الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«إرهاب المخدرات»... جديد العنف في المكسيك

19 يوليو 2010 00:05
في ما يبدو إدخالا لعنصر قاتل جديد في حروب المخدرات بالمكسيك، فجرت عصابة مخدرات كبيرة سيارة مفخخة في ساعة متأخرة من يوم الخميس الماضي وسط مدينة سيوداد خواريس، مثيرة بذلك شبح إرهاب على شاكلة ما يحدث في مناطق من الشرق الأوسط، بمحاذاة الحدود مع ولاية تكساس الأميركية. والهجوم، الذي أعقب اعتقال عضو قيادي في العصابة، استهدف سيارتي شرطة في خواريس، وأسفر عن مصرع ضابطين من الشرطة الفيدرالية وموسيقي وإصابة 11 شخصاً آخرين بجروح، من بينهم عدد من المارة. وقد تبنت عصابة خواريس المسؤولية عن الهجوم بسرعة وحذرت في رسالة مكتوبة بخط اليد من أن "مزيداً من السيارات المفخخة" جاهز للتفجير، إذا لم توقف الشرطة الفيدرالية انحيازها لعصابة "سينالوا" المنافسة، وهو ادعاء تكرره العصابة منذ سنوات وتنفيه الحكومة. وفي البداية، قلل المسؤولون الفيدراليون والمحليون من شأن الهجوم -حيث قال وزير العدل إنه لا توجد أدلة على ظهور "إرهاب المخدرات" في المكسيك- ولكن خبراء آخرين يرون أنه يمثل تصعيداً واضحاً لمستوى التهديد. وفي هذا السياق، يقول ألبيرتو إيسلاس، المستشار الأمني في مكسيكو سيتي: "إننا نشهد تصعيداً تدريجيّاً، حيث تشير كل المؤشرات إلى وجود نية الإرهاب"، مضيفاً "لقد انخفضت تكلفة الإرهاب وباتت التكنولوجيا متاحة للجميع، وبخاصة عندما يكون ضباط الجمارك لديك غير فعالين في منع دخول المواد"، مضيفاً "إن الهدف من القنبلة هو أن تكون مؤشراً على القوة، إنها طريقة لإضعاف الدولة وترهيب السكان. وإذا لم يكن ذلك إرهاباً، فلا أدري ماذا أسميه". والواقع أن بعض الخبراء عبَّروا عن تشككهم في أن تكون أي عصابة قد اكتسبت القدرة على صنع قنبلة قادرة على التسبب في دمار واسع؛ غير أن "ستراتفور"، وهي شركة أمنية يوجد مقرها في أوستن بولاية تكساس، ترى أن استمرار جهود عصابات المخدرات في تصعيد القتال إنما يشير إلى "احتمال أن يتحول المدنيون إلى ضحايا ضمن الأضرار الجانبية". وقد أفاد إدواردو زاراتي، القائد العسكري الأعلى في سيوداد خواريس بأن السيارة كانت تحتوي على 10 كيلوجرامات من المتفجرات التي تم تشغيلها بواسطة هاتف متحرك، مضيفاً أن المحققين يحاولون تحديد ما إن كان شخص ما تولى قيادة السيارة وقت الانفجار، أو ما إن كانت مركونة في الشارع. كما أعلنت السلطات أن انفجاراً ثانويّاً حدث أيضاً، خلال اشتعال خزان الوقود على ما يبدو. والحال أن الهجوم أعقب اعتقال قائد بارز مفترض في عصابة خواريس هو خيسوس "الـ35" أرماندو أغوستا جريرو، الذي يفترض أنه عضو مهم في أنشطة العصابة في منطقة خواريس، وله دور في هجمات على قوات الأمن المكسيكية، كما أنه ضالع في عمليات الاختطاف، وتهريب المخدرات، والابتزاز. والجدير بالذكر أن عصابة خواريس تخوض رفقة عصابة تعرف باسم "لا لينيا" حرباً مفتوحة ضد عصابة "سينالوا"، التي يقودها خوكان "تشابو" جوسمان، تاجر المخدرات الذي يعد من أكثر المطلوبين في المكسيك وواحداً من أغنى الرجال في العالم، حسب مجلة "فوربس". يذكر أيضاً أن عصابة خواريس، التي يقودها فيسنتي كاريو فوينتيس، لطالما اتهمت الحكومة الفيدرالية بتلقي رشى من الجانبين وبالتآمر مع عصابة "سينالوا"، وهو اتهام تنفيه الحكومة جملة وتفصيلا. وفي هذه الأثناء، أعلن وزير العدل آرتورو تشافيز في "مكسيكو سيتي" في وقت مبكر من يوم الجمعة أنه ليس مستعدّاً لإعلان الهجوم عملا إرهابيّاً. ومن جانبه، قلل عمدة خواريس، خوسي رييس فيريس من أهمية الهجوم، معتبراً أنه لم يكن يستهدف المدنيين حيث قال: "إن هذه حرب بين عصابتين من عصابات الجريمة المنظمة تتقاتلان حول المدينة"، مضيفاً "إن المجموعتين تقومان بمهاجمة الشرطة أيضاً؛ ولحسن الحظ أن ذلك يقتصر على الشرطة أو أعضاء هاتين العصابتين. إننا لا نملك أية معلومات تدفع للاعتقاد بأن أية هجمات ستنفذ على السكان". ولكن سلطات أخرى قالت إن الهجوم يمثل مستوى جديداً من العنف في بلد كان فيه حجم ووتيرة العنف عاديين، حيث شهدت الأشهر الأخيرة جرائم قتل جماعي متعددة في مراكز معالجة الإدمان وهجمات متطورة على السلطات الأمنية. وتفيد الحكومة الفيدرالية بأن أكثر من 24800 شخص قُتلوا في أعمال عنف مرتبطة بالمخدرات منذ قيام الرئيس فيليبي كالديرون بنشر الجيش ضد عصابات الجريمة المنظمة في ديسمبر 2006. ويذكر أيضاً أن جزءاً كبيراً من أعمال العنف يحدث بمحاذاة الحدود مع ولاية تكساس الأميركية، وتشكل مدينة سويداد خواريس بؤرته، حيث قُتل أكثر من 6 آلاف شخص منذ اندلاع أعمال العنف هناك بقوة في يناير 2008. وفي خواريس، المتوترة أصلا، يقيِّم السكان تنامي التهديد. وفي هذا الإطار، يصف المحاسب ميجيل أنخيل سلاديفار وقع الانفجار الذي حدث غير بعيد عن مكتبه قائلا: "لقد اهتز المكتب بكامله وشعرت بالاهتزاز الذي كان قويّاً جداً". ومن جانبه، وضع ألفريدو كويخانو، رئيس تحرير جريدة "نورتي دي سويداد خواريس"، تقييماً قاتماً أيضاً إذ قال: "ماذا عسانا نتوقع؟ إن التصعيد سيزداد. لقد بدأ الأمر كمعركة داخلية بين المدمنين، ثم تطور إلى قتال بين العصابات على الطرق. والآن بدأنا ندخل مرحلة جديدة حيث ستستعمل العصابات أي شيء لترهيب مجتمعنا وإظهار الشرطة الفيدرالية على أنها غير فعالة عمليـّاً وخاصة من حيث جمع المعلومات الاستخبارية. وبالتالي، فمن الأرجح أن الأمور ستزداد سوءاً". ألفريدو كورتشادو - مكسيكو سيتي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم. سي. تي. إنترناشيونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©