الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعلم: «المحكمة» شأن لبناني وترسيم الحدود «اجتماعي»

المعلم: «المحكمة» شأن لبناني وترسيم الحدود «اجتماعي»
19 يوليو 2010 00:10
ناشد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمس اللبنانيين التحلي بالهدوء مشيرا الى انه “ليس هناك ما يدعو إلى الاحتقان الطائفي “ في اشارة الى اشتعال الجدل بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ، فيما اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذه المحكمة “شأنا لبنانيا” داخليا لكنه أوضح أنه إذا طالت بلاده بطريقة أو بأخرى فان أي شخص يثبت تورطه بالدليل القاطع سيحاكم في سوريا بتهمة الخيانة العظمى”. واعتبر من جهة ثانية مسألة ترسيم الحدود بين البلدين شانا اجتماعيا يحتاج إلى رؤية تنصف العائلات اللبنانية الموجودة في سوريا والسورية الموجودة في لبنان”. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس رئيس الوزراء اللبناني في زيارته الرابعة من نوعها مع وفد وزاري رفيع المستوى بعد التوقيع مع نظيره ناجي العطري على 17 اتفاق تعاون بين البلدين. وأكد مصدر وزاري لبناني أمس أن اللبنانيين جميعا يريدون علاقة طيبة مع “ الجارة الشقيقة سوريا وسط تعاون وانفتاح مستقبلي خصوصا أن كل أجواء الأزمات اصبحت من الماضي بين الجانبين. وقال بعد انتهاء جولة مباحثات مشتركة بين العطري والحريري إن الجانبين أكدا على “ تمسكهما بالتعاون الثنائي وتطوير العلاقات المشتركة الهادفة لمصلحة الشعب الواحد في البلدين”. ونقل المصدر عن العطري قوله إن الاجتماعات هدفت إلى “عودة الدفء والاستقرار في علاقات البلدين والبناء على ما تم إنجازه تاريخيا خاصة أن دمشق تعتبر أن أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سوريا ويجب ألا يكون لبنان خاصرة رخوة لسوريا”. وأضاف العطري أن “ سوريا قدمت اكثر من 12 ألف شهيد في لبنان من أجل ان يبقى لبنان معافا ويخرج سليما من حروبه السابقة “. وقال رئيس الحكومة السورية إن “ حركة التجارة المشتركة لا تلبي طموحات البلدين فهي حوالي 460 مليون دولار وأننا اتفقنا مع إخواننا في الحكومة اللبنانية على مضاعفة هذا الرقم العام المقبل “ من جهته وردا على سؤال عما إذا كان الخلاف الداخلي اللبناني بين فريقي السلطة والمعارضة سيؤثر سلبا على العلاقة السورية اللبنانية رد الحريري بالقول “إنه لن يكون ضد حلفاء دمشق في أي رهانات مستقبلية ولن ينجرف في خط “ متشددي 14 مارس “ .وأعلن أن زيارة الرئيس السوري بشار الاسد إلى لبنان لم تحدد بعد لكنه أبدى تمنياته بأن تحصل “ إن شاء الله “. وردا على سؤال يتعلق بكلام نصرالله الأخير حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال الحريري “ يجب على الجميع التحلي بالهدوء وليس هناك ما يدعو إلى الاحتقان الطائفي ونحن رجال الدولة نريد الهدوء “. من جانبه وردا على سؤال عن المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن “المحكمة الدولية شأن لبناني”. لكنه أوضح أنه “إذا طالت سوريا بطريقة أو بأخرى (...) أي مواطن يثبت تورطه بالدليل القاطع سيحاكم في سوريا بتهمة الخيانة العظمى”. وردا على سؤال عن ترسيم الحدود، قال المعلم إن “هذا الموضوع يحتاج إلى رؤية اجتماعية تنصف العائلات اللبنانية الموجودة في سوريا والسورية الموجودة في لبنان”. وأضاف أن “ترسيم الحدود شأن اجتماعي”، مؤكدا بدء “تشكيل لجنة في سوريا ولبنان على ما تم الاتفاق عليه في السابق في هذه المسألة”. من جهة أخرى، أكد المعلم أنه “لا تعديل على معاهدة الأخوة والتنسيق والتعاون وهذا بشكل قاطع”، في إشارة إلى الاتفاقية الموقعة في تسعينيات القرن الماضي. وأوضح وزير الخارجية السوري أيضا أن “معاهدة الأمن لن توقع بسبب عدم بحثها خلال الزيارة بسبب غياب” وزير الدفاع اللبناني الياس المر. وعزا المعلم هذا الغياب إلى “سفر المر خارج لبنان”، مؤكدا في الوقت نفسه أن “تشكيل الوفد اللبناني أمر سيادي بحت يخص لبنان”. وبعد اللقاء مع الأسد، عاد الوفد اللبناني إلى بلده مختتما زيارته على أن يعود الحريري في وقت لاحق حسب ما أضاف نادر الحريري مدير مكتب رئيس الوزراء اللبناني. وهذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها الحريري إلى سوريا منذ توليه مهامه في ديسمبر 2009. وحضر اللقاء أيضا رئيس الوزراء السوري ناجي عطري والوزراء المشاركون في اجتماعات هيئة المتابعة والتنسيق السورية اللبنانية التي عقدت اجتماعها قبل ظهر أمس في العاصمة السورية. وأعلن مكتب رئيس الحكومة اللبنانية في بيان أن عطري والحريري أكدا “حرص البلدين على ضرورة تفعيل عمل المجلس الأعلى السوري اللبناني وتنسيق النشاطات والمواقف في مجالات السياسة الخارجية”. وشددا أيضا على ضرورة “تعزيز علاقات التعاون في إطار معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية وغيرها من المجالات الأخرى”. وأفاد البيان انه جرى التوقيع “على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم تشمل مجالات عديدة بينها “التعاون في مسالة الملاحة البحرية التجارية والتعاون في مجال تبادل المنتجات الصيدلانية والتعاون لحماية المستهلك”. كما وقع الطرفان “اتفاقا بشان نقل الأشخاص المحكوم عليهم، واتفاق تعاون لمكافحة المخدرات، واتفاقية تعاون في المجال الزراعي، واتفاق تعاون وتنسيق في مجال التربية، واتفاقا خاصا بالتعليم العالي والبحث العلمي، وبرنامجا تنفيذيا خاصا بالتعليم الفني والمهني والتقني لأعوام 2010 و2011 و2012”. وجرى التوقيع أيضا على “اتفاق تعاون في مجال السياحة، واتفاقية للتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، وبروتوكول ملحق باتفاقية تجنب ازدواج التكليف الضريبي ومنع التهريب الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل ، وبرنامج تنفيذي للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم وتعاون في مجال البيئة”. وكان عطري استقبل نظيره اللبناني في مطار دمشق الدولي، وتوجها معا بعد ذلك إلى مقر رئاسة الحكومة السورية، حيث باشرا محادثات تتعلق بسلسلة الاتفاقات التي وقعت بين البلدين، قبل اللقاء مع الرئيس السوري. وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحفيين قبل بدء المحادثات “اعتبرها الزيارة الأولى (للحريري) لأنها تأتي على رأس وفد وزاري وهذا الوفد مخول أن يضع القاعدة الصلبة لعلاقات مستقبلية مميزة بين البلدين الشقيقين في خدمة الشعبين”. وعبر عن أمله في “تنفيذ هذه الاتفاقيات وتكثيف الزيارات المتبادلة بين البلدين في المستقبل القريب”. من جهته، قال وزير الأشغال العامة اللبناني غازي العريضي إن هذه الزيارة “استثنائية ومميزة تعبر عن طبيعة العلاقات السورية اللبنانية المتميزة التي أشار إليها اتفاق الطائف”. وأكد أن الزيارة “تأتي في سياق التشاور والتنسيق العميقين اللذين دارا بين مسؤولي البلدين وتوجا في التفاهم على اتفاقيات سيتم التوقيع عليها اليوم والتمهيد لاتفاقيات جديدة في كل المجالات”. وقاد الحريري وفدا وزاريا كبيرا مؤلفا من 13 وزيرا بينهم وزير الداخلية زياد بارود ووزير الخارجية علي الشامي ووزيرة المال ريا حفار الحسن إضافة إلى وزيري العدل إبراهيم النجار والثقافة سليم وردة اللذين يمثلان في الحكومة حزب القوات اللبنانية، ابرز منتقدي الدور السوري في لبنان. وزار الحريري دمشق للمرة الأولى في ديسمبر بعد وقت قصير على تسلمه رئاسة الوزراء وبعد خصومة طويلة اثر اتهامه دمشق بالوقوف وراء اغتيال والده رفيق الحريري. ثم زارها في مايو مرتين، الأولى قبل جولة خارجية قادته إلى الولايات المتحدة, والثانية بعدها.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©