بوينس آيرس، لندن (د ب أ) - شارك قائد منتخب الهوكي الأرجنتيني فرناندو زيلبيربرج في إعلان تلفزيوني جريء أطلقته الحكومة، يجمع بين دورة الألعاب الأولمبية ومطالب البلاد بأحقيتها في سيادة جزر “فوكلاند” الخاضعة لسيطرة بريطانيا حالياً. ويختتم الإعلان بعبارة تقول: “للتنافس على أرض إنجليزية، نتدرب على أرض أرجنتينية”.
وقبل هذه العبارة، يظهر لاعب الهوكي في الإعلان هو يتدرب في أنحاء شتى بالجزر الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي، والتي تطلق عليها الأرجنتين اسم جزر “مالفيناس”. تم عرض الإعلان، الذي ترعاه الرئاسة الأرجنتينية، الأربعاء الماضي، وكان له تأثير كبير كونه يجمع بين المواقع التي قاتل فيها الأرجنتينيون في “حرب فوكلاند” عام 1982.
وقال زيلبيربرج إنه جرى تصوير الإعلان “في السر” قبل بضعة أسابيع، أثناء ماراثون شارك فيه العديد من المحاربين القدامى الأرجنتينيين الذين خاضوا “حرب فوكلاند”. وقال لاعب الهوكي لإذاعة “كادينا 3” الأرجنتينية: “تمثلت الفكرة في إرساله رسالة مفادها أن مالفيناس تنتمي إلى الأرجنتين، لقد قضيت طوال الأسبوع في الجري حول الجزيرة، عدوت في كافة أنحائها على فترات مختلفة، كانت تجربة مذهلة، لأنني كنت محاطا بالمحاربين القدامى”. وأضاف: “أثناء العدو، كان ما يدور في رأسي هو استعدادي الشخصي لدورة الألعاب الأولمبية وشعوري بأنني أعدو في ساحة معركة، كان بإمكاني العدو لمدة شهر”.
يذكر أن البريطانيين احتلوا جزر “فوكلاند”، التي تقع على مسافة نحو 460 كيلومترا قبالة سواحل الأرجنتين، في عام 1833، ودائما ما تقول الأرجنتين إنها تعتبر ذلك احتلالا غير شرعي، وفي عام 1982 سعى النظام العسكري الذي كان يتولى السلطة في بوينس آيرس آنذاك إلى الاستيلاء على الجزر بالقوة. وأودى الصراع الذي دام شهرين بين الجانبين بحياة أكثر من 900 شخص.
من ناحية أخرى، نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “بنجوين نيوز” عن إيان هانسن، عضو المجلس التشريعي بجزر فوكلاند، قوله: “إننا شعرنا بخيبة أمل شديدة هذا الصباح عندما شاهدنا الإعلان الذي أطلقه مكتب الرئاسة الأرجنتيني، في محاولة لتسييس دورة الألعاب الأولمبية وتطويعها لخدمة تطلعاتهم المتعلقة بالأراضي (أراضي فوكلاند)”.
من جانبها، قالت الحكومة البريطانية أمس إنها “حزينة” بسبب إعلان تلفزيوني أرجنتيني للأولمبياد يتدرب فيه كابتن هوكي أرجنتيني أمام نصب تذكاري بريطاني على جزر فوكلاند المثيرة للجدل.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن الاعلان الذي تردد أنه حصل على موافقة رئيسة الأرجنتين كريستينا فيرنانديز دي كيرشنير كان محاولة “لاستغلال وتسييس” أولمبياد 2012 هذا الصيف.
وذكرت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: “إننا نشعر بالحزن بسبب تلك المحاولة من قبل الارجنتين لاستغلال الألعاب، الأولمبياد تتعلق بالرياضة وليست السياسة، إننا نشعر بالأسف أيضا بسبب عدم الاحساس والإزدراء من قبل المخرجين في استخدامهم لنصب تذكاري في فوكلاند كخلفية”
وفي مقابلة تلفزيونية وصف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج الإعلان بأنه “عمل جرئ” لن يحظى بقبول في الدول التي تشارك في أولمبياد لندن في وقت لاحق من هذا العام.
من جانب آخر، أربك خبر حمل حارسة المرمى بيلين سوتشي حسابات المنتخب الأرجنتيني لهوكي السيدات في الوقت الذي يستعد فيه لخوض دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في العاصمة البريطانية (لندن 2012).
وقالت لوسيانا آيمار قائدة الفريق في حوار لصحيفة “أولي” الأرجنتينية: “إنها أزمة كبيرة، أتمنى لها كل التوفيق كأم، ولكنه أمر صعب بالنسبة لنا كفريق”، وأضافت أن بيلين حارسة عملاقة وسيشكل غيابها أزمة حقيقية للفريق. وأوضحت آيمار: “كان من الممكن أن تنتظر ثلاثة أشهر”. وأضافت آيمار أنها لا تعارض الأمومة، “ولكن هذه الأمور يمكن التخطيط لها، الرياضيون يتوخون الحذر كي يتمكنوا من المشاركة في البطولات المهمة”.
عدد اليوم
