الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الصداقة».. سبيل للدعم الاجتماعي والسلامة النفسية

«الصداقة».. سبيل للدعم الاجتماعي والسلامة النفسية
28 يوليو 2017 22:12
أحمد السعداوي (أبوظبي) يحتفل العالم في الثلاثين من يوليو من كل عام بيوم الصداقة العالمي، بحسب ما أقرته الأمم المتحدة في عام 2011، إيماناً بهذه القيمة الإنسانية الفريدة التي يحتاج إليها الجميع من أجل السلامة النفسية والاجتماعية، غير أن هذه الصداقة تتطلب شروطاً حتى تمضي في طريقها الصحيح منها بذل الوقت والجهد من أجل تكوين هذه العلاقة الوثيقة والحفاظ عليها، وكذلك أن تكون الصداقة بعيدة تماماً عن أي أغراض ومصالح أو توقيت زمني معين. حب واحترام يقول حسن سالم الهاشمي، موظف بشركة أدما العامة، إن الصداقة كنز عظيم، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش بمفرده، والصديق الحقيقي من تجده دائماً بجانبك في السراء والضراء، فعندما تمتلك أصدقاء حقيقيين فانهم يساعدونك على تجاوز الكثير من الصعاب التي تمر بها. أما زياد صالح (34 سنة)، فيقول أن الصداقة رابط صادق يجمع بين شخصين من دون مصلحة أو مجاملة، لذلك يجب أن تكون الصداقة خالصة تماماً لوجه الله، وهذا يجعلها أدوم وأبقى. وأكد صالح أن الصداقة يكون لها أفضل الأثر على حياة الإنسان عبر التواصل الإيجابي بينهم القائم على الحب والاحترام والوفاء والإخلاص وصفاء النصيحة، حيث إن الصديق الجيد يشعرك بالأمان والاطمئنان بوجوده وبالحديث معه ويحب لك الخير وينصحك ويوجهك إلى الطريق الصحيح. منبع السعادة وترى تسنيم عبدالحكيم (24 سنة)، خريجة إحدى جامعات أبوظبي، أن الصداقة هي منبع السعادة والراحة لأي إنسان، وكل شخص يميل إلى من يشبهه في تصرفاته ولو القليل منها، بالتالي ستكون العلاقة مع هذا الصديق مريحة وقوية وطويلة الأمد. علاقة إنسانية يٌعرّف الدكتور أحمد الألمعي، استشاري، ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الصداقة، بأنها علاقة إنسانية تتسم بالثقة، والتوافق وارتياح بين شخصين أو أكثر. ويشير إلى أنواع الصداقة، منها ما بين الأطفال، الرجال، أو الرجل والمرأة، ومن أجل أن تنجح أي علاقة صداقة لا بد من بذل الوقت والجهد لاستثمارها مع الزمن، وهذا لا ينطبق على صداقة الأطفال التي تتم بشكل عفوي ودون حسابات ولا تعقيدات. ولكن عند الحديث عن الكبار، ينبغي توافر عدد من العناصر حتى تقوم الصداقة سواء داخل الأسرة أو خارجها، منها التوافق في التفكير والشخصية والثقافة والميول الاجتماعية، والتي لا تحدث أحياناً بين الأقارب أو الأشقاء. مبدأ التكامل ويشرح الألمعي: من الناحية النفسية فإن اختيار أصدقاء يعتمد على هرمونات معينة في الجسم وإفرازات عصبية تزيد عند القرب من شخص ما، وبالتالي نقول إن هذه العلاقة من أسباب السعادة والراحة، وبالتالي نسعى إلى التقرب ورفقة أشخاص معينين بناء على هذه التجارب. أما من الناحية الاجتماعية، فإننا نضع لها تفسيرات أخرى، بأن نقول إننا نرتاح لهذا الشخص ونثق به، وجميع ما سبق يعتبر تجارب اجتماعية وبيولوجية تعطينا هذا الإحساس تجاه شخص معين. معايير الاختيار وفيما يتعلق بمعايير اختيار الصديق الجيد، وضع الألمعي في مقدمتها الصديق الذي يشجع على السلوك الجيد والبعد عن المصالح والممارسات الخاطئة، حيث تقوم الصداقة الحقيقية على عناصر إيجابية مشتركة مثل التربية المستقيمة، والتقارب في المفاهيم الدينية والاجتماعية، ما يؤدي إلى صداقة بريئة يشعر فيها الفرد بالارتياح والثقة في الآخر. وبالنسبة للأضرار النفسية الناجمة عن عدم وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان، يؤكد الألمعي أن غياب الصديق يعود إلى سبب نفسي أو مشكلة يعانيها هذا الشخص، لأننا الإنسان كائن اجتماعي بطبعه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©