القاهرة (الاتحاد)
«كليوباترا أيُّ حُلمٍ من لياليكِ الحسانِ، طافَ بالموجِ فغنَّى وتغَنَّى الشاطئانِ، وهفَا كلُّ فؤادٍ وشدا كلُّ لسانِ، هذه فاتنةُ الدُّنيا وحسناءُ الزمانِ، بُعِثتْ في زورقٍ مُسْتَلهمٍ من كلِّ فنِّ، مَرِحِ المجدافِ يختالُ بحوراءَ تُغنِّي، يا حبيبي هذه ليلةُ حُبِّي، آه لو شاركتَني أفراحَ قلبي».. مقدمة واحدة من روائع أغنيات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
كتبها الشاعر علي محمود طه الذي ولد عام 1901، وعمل مهندساً في الحكومة المصرية لعدد من السنوات، وأصدر ديوانه الأول «الملاح التائه» عام 1934، واحتل مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات، وهو من أعلام مدرسة «أبولو» التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي، ويعد أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر، وتوفي في 1949، وغنى له عبدالوهاب الى جانب «كليوباترا» قصيدة «الجندول»، وكان قد كتب «كليوباترا» في 24 بيتاً، واختار عبدالوهاب منها 10 أبيات مقسمة إلى 3 مقاطع لتكون هي القصيدة المغناة، ويتكون كل مقطع من 3 أبيات، وخص بيتاً واحداً من العشرة «يا حبيبي هذه ليلةُ حُبِّي» ليختم به كل مقطع وليعمل عمل «المذهب» في نص الأغنية، وهو ختام القصيدة، وهي قصيدة غزلية عاطفية ذات بعد تاريخي تحكي عن أسطورة من أساطير الجمال تحدثت عنها الدنيا، وصيغت لها الأشعار وكتبت عنها الروايات والمسرحيات، كما صنعت حولها أكبر أفلام السينما، وتصف أبياتها قصة الحب الشهيرة التي عاشتها الملكة كليوباترا، ملكة مصر في أواخر عصر البطالسة، وهي القصة التي تسببت في انشقاق الأسطول الروماني في البحر المتوسط، وأضيفت إلى مفردات القصيدة دلالات مكانية تحدد مكان الأحداث بمعالم مصرية، مثل «الشاطئان»، و«النيل»، و«النهر»، و«الضفاف»، و«الروابي».
![]() |
|
|
|
![]() |