الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العمل الخيري.. انعكاس لعظمة الإسلام

العمل الخيري.. انعكاس لعظمة الإسلام
15 سبتمبر 2016 21:26
حسام محمد (القاهرة) العمل الخيري هو انعكاس حقيقي لعظمة الشريعة الإسلامية التي دعت المسلمين إلى عمل الخير في شتى صوره، ولكن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن رغم الأموال الطائلة التي يتم جمعها من الأغنياء لإنفاقها في الأعمال الخيرية المختلفة أحياناً لا تؤدي إلى نتيجة مُرضية بسبب تشتت الجهود وعدم تنظيم الإنفاق في المصارف المختلفة وهو ما يعني أننا بحاجة ماسّة إلى وقفة لتنظيم العمل الخيري حتى يحقق المرجوّ منه. مبالغ طائلة يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق: بدايةً الحمد لله فإن العالم العربي به من أموال الخير الكثير التي يجود بها المتبرعون إضافة إلى حرص المسلمين على دفع زكاة أموالهم وفي ذلك يصدُق قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «سبق درهم مئة ألف درهم، قالوا: وكيف؟ قال: كان لرجل درهمان، تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منه مئة ألف درهم فتصدق بها»، فالخير موجود والحمد لله والدليل وجود الآلاف من المؤسسات الخيرية التي تقوم بجمع التبرعات والصدقات وغيرها للمساهمة في رفع العناء عن كاهل فقراء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ولكن المشكلة التي تواجه العمل الخيري على سبيل المثال قد تفاجأ أن هناك خمساً أو ستاً من المؤسسات تعمل في مجال توفير الأغذية للفقراء في أفريقيا، وهكذا يفاجأ الفقراء بوصول دعم غذائي غير محدود لهم لدرجة أن الغذاء قد يفسد دون أن يهتم أحد برعايتهم صحياً أو تعليمياً، وهكذا، وبسبب عدم وجود التنسيق تُنفق الأموال دون الوصول إلى النتيجة المرجوة. غياب التنسيق ويشير واصل إلى أن الحال يتكرر عندما نجد مجموعة من المؤسسات تدعم التعليم في البلدان الفقيرة دون تنسيق فيما بينها فنجد مؤسسة تنشئ مدرسة وتأتى أخرى لتنشئ مدرسة مشابهة في نفس المكان وهكذا نجد مكاناً امتلأ بالمدارس وأماكن أخرى محرومة أما إذا كان هناك تنسيق، فإن الدراسة ستجري مرة واحدة وتستفيد منها كل المؤسسات الإنسانية والخيرية، وهو ما يعني توفير مبالغ طائلة، وقد اكتشفنا في مجلس الصناديق الإنسانية أن 30% من تكلفة العمل الخيري الإسلامي تذهب هباءً بسبب غياب التنسيق. وأضاف د. واصل: من هذا المنطلق فإننا في حاجة ماسة إلى التنسيق والتعاون بين الجمعيات الخيرية ولا مانع من وجود جهة تنسّق العمل بينها، فهذا يعمل في مجال رعاية الأيتام، وذلك في إطعام المساكين وآخر في التأهيل، فهذا الأمر بلا شك يُحقق أهداف العمل الخيري بشكل أكثر انضباطاً، كما أن التكامل بينها سيجعل جميع الجمعيات على دراية بالأنشطة التي تقوم بها كل منها. مبادئ إسلامية الدكتور أسامة العبد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، يقول من جانبه: بالفعل، العمل الخيري الإسلامي في حاجة إلى التنظيم حتى يقدم كل ما يخدم المسلمين ويحقق المبادئ الإسلامية في المؤاخاة والتكافل وإغاثة المسلمين في كل مكان، فنحن في حاجة ماسة إلى التعاون مع غيرنا في البر والتقوى لترسيخ مبادئ العمل الخيري الإسلامي المطلوب، فالأمة ليست في حاجة إلى الكلام بقدر حاجتها إلى العمل وإلى التعاون بين كل الهيئات والمؤسسات الخيرية التي تريد النهوض بهذه الأمة بدلاً من العمل كلٌّ منا بمعزل عن الآخر فلا بد أن نتذكر جميعاً قوله صلى الله عليه وسلم: «مثَل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً». البر والخير ويضيف د. العبد: إن المسلم يحرص على فعل الخير، ولما كان محل العمل الخيري ومجاله أعمال البرّ والخير فلا عجب أن يكون جزءاً من عمل المسلم، وأن تأتي النصوص الشرعية بالدعوة إليه، والأمر بالمسارعة فيه، بل جاء الأمر بالدعوة إلى العمل الخيري في نصوص عديدة. مصلحة الفقراء يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية بجامعة الأزهر، إن تنظيم العمل الخيري وإيجاد آلية للتنسيق بين العاملين في هذا المجال الإنساني أصبح أمراً مهماً يصب في صالح الإسلام من ناحية وفي صالح الفقراء والمحتاجين من المسلمين من ناحية أخرى، ويكفي أن يقوم الكيان الذي ستجتمع تحته كل منظمات ومؤسسات العمل الخيري بوضع استراتيجية لمكافحة ومواجهة حالة الاستهداف البشعة التي طوقت العمل الخيري الإسلامي، ورغم المحاولات المبذولة من جانب الهيئات الخيرية الإسلامية من أجل كسب الثقة فإن أعداء العمل الخيري الإسلامي يتصدون وبقوة، ولكن التنسيق بين الهيئات سيؤدي إلى مواجهة خطر القضاء على العمل الخيري باعتباره من أهم الصلات التي تربط المسلمين، ومن الأفضل أن يتم العمل على إيجاد ملحقية خيرية في السفارات الإسلامية وأن يزداد التعاون بين الجمعيات إلى جانب السعي لتوسيع برامج المشاريع الخيرية والتفاعل مع وسائل الإعلام لتساعد في وضع استراتيجية واضحة المعالم للقضاء على المشكلات التي يعاني منها كثير من الشعوب الإسلامية وعلى رأسها الفقر والأمية والحرمان من التعليم وانتشار ظاهرة اللجوء السياسي، حيث أصبح ملايين المسلمين في حكم اللاجئين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©