الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«أزمة ثقة».. في طريق التنسيق الأميركي الروسي في سوريا

«أزمة ثقة».. في طريق التنسيق الأميركي الروسي في سوريا
15 سبتمبر 2016 23:27
واشنطن (رويترز) بالنسبة إلى مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) الذين عاشوا الحرب الباردة في بداية مشوارهم العملي فإن احتمال التعاون الميداني بين الولايات المتحدة وروسيا في سوريا لا يسبب عدم ارتياح فحسب بل إنه لم يسبق له مثيل. وسط هذه الخلفية فإن ردود أفعال المسؤولين العسكريين الأمريكيين تتراوح بين الحذر والتشكك الصريح إزاء إنشاء مركز مشترك مقره جنيف، ربما يجمع قريبا الجيشين الأمريكي والروسي لبحث الأهداف المشتركة للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وقال الجنرال «جوزيف فوتيل»، رئيس القيادة المركزية الأمريكية «ينطوي الأمر على تحديات، وهناك نقص في الثقة مع الروس». وجاءت هذه التصريحات بينما عبر «فوتيل» عن تأييده المبادرة خلال منتدى أمس الأول. وعبر مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون عن مخاوف بشأن المبادرة ولفتوا إلى انتقادات «البنتاجون» العلنية التي استمرت فترة طويلة لأسلوب روسيا في إدارة الحرب دعماً للرئيس السوري بشار الأسد وضم موسكو للقرم من أوكرانيا في العام 2014. وحذرت «إيفلين فاركاس» النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع التي تخصصت في الشأن الروسي من مخاطر قادمة. وقالت: «إن القيام بعمليات مشتركة مع الجيش الروسي محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية وربما القانونية». وتهدف الولايات المتحدة وروسيا بموجب الاتفاق إلى خفض العنف على مدار سبعة أيام متتالية قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، وهي تنسيق الضربات العسكرية ضد جبهة النصرة وتنظيم «داعش» اللذين لا تشملهما الهدنة. وإذا صمدت الهدنة فإن التنسيق ربما يبدأ يوم الاثنين المقبل. ويؤكد مسؤولون أن المركز المشترك الذي سيتخذ من جنيف مقراً له، لن يكون مماثلًا للمراكز المقامة في مناطق حرب مثل العراق التي تزخر بأنظمة الكمبيوتر السرية وشاشات التلفزيون العملاقة، وتعرض بثاً حياً من الطائرات بدون طيار المسلحة التي تنفذ الضربات. وعبر مسؤولو مخابرات أمريكيون عن قلقهم من اطلاع موسكو على معلومات دقيقة عن مواقع جماعات المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، نظراً لأن روسيا استهدفتها فيما سبق. ونوّه مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن الروس لا يستخدمون ذخيرة دقيقة التوجيه في سوريا وهو ما يوفر لهم عذراً مثالياً ليقولوا: «نعتذر لم نكن نستهدفكم». ويجازف التعاون مع روسيا في الاستهداف بالربط بين واشنطن وأي سوء تصرف يبدر من الروس. وثمة عقبة قانونية أمام التعاون بين البلدين، إذ يؤكد مسؤولون أمريكيون أن وزير الدفاع «أشتون كارتر» سيحتاج لإصدار أمر بوقف العمل بقانون أمريكي يضع قيوداً صارمة على التعاون العسكري الأمريكي مع روسيا. وكارتر من أشد منتقدي موسكو، وقد عبر عن تشككه إزاء التنسيق العسكري مع روسيا خلال مناقشات داخلية لإدارة أوباما، لكنه أيد الاتفاق في العلن وقال أمس الأول: «إن وقف إطلاق النار إذا طبق فسيخفف المعاناة». وأضاف: «نحن في وزارة الدفاع سنلعب أي دور نضطلع به خلال العملية ببراعتنا المعتادة». ويقول مدافعون عن المبادرة إن المجتمع الدولي لم تعد أمامه خيارات جيدة في حرب سوريا التي قتل فيها أكثر من 400 ألف شخص وتشرد أكثر من 11 مليوناً. وأفاد «أنتوني كوردزمان» من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن «هذه الحرب برمتها هي البحث عن أقل الخيارات سوءاً». وأيد الأميرال المتقاعد «جيمس ستافريديس»، القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي الجهود، لكنه قال «إنه غير متفائل». وأوضح أن احتمالات نجاح هذه الجهود محدودة في ظل الأجندات المتنافسة إن لم تكن متعارضة. وتابع: «إن الأمر يستحق التجربة نظراً إلى الوضع الإنساني الأليم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©