الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صحف عالمية: دعم قطر للإرهاب خطـر علـى استقـرار العالم بأسره

صحف عالمية: دعم قطر للإرهاب خطـر علـى استقـرار العالم بأسره
28 يوليو 2017 00:19
 دينا محمود (لندن)  «لا يمكن للاستقرار العالمي أن يتحمل الاستثمارات القطرية في مجال الإرهاب»، هكذا عنوّن الكاتب الأميركي تشارلز فاديس مقالاً تحليلياً مطولاً، تناول فيه مخاطر السياسات الداعمة للإرهاب والتطرف التي تنتهجها قطر وترفض بعناد التخلي عنها. وفي تأكيد لا لبس فيه لصحة ما تقوله الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب بشأن تورط الدوحة في رعايتها واحتضانها، أكد فاديس، وهو ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) - أن «الإمارة المعزولة» التي وصفها بـ«الدولة الصغيرة ولكن شديدة الثراء» ظلت على مدى سنوات تخصص حصصاً كبيرة من عائداتها من بيع الغاز الطبيعي المُسال لدعم رعاة الإرهاب في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط»، من دون أن يغفل الإشارة إلى ما تحصل عليه السلطات القطرية من أموالٍ طائلة بفضل احتياطاتها الهائلة من الغاز.  ويشدد الكاتب - الذي يعمل في المجال القضائي حالياً في الولايات المتحدة - على أن حمْل قطر على تغيير سلوكها ليتماشى مع «المعايير الدولية» على صعيد الحرب ضد «التطرف.. الراديكالي» يشكل أمراً جوهرياً لتحقيق النصر في هذا الشأن. ويرى فاديس أنه يتعين على الإدارة الأميركية تقديم «كل دعمٍ وتشجيع ممكن» للدول الرافضة للسياسات القطرية التخريبية.  ويشير إلى أن وصول دول الشرق الأوسط إلى قناعة مفادها ضرورة تجفيف منابع تمويل الإرهاب والفكر المتطرف تطلب عملاً مضنياً استمر عقوداً طويلة، وهو ما يعني - بحسب قوله - أنه لم يعد من الممكن التوقف الآن، في إشارة واضحة إلى ضرورة الإبقاء على الإجراءات الحازمة المُتخذة حالياً ضد الدوحة، لحملها على العودة إلى الصفين الخليجي والعربي الرافض للإرهاب. ويحذر الضابط السابق في الـ«سي آي آيه» في مقاله، الذي نشره موقع «نيوزماكس» الإخباري الأميركي، من التراجع عن مواصلة المواجهة الحالية مع السلطات القطرية، بحججٍ من قبيل تجنب ما قد يترتب على ذلك من تحمل تكاليف أي نقلٍ محتملٍ للقوات الأميركية المرابطة في قطر أو قاعدة «العديد» العسكرية القائمة هناك، قائلاً إن لا شيء سيكون أكثر تكلفة من «التراجع.. في وقت تذهب فيه ملايين الدولارات.. إلى القتلة والمتعصبين». ويقول فاديس، وهو خبير في قضايا الأمن القومي وشؤون مكافحة الإرهاب، إن بوسع الولايات المتحدة «إقامة قواعد (عسكرية) أخرى في أي مكان آخر (في الشرق الأوسط) إذا لزم الأمر، ولكن يجب على قطر تغيير مسارها» فيما يتعلق بدعم الإرهاب واحتضان التطرف والترويج للتعصب والكراهية.  وفي المقال، يشيد الخبير الأميركي المخضرم بالخطوات الصارمة التي اتخذتها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين لإجبار قطر على التخلي عن سياساتها المُزعزعة للاستقرار ووقف «دعمها للشبكات الإرهابية». وقال إن المرء غالباً ما يرى وهو يتابع جهود محاربة هذه الآفة «تفجيراتٍ انتحارية أو ضرباتٍ تنفذها طائرات من دون طيار وعمليات مداهمة تستهدف ملاذات آمنة» لإرهابيين، ولكنه يشير إلى أن من أهم الأعمال التي تدور في الكواليس لمواجهة الجماعات الإرهابية «هي تلك المتعلقة بجهود خنق مصادر تمويل الإرهاب على مستوى العالم»، وذلك في إشارة لا تخفى إلى التدابير التي يتخذها «الرباعي العربي» ضد «الإمارة المعزولة». ويلفت الكاتب النظر في هذا الشأن إلى محاولة المسؤولين القطريين التنصل من دعم حكومتهم للإرهاب، «لكن الاتهامات (الموجهة إليهم في هذا الصدد) مشروعة». ويخصص فاديس جانباً كبيراً من مقاله لاستعراض التاريخ الأسود للدوحة في التعامل مع التنظيمات الإرهابية وتوفير الدعم والملاذ لها ولقياداتها. ويشير إلى الدعم الذي قدمته قطر لنظام الإخوان، وهو دعمٌ يقول إنه قُدِر بـ 7.5 مليار دولار. ولإبراز مدى خطورة هذا الدعم السخي، يلفت الكاتب النظر إلى الطبيعة الإرهابية والمتطرفة لجماعة «الإخوان» التي يؤكد أنها تتبنى أفكاراً لا تقل كثيراً في تطرفها عن تنظيم القاعدة الإرهابي.  ولا يتردد المقال في اعتبار «الإخوان» الأب الشرعي لغالبية المجموعات الإرهابية الموجودة حالياً. ويشير إلى كونها تُصنّف جماعةً إرهابية في العديد من دول الشرق الأوسط. وفي أسى واضح، يقول فاديس إن فكرة تصنيف «الإخوان» على هذه الشاكلة في الولايات المتحدة أيضاً، طُرِحت في الكونجرس على مدى سنوات، ولكنها أُجهضت على يد إدارة باراك أوباما.  وبطبيعة الحال، لا يقتصر السجل الإرهابي الأسود لقطر على مد يد العون لـ«الإخوان»، بل يمتد - كما يقول تشارلز فاديس - إلى علاقاتها بتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب.  ويميط المقال اللثام عن أن قطر تبرعت بأموالٍ لإعادة بناء مسجد في اليمن نيابةً عن «ممول معروف» لهذا التنظيم، لم يذكر هويته. بجانب ذلك، قدمت السلطات القطرية - وفقاً للكاتب - ملايين الدولارات في صورة فدى للتنظيم نفسه. ومن الثابت - كما يؤكد المقال - أن هذه الأموال استُخْدِمت من قبل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لتوسيع نطاق شبكته وتمويل هجماته الإرهابية.  ومن بين الأدلة الدامغة التي يتضمنها مقال فاديس حول العلاقة بين السلطات القطرية وتنظيمات إرهابية دموية، ما يتحدث عنه الكاتب من لقاءات بدأ المسؤولون القطريون في إجرائها منذ عام 2015 مع قيادات جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، والتي بات اسمها حالياً جبهة فتح الشام. ويشير المقال إلى أن الدوحة شرعت بعد وقت قصيرٍ من بدء هذه اللقاءات في شحن أسلحة وإمدادات للجبهة وكذلك إمدادها بالأموال. ويورد فاديس رقماً صادماً في هذا الشأن لتحويلٍ ماليٍ واحد حصل عليه إرهابيو «النصرة» من السلطات القطرية، وبلغت قيمته نحو مئة مليون دولار. ومنذ عام 2015 أيضاً، سُمِحَ لمسؤولي هذه الجبهة الإرهابية بجمع المال علناً على الأراضي القطرية، كما يكشف المقال.  ولا يغفل الكاتب الإشارة إلى العلاقات الوطيدة للغاية التي تجمع قطر بإيران، تلك الدولة التي يصفها عن حق بأنها أكبر البلدان الممولة للإرهاب في العالم.  على الدرب نفسه، سارت مجلة «كومانتري» الشهرية الأميركية التي نشرت مقالاً للكاتب مايكل روبين هاجم فيه قطر لمواصلتها دعم جماعات إرهابية مثل «الإخوان»، وذلك في وقت اتخذت فيه العديد من الدول العربية الأخرى - كما يقول - «إصلاحات حقيقية» على طريق مكافحة الإرهاب والتطرف.   ويتطرق المقال لما تشعر به الدول العربية الرافضة لسياسات قطر الطائشة من «حيرة وربما خيبة أمل» حيال السياسة المشوشة التي تتخذها واشنطن حيال الأزمة الحالية الناجمة عن العناد والتعنت القطرييّن. وينقل الكاتب عن مسؤولين ودبلوماسيين من هذه الدول استغرابهم الشديد إزاء مساعي البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية الرامية إلى التوصل لحلولٍ وسط مع قطر والتفاوض معها، رغم أن الإدارات الأميركية المتعاقبة - جمهورية كانت أو ديمقراطية - طالما طالبت بأن يُتخذ نهجٌ صارم ضد التطرف، وأن يتم التحرك بشكلٍ منسق ضد التهديدات التي تُحدق بالمنطقة على هذا الصعيد.   ويستنكر المقال الموقف الأميركي من الأزمة الحالية قائلاً «الحياد ليس فضيلة عندما يكون هناك جانبٌ محق وآخر على خطأ». ويحذر من الاستجابة إلى أي دعواتٍ للتفاوض في هذا الصدد، قائلاً إن إجراء مفاوضات يمكن أن يشكل «سابقةً خطيرة». ويضرب مثالاً على فداحة دعوات مثل هذه بالقول إن الولايات المتحدة ستشعر باستياءٍ شديد من أي مطالبات لها من جانب قوى أخرى بإجراء تسويات مع تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش الإرهابييّن؛ إذا بدأت عملياتٍ عسكريةً ضد أيٍ منهما في أفغانستان أو سوريا.  كما يستنكر الكاتب موافقة وزارة الدفاع الأميركية على بيع أسلحة لقطر تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، بعد أيامٍ قليلة من إبداء الرئيس دونالد ترامب دعمه العلني للدول العربية الرافضة للسياسات التخريبية للدوحة. واعتبر روبين أن انتهاج وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس سياسةً خارجيةً مستقلة على هذا النحو الذي يجلب آثاراً عكسية «ويشكل خيانةً جديدةً للدول (العربية) المعتدلة.. قد ينطوي على خطر تقويض التحالفات» الأميركية مع هذه الدول بشكلٍ لا يمكن إصلاحه.   العلاقات المشبوهة لقطر وجدت لها مكاناً على صفحات الـ«واشنطن بوست» أيضاً، من خلال إبراز الصحيفة للتقارير التي تواترت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بشأن وجود تعاون وثيق بين الدوحة والنظام الشيوعي في بيونج يانج، الذي يعاني بدوره من العزلة.  وقالت الصحيفة الأميركية المرموقة إنه من المعتقد أن تكون قطر إحدى الدول القليلة التي توظف عمالاً كوريين شماليين، كما ذُكر في المقال الذي نشرته صحيفة «ذا هيل» قبل أيامٍ قليلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©