كانت مفاجأة أن ينتقل البرازيلي بنجا من الوحدة إلى الأهلي، خاصة أنه كان أحد فرسان الرهان، ضمن صفوف "العنابي" خلال موسم شهد تألق لاعبيه وتفوقهم على طول المشوار، وظل انتقال بنجا علامة استفهام كبيرة لدى جماهير الناديين، فأنصار الوحدة يشعرون بالحزن على رحيل "أيقونة" خاصة بهم، وأنصار القلعة الحمراء عبروا عن سعادتهم بصفقة وصفت بأنها الأفضل مع نهاية الموسم الماضي.
وبين الرأيين لم يدل بينجا بتصريحاته حول أسباب الرحيل، أو قرار البقاء بالدوري الإماراتي، وضربه عرض الحائط بعروض جادة و"مغرية"، تلقاها من أندية قطرية وسعودية، بخلاف عروض أخرى من الدوري الأوزبكي والدوري التركي.
وكشف بنجا الأسباب التي دفعته إلى الرحيل خلال اللقاء التالي مع "الاتحاد" قبل سفره للمعسكر الخارجي للنمسا لبدء فترة الإعداد مع فريقه الجديد.
بدأ بنجا الحديث بشرح أسباب قرار الرحيل عن قلعة "العنابي"، بعدما قضى بين جدرانها ثلاثة أعوام ناجحة، بشهادة الجميع، ارتبط خلالها بالفريق الوحداوي، ولاعبيه وجماهيره، وقال بنجا: "كنت أنتظر قرار التجديد، ولم أشك في عدم رغبة الإدارة في بقائي، وجلست أكثر من مرة للحديث عن بنود العقد الجديد، ونظراً لاحترامي للإدارة رفضت الحديث في أي عرض خارجي تلقيته، إلى أن أبلغت بشكل رسمي بحرية الانتقال لأي نادٍ آخر، ووقتها قررت الرحيل، وليس كما تردد بأنني سعيت خلف السعر الأعلى أو طمعت في عرض مادي أكبر".
وفيما يتعلق بالعروض التي تلقاها بالفعل من الخارج، وأسباب بقائه بالدوري الإماراتي، بعدما أمضى 3 سنوات لاعباً في صفوف الوحدة، قال: "تلقيت عروضاً جادة ومغرية من قطر والسعودية، فضلاً عن عروض أخرى بالدوري التركي والدوري الأوزبكي، ولكني تشاورت مع أسرتي التي تقيم معي في الإمارات، وكان القرار بالبقاء هنا، بعدما ارتبطنا جميعاً بهذا البلد الطيب، فضلاً عن عشق أسرتي لدبي، حيث كنا نأتي فيها وقت الإجازات، وبالتالي كان قرار البقاء في دبي واختيار عرض الأهلي الذي كان مختلفاً عن بقية العروض الأخرى".
وعن المفاوضات مع الأهلي، قال: "لم أتردد في قبول عرض الأهلي كثيراً، وذلك لأنه ناد عريق، ومن أفضل الفرق بالدوري الإماراتي، كما تجمعني علاقة جيدة بجميع لاعبيه، خاصة فيصل خليل ومحمد قاسم، كما أن الجلسة التي جمعتني بالإدارة جعلتني أطّلع على المشروع الطموح الذي تنوي الإدارة تطبيقه بالتعاقد مع مدرب عالمي ولاعبين كبار أمثال كانافارو، والوجود في فريق تقوده إدارة طموح مثل إدارة الأهلي كان مغرياً بالنسبة لي؛ لأنني لاعب أعشق الوجود مع فرق تنافس على البطولات".
جماهير الأهلي
وعن علاقته بالجماهير سواء تلك التي حزنت لرحيله عن الوحدة أو التي تنتظر منه الكثير مع الأهلي، أشار بنجا إلى أنه ارتبط بجماهير"العنابي"، بشكل كبير خاصة الموسم الأخير، وأمضى بين جدران النادي لحظات لا تنسى، ولكنه في النهاية لاعب محترف، وعليه النظر لمستقبلة وولائه للقميص الذي يرتديه، وقال: "كنت أريد أن تعرف الجماهير أن قرار الرحيل لم يكن بدافع مني؛ لأنني انتظرت موقف الإدارة احتراماً للسنوات التي أمضيتها، ولكن في النهاية أنا لاعب محترف، وكما حققت بطولات مع الوحدة، سوف أسعى بكل قوة من أجل تحقيق البطولات مع الأهلي، وأعد جماهيره بذلك، ولدي رغبة كبيرة لإعادة الأهلي مع بقية زملائي اللاعبين لمنصات التتويج؛ لأنه بالفعل فريق عريق، ولدى الجميع هنا طموحات كبيرة للغاية".
وأكد بنجا أن الإدارة الحمراء تخطط بشكل مدروس للغاية للموسم الجديد، وقال: "عندما أطلعتني الإدارة على خطط المواسم الثلاثة المقبلة لم أتردد ولو لحظة في الوجود بهذا الصرح العملاق"، وأشاد بنجا بالتعامل الاحترافي الذي يلقاه من إدارة الأهلي، مشيراً إلى أنه سعيد بالوجود في فريق يضم عناصر عالمية ومعروفة في العالم، سواء اللاعب الإيطالي فابيو كانافارو، أو المدرب الإيرلندي أوليري الذي عمل بالدوري الإنجليزي سنوات وحقق نجاحات كبيرة هناك.
فيلا هدية
وعن بنود العقد المبرم بينه وبين إدارة الأهلي، وما تردد عن أنه وافق على اللعب للقلعة الحمراء، بعدما حصل على 3 ملايين دولار في الموسم، فضلاً عن فيلا "هدية" في نخلة جميرا، وبالتالي كان القرار سهلاً من الأساس، قال بنجا: "طبيعة وتفاصيل بنود العقد هذه أمور خاصة بيني وبين الإدارة، ولن أفصح عنها، ولكن بشكل عام وقعت لمدة موسمين، وليس صحيحاً ما يتردد عن حصولي على فيلا هدية".
وأضاف بنجا: "أسعى بكل قوة إلى إعادة الفريق للبطولات خلال الموسمين القادمين، خاصة أن الرغبـة كبيــرة بأن يعود الأهلي لمنصة التتويج محلياً، فضلاً عن المنافسة على دوري أبطال آسيا، وهو الطموح الأكبر لدى الجميع هنا داخل القلعة الحمراء، حيث إن هناك رغبة في ضرورة انتهاء عهد المشاركة المشرفة فقط، بل يجب أن يكون هناك تنافس قوي، والتأهل إلى الأدوار النهائية ورفع اسم وسمعة الكرة الإماراتية عالياً، فضلاً عن تفوق القلعة الحمراء إقليميـاً وقارياً، وهي كلها طموحات الإدارة الحمراء والتي يتم تنفيذها منذ اليوم الأول الذي حضرت فيه للتدريب".
وأشار بنجا إلى أنه لم يشعر بالغربة في القلعة الحمراء، بعد الاستقبال الرائع الذي حظي به من قبل الجميع سواء من زملائه اللاعبين أو أعضاء الإدارة، أو حتى الجماهير التي حرصت على حضور التدريبات الداخلية قبل سفر البعثة للنمسا من أجل التقاط الصور التذكارية معه، وهو ما أسعده للغاية.
علاقات خاصة
أشاد بنجا بطبيعة العلاقة التي تربطه بمعظم لاعبي الدوري الإماراتي، وخص بالذكر إسماعيل مطر وبشير سعيد من الوحدة، فضلاً عن فيصل خليل ومحمد قاسم من الأهلي، بالإضافة لبقية اللاعبين الأجانب المحترفين بالدوري، وقال: "أعرف جميع اللاعبين الأجانب المحترفين، ونحن نتواصل بشكل مستمر، فلدي علاقات قوية مع فالدي وساند من العين، فضلاً عن أوليفييرا وسوبيس من الجزيرة، وهنا في دبي كان لدي علاقات بسيزار وباري قبل رحيلهما من القلعة الحمراء، بالإضافة لتينيريو لاعب النصر وأوليفيرا لاعب الوصل".
وأوضح بنجا أن المحترفين الأجانب بالدوري الإماراتي متميزون للغاية ووجودهم يضيف من الناحية الفنية.
وعلى الجانب الآخر وفيما يتعلق برأيه في قرار الإبقاء على 3 لاعبين أجانب في الدوري المحلي بدلاً من 4 الموسم الماضي، قال: "هذا القرار يخص المسؤولين عن اللعبة في الإمارات، وهم حددوا موقفهم بناء على وجهة نظرهم التي علينا احترامها، ولكن في رأيي أن كثرة المحترفين لن تعوق تطور مستوى الدوري، بل على العكس تصب في صالح المنافسة، وتقوي من الأداء العام لمعظم الفرق والأندية، وهو ما ظهر واضحاً في الموسم الأول للمحترفين، عندما كان هناك لاعبون محترفون بصفوف الرديف، وفي الموسم الثاني طبق نظام الأجنبي الآسيوي الرابع وفق رؤية الاتحاد الآسيوي، وكان الأمر إيجابياً بالفعل، وفي النهاية، أعتقد أن الإبقاء على 3 محترفين أجانب لن يؤثر كثيراً على المستوى، وإن كان وجود 4 محترفين أفضل بعض الشيء من 3 فقط".
أوليري: المعسكر نموذجي وإلغاء مباراة شالكه قرار استراتيجي
دبي (الاتحاد) -أدلى ديفيد أوليري بتصريحات للموقع الرسمي للنادي الأهلي، أشاد خلالها بمعسكر الإعداد الخارجي بالنمسا، وبحالة الود والألفة التي تسود بين اللاعبين والتفاهم الواضح بينهم وبين الجهاز الفني، وهو ما يعتبر مؤشراً على سير خطة الإعداد للموسم الجديد، بصورة إيجابية للغاية وينتظر أن تأتي ثمارها خلال الفترة القليلة القادمة.
كما أشاد أوليري بالجدية والانضباط والالتزام بالمعسكر الإعدادي للفريق، وبروح التعاون بين الجهازين الفني والتدريبي واللاعبين، وأضاف “نحن نعمل بفكر احترافي، ووجدت لاعبين على قدر كبير من المسؤولية والاحترافية في المعسكر، ومن هنا لابد أن أشيد بروح التعاون والانضباط منذ بداية المعسكر.
وقال أوليري” لقد بدأنا في العمل الجاد في المعسكر من خلال تدريبات اللياقة البدنية والنواحي التكتيكية، ووضع الخطط والاستراتيجيات وطريقة اللعب”. وكشف أوليري “أن أعضاء الفريق في حالة جيدة، وهناك تركيز كبير من اللاعبين وتسود روح الألفة والمودة بينهم، وهذا يؤكد نجاح المعسكر”. وأشاد أوليري بإدارة النادي الأهلي التي وفرت كافة الإمكانات للفريق والطاقم التدريبي والطبي، مما ينبئ بمعسكر نموذجي”.
وعن تأجيل مباراة الفريق مع شالكة الألماني، قال أوليري “إن الفريق يحتاج لمزيد من الإعداد، ورفع لمعدل اللياقة البدنية، وأن هناك بعض الأمور البسيطة في الفريق، ونود أن تكتمل الصورة كاملة، حتى نكون أكثر جاهزية لملاقاة شالكة، وبالتالي كان القرار استراتيجياً للحفاظ على اللاعبين من التعرض للإصابات، وهو نفس موقف الجهاز الفني لفريق شالكه، ورغم ذلك المباراة لا تزال قائمة ولم تلغ وستحدد في وقت لاحق خلال الفترة القادمة”.
وعن المباريات الأخرى التي سيجريها الفرسان في المعسكر قال أوليري “عقب يومين تنتهي المرحلة الأولى من الإعداد، وتضع الإدارة الفنية تقريراً كاملاً عن المرحلة الأولى والبدء في المرحلة الثانية، ويجري فيها الأهلي 3 مباريات أيام 24 و27 و31 يوليو مع استينش أحد فرق دوري الدرجة الثانية في النمسا، ثم ايردنينج وباليرمو الإيطالي على الترتيب، وعقب ذلك يعود الفريق إلى الإمارات للبدء في خوض مباريات تجريبية أخرى، حتى نستكمل مرحلة الإعداد.
عدد اليوم
