخارجية الأميركية أمس السودان بوقف غاراته الجوية على جنوب السودان، وذلك قبل ساعات من انتهاء فترة الإنذار الذي وجهه مجلس الأمن. وقالت كلينتون في بكين لمحاوريها الصينيين، كما تفيد ملاحظات خطية اطلعت عليها وكالة فرانس برس “يجب أن نستمر معاً في توجيه رسالة قوية إلى الحكومة السودانية التي يتعين عليها بموجبها أن توقف فوراً ومن دون شروط كل الهجمات خارج حدودها، خصوصاً غاراتها الجوية الاستفزازية”. وتشارك وزيرة الخارجية الأميركية في العاصمة الصينية في “الحوار الاستراتيجي والاقتصادي” الصيني - الأميركي الذي يعقد سنوياً. وفي بيان مشترك صدر بعد الحوار، شددت الولايات المتحدة والصين على “أهمية التشجيع على علاقة سلمية وحوار بناء بين حكومتي السودان وجنوب السودان حول المسائل الثنائية”. وتعرضت الصين، حليفة السودان منذ زمن بعيد، لانتقادات بسبب دعمها الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت ضده المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور غرب السودان. لكن بكين ارتأت حتى الآن ألا تنحاز إلى أي من السودان أو جنوب السودان وأن تدعو إلى تسوية سلمية للنزاع. وأيدت الصين قراراً لمجلس الأمن الدولي صدر مساء الأربعاء ويدعو الطرفين إلى وقف الأعمال العسكرية في غضون 48 ساعة وإلا فرضت عليهما عقوبات. وقالت كلينتون “أرحب بكون الصين والولايات المتحدة انضمتا إلى المجموعة الدولية” في هذا الملف. وبعد حرب أهلية مدمرة (1983 - 2005، ومليوني قتيل)، لم يتوصل السودان وجنوب السودان إلى الاتفاق على المسائل التي ما زالت عالقة، وفي مقدمها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية. وتدور معارك غير مسبوقة منذ حصول جنوب السودان على استقلاله في يوليو 2011، على الحدود المشتركة للبلدين، وتدفع إلى الخشية من اندلاع حرب واسعة النطاق بينهما. من ناحية أخرى، طالب تحالف يضم 150 منظمة من منظمات المجتمع المدني الرائدة في العالم العربي وأفريقيا، كلاً من الولايات المتحدة والصين باستخدام “وضعهما الفريد لتشجيع السودان وجنوب السودان على حل نزاعاتهما البينية والحدودية بالتفاوض السلمي”. وأرسل التحالف رسالة إلى وزيري خارجية الولايات المتحدة والصين، بمناسبة انعقاد الحوار الاستراتيجي الأميركي الصيني في بكين. وحذرت المنظمات الموقعة من أن التصعيد الأخير في العنف على الحدود بين السودان وجنوب السودان يفرض تهديدات خطيرة للسلم والأمن الدوليين. ودعت الرسالة كلاً من الولايات المتحدة والصين إلى إظهار الريادة، واستغلال نفوذهما على الطرفين ووضعهما باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، لتشجيع الدولتين على العودة إلى مائدة المفاوضات وحل مشاكل ما بعد الانفصال التي ما زالت عالقة بينهما. وقد حذرت المنظمات من أن موسم الأمطار الوشيك يستنفد منا الوقت اللازم لمساعدة مئات الآلاف من المدنيين الذين نزحوا جراء القتال، والذين يواجه الكثيرون منهم، بالفعل، نقصاً خطيراً في الغذاء. وأكدت المنظمات ضرورة وفاء السودان بالتزاماته بمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والذي “لا يمكن أن يُحل عسكرياً”.
المصدر: الخرطوم، بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©