الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن النقبي: دراسة التصوير تزرع «الموهبة» في يد المصور

حسن النقبي: دراسة التصوير تزرع «الموهبة» في يد المصور
9 مايو 2011 20:25
قال له أحد أصدقائه : “لا تصلح لأن تكون مصوراً فوتوغرافياً ناجحاً”، فرنت كلمته تلك في أذنه، صنعت تلك الكلمة تحدياً وإصراراً لا حدود لهما في نفس المصور الإماراتي الشاب حسن عثمان النقبي، ودفعته إلى تعلم فن التصوير الفوتوغرافي على أصوله والتفوق به، فلفت أنظار الكثيرين إلى مستواه وحسه الفني العالي. يدرس حسن عثمان النقبي (24 سنة) إخراجاً سينمائياً وأفلاماً وثائقية في كلية الإمارات للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، ويعمل موظفاً في إدارة الإعلام الأمني، التابعة للقيادة العامة لشرطة أبوظبي. ويحاول أن يثبت أن فن التصوير ليس مقتصرا على من يملكون الموهبة، حيث يمكن لأي شخص تعلمه إذا كانت لديه الرغبة والإصرار في التعلم، ومع التجربة والاستمرارية ينمو الحس والذوق الفني. تعلم التصوير يقول النقبي عن بداياته في عالم التصوير الفوتوغرافي: “ بدايتي في عالم التصوير كانت في عام 2006، حيث كنت أمارس التصميم على الكمبيوتر واستعين خلاله بصور من الإنترنت أو من تصوير الغير، فراودتني فكرة بأن اشتري كاميرا وأتعلم التصوير، وأضمن تلك الصور في تصاميمي لأنهما يكملان بعضهما الآخر والتصوير جزء مهم من التصميم، ومن أجل ذلك التحقت بدورتين في أساسيات التصوير ودورتين في احتراف التصوير ودورة في فنون تكوين الصورة وورش عمل متعددة في مجال التصوير، وكان كل من حولي يشجعني على أن أتفنن بالتقاط الصور، ومن ثم لجأت إلى التعلم عن طريق الإنترنت لأطور أدائي التصويري تدريجياً نحو الأفضل، فأنا أريد أن أسير نحو عالم التصوير خطوة تلو الأخرى، ولا أغفل إحداها أو أستعجل على نفسي، وهنا أود أن ألفت انتباه هواة التصوير إلى أهمية الالتحاق بالدورات، فالدورات وورش العمل مهمة جدا، لأنها تفيد المصور نظريا و عمليا، فيستطيع إتقان التصوير بعد تعلم مهاراته بشكل جيد، فأنا عندما أرى لقطتي أو صوري الأولى قبل الالتحاق بالدورات وبعدها ينتابني الضحك فالفرق واضح والحمد لله أنني تطورت وما زلت أتطور”. تدرج التعلم ويضيف: “في بداياتي كنت أصور صورا عشوائية، وأتاني أحد الأشخاص لينتقد صوري، وقال لي بأنك لا تنفع بأن تكون مصوراً، و كان دائما يحبطني بأقواله؟! فأصررت على أن أتحداه، وأن أثبت له بأن الإنسان يتعلم بأن يصنع الشيء من اللاشيء، وما بات يؤلمني الآن أنني لا أجد من يخرج معي في رحلات التصوير، فكل مصور يصور لوحده “ شيوع التصوير يعبر النقبي عما يعنيه له فن التصوير الفوتوغرافي ويقول :” التصوير هو انعكاس ما رأته عين الإنسان المصور عن طريق عدسة الكاميرا ونقلها إلى فكر وذهن المشاهد بفنيات تنبع من فكر المصور على هيئة لوحة، سواء أضاف عليها لمسات فوتوشوب أم لا” . ويعلل سبب اختياره لتعلم فن التصوير الفوتوغرافي، وليس أي نوع تصوير آخر سواء الفيديو أو غيره، بأنه الأسرع انتشاراً والأكثر شعبية خصوصا في الآونة الأخيرة، فلا يوجد بيت يخلو من وجود الكاميرا فيه، حيث باتت الكاميرا الشيء الذي يربط المصور بالعالم الخارجي بسرعة و سهولة.. عكس الفيديو الذي يحتاج إلى وقت وجهد أكبر وتكاليف أكبر. عضويات النقبي يذكر النقبي أنه منتمٍ إلى فريق مصوري الساحل الشرقي، وفريق عطاء للتصوير الفوتوغرافي الذي لا يزال في بداية عهده وجمعية الإمارات للتصوير الضوئي. ويضيف أنه معجب بتصوير المصور عبدالعزيز بن علي في تصويره للطبيعة، معتبراً إياه الأجدر في منافسة الغرب في هذا النوع من التصوير، وكذلك المصور عمر النقبي وسعيد جمعوة ومصطفى عذاب.. والاستاذ جاسم العوضي الذي أعتبره أستاذا رائدا في مجال التصوير في الدولة. أما عالمياً فيستمتع النقبي بصور الأميركي آرثر موريس أشهر مصوري الطيور، ويتمنى أن يلتقيه يوماً، وكذلك مصور الطبيعة Marc Adamus وIan Cameron وغيرهم الكثير. البورتريه من أحب أنواع التصوير على قلب النقبي هو تصوير البورتريه الذي يعتبره قصة في حد ذاته وتعجبه عيون الأشخاص الذين يصورهم إذ يركز فيها محاولاً فهم ما تخبئه من طبيعة ومزاج ومعاناة وألم، بالإضافة إلى أن أكثر أنواع التصوير التي يمارسها حاليا يسمى التصوير التوثيقي أو الصحفي نظراً لطبيعة عمله، أما أصعب أنواع التصوير بالنسبة له فهو تصوير الطيور لما يحتاجه من صبر وإعدادات وعدسات خاصة وتصوير القطرات الذي لم يجربه بعد مؤكداً نجاحه في إتقان تصوير البورتريه. أرشيف خاص لا يملك النقبي حاليا مدونة أو موقعاً إلكترونياً يحتفظ فيه بصوره، إذ يحتفظ فيها في أرشيفه الخاص وينشر بعضها في المواقع والمنتديات كالفيس بوك، وغيره، وسيفتح قريباً موقعاً إلكترونياً خاصاً بصوره جميعها، مبيناً أن الاحتفاظ بالصور مهم لأنه دليل على عمل المصور في مجال التصوير وإبراز نشاطه التصويري.. وتواصله مهم مع العالم الخارجي من مصورين وجمهور كي يلقى نصائح وانتقادات من الذين تمرسوا أكثر منه في هذا الفن فيستفيد من خبراتهم وتجاربهم. قدرة على النقد يجزم النقبي أنه قادر على نقد صور الآخرين وتفسير ما تخبئه من أسرار، لكن يصعب عليه نقل حس المصور نفسه في التقاطه للصورة، وسبب قدرته على تقييم صور غيره احتكاكه بالمصورين وكثرة زياراته للمعارض واطلاعه واستماعه لآراء الآخرين وانتقاداتهم، علماً بأنه يحرص على المشاركة في المعارض. ومن أبرز مشاركاته معرض عدسات واعدة وعدسات مبدعة ولغة العيون ومعرض جامعة عجمان واليوم الوطني ومعرض مسافي ومعارض أخرى. درس لا ينسى يضحك النقبي، وهو يذكر أحد المواقف الطريفة التي مر بها في رحلته مع التصوير، “فكرت ذات يوم بأن أذهب لألتقط صور ماكرو في وسط المزارع في مدينة خورفكان، حيث أسكن، ومشيت مسافة 500 م داخل المزارع بعيداً عن السيارة، وعند وصولي المكان تبين لي بأنني قد نسيت بطاقة الذاكرة في السيارة فرجعت إلى السيارة وأخذت بطاقة الذاكرة ورجعت إلى المكان نفسه ثم تبين لي بأنني أحمل كاميرا من دون بطارية، فاضطررت للعودة إلى المنزل من دون أي صورة تذكر، وقد تعلمت درسا لن أنساه بأن أتأكد من جميع أغراضي، وأن أحرص بأن تكون العدة مكتملة كي لا أتعرض لمثل هذا الموقف أبداً”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©