الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الصورة واللوحة يتقاطعان مع الكلمة بتناغم جمالي

الصورة واللوحة يتقاطعان مع الكلمة بتناغم جمالي
6 مايو 2013 00:08
جهاد هديب (الاتحاد) - في الملتقى الفني الخامس لدار ابن الهيثم المقام حاليا في حي الفهيدي التاريخي بدبي، يقدم مجموعة من الفنانين رؤى فنية مختلفة تجمع بين التصوير الفوتوغرافي والفن المفاهمي والخط، مع تداخل نصوص شعرية ترافق كل عمل لتخلق معادلا موضوعيا بين الكلمة واللوحة. والمشاركون في المعرض الذي يستمر حتى العاشر من الشهر الجاري هم الفنانون: جاسم ربيع العوضي وسعيد الشامسي واحمد الدشتي ونادرة بدري ويوسف الجسمي وميسون آل علي، ومحمد المرزوقي. وضمت القاعة الأولى من دار ابن الهيثم للفنون البصرية عملا واحدا للفنان العوضي وهو عبارة عن صورة فوتوغرافية لحلّاق في حيّ شعبي يحمل العنوان: كرسي الحلاق، ويبدو فيه حلّاقا من جنسية آسيوية يحلق ذقن رجل آخر بموسى كلاسيكية وإلى الأسفل من الصورة هناك رفّ عليه أدوات ولوازم تلك المهنة إنما جاء البعض منها مبالغا في حجمه مثل ذلك المقص الذي هو للخياطة وليس لتهذيب شاربين أو شعر رجل، لكن النص المرفق بالعمل يحمل الكلمات التالية على لسان الرجل الذي سلم ذقنه للحلاق: «حلقت روحي عند الظهيرة ووجدت نفسي في المكان الذي بدأت منه، الحياة قصيرة جدا لنمضيها في الدوران». والحال أن المكان الأول بوصفه البداية هو المقصود من الكلام في مجمله وليس بمعناه الحرفي. لكن العمل التالي «بلا عنوان» لسعيد الشامسي وضمته القاعة الثانية، وجاء رسما لوجه شخص بخطوطه الخارجية فقط وتتقاطع فيه ملامح ذكورية وأنثوية معا بعيدا عن العمل السابق له إذ يبدو هذا الوجه بلا تعبير بالأبيض والأسود سوى مسحة حزن في العينين وإلى الأسفل منه ثلاثة أبيات من الشعر المقفى إنما مكسور الوزن وقد كُتبت كما لو أنها سطر واحد: «سلام على حاقدٍ ثار على لا حبٍّ من دم سائرٍ وليس على خاشعٍ خانعٍ مقيم على ذلّةٍ صابرٍ سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر» أما العمل الثالث الذي حمل عنوان «النهاية» فهو عمل مفاهيمي بامتياز وهو من إنجاز: جاسم العوضي ونادرة البدري وسعيد الشامسي، وتتداخل فيه الصورة الفوتوغرافية التي تظهر فيها إشارات مرور وما ظل في مبراة من قلم رصاص بعد أن ادخل إليها وسواها من الصور وقد تداخلت مع أسلاك دقيقة لهواتف ووسائل وتقنيات اتصال امتدت كيفما اتفق على جدارين من القاعة، وقد كتبت نادرة بدري إلى جوار عنوانه: «لكل بداية نهاية، والنهاية فصل جديد يروي قصة بداية ونهاية تدوم للأبد». وفي القاعة الرابعة هناك خمسة من الأعمال الفوتوغرافية «الصورة في المرآة غير حقيقة» لعلي جمال، حيث الصورة هنا هي مزيج من عناصر تمّ تجميعها من بيئات متناقضة بهدف صنع مفارقة صارخة من هذا التضاد فيما بينها، أي أن كل صورة فوتوغرافية قد تم تأليفها تأليفا على نحو ما يؤلف المرء نصا مكتوبا، والمفارقة الأخرى التي تنطوي عليها هذه الأعمال قد كُتب إلى الأسفل وإلى اليمين: «الصورة في المرآة غير حقيقية» وهي العبارة ذاتها التي توجد في أسفل مرآة أي سيارة التي على يمين السائق: «الأبعاد في المرآة غير حقيقية» ما يعني أن الصورة الفوتوغرافية ذاتها هي أيضا نتاج مخيلة حيث ثمة شخصية بشرية واحدة تتكرر فيها لكنها غير بادية الملامح وغائمة لجهة أنها مذكّر أم مؤنث لكنها وحدها غريبة في مشهد طبيعي غريب. أما العمل الأخير «رحى الخريف» لسعيد الشامسي الذي أنجزه بالتعاون مع أحمد الدشي ويوسف الجسمي ويوضع في إحدى أركان الباحة الداخلية للدار فهما حجرا رحى يكاد رمل الصحراء المحيط بهما بعد عاصفة يبتلعهما، رمل تناثرت عليه عبوات فارغة لطلقت جرى إطلاقها هنا فوق هذه الرمل حتى لكأن الرحى قد طحنت حربا مثلما لكأن حربا قد طحنت الرحى. يكتب الشامسي إلى جوار عنوان هذا العمل: «يبدأ الخريف، ويبدأ الرحى بالدوران وتبدأ معها الحياة .. تدور الرحى وتبدأ الذاكرة وتنتهي وتبدأ من جديد جراح ذكرى دفينة مخبأة بين أوراق الخريف المتساقطة أوراق حمراء بلون الدم إنه الخريف إنها رحى الخريف»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©