الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

10 محفزات لتعليم الطفل وإكسابه المهارات

10 محفزات لتعليم الطفل وإكسابه المهارات
21 سبتمبر 2016 08:44
خورشيد حرفوش (القاهرة) يرى صاحب نظرية التطور المعرفي عند الأطفال، عالم النفس والفيلسوف السويسري الشهير «جان بياجيه»، أن تعلم الطفل واكتسابه الخبرات المختلفة يتوقف إلى حد كبير على ردة أفعال والديه من اللحظة الأولى التي ينطق فيها أولى الكلمات، ويخطو فيها أولى الخطوات، وأنه بالتحفيز واستثارة الهمة لديه يتحقق من الإنجازات الكثير، وتصبح عملية التعلم «لعبة» مثيرة ومسلية وجذابة، ويصبح العالم أمام الطفل لا يعدو سوى «قفزات» يسعى الطفل إلى تحقيقها، وعلينا أن نمنحه المزيد من الفرص لاكتشاف هذا العالم، وإتاحة المزيد من الفرص أمامه للتعلم واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، بما يتوافق وجوانب نموه المختلفة. وعلى الوالدين - بحسب - «بياجيه» - إتاحة وتحقق «عشرة» محفزات مهمة: ? مساحة آمنة: الطفل خلال سنواته الثلاث الأولى يحتاج إلى مساحة آمنة يسير فيها ويلعب داخل المنزل وخارجه. ويفضل خلال هذه الفترة عدم الاعتماد كلياً على عربة الأطفال، أو حاملة الأطفال إلا في الحالات الضرورية. وعلى الأبوين تشجيع الطفل على المشي والاعتماد على نفسه ما أمكنهم ذلك. ولكن بشرط المراقبة التي تحميه من المخاطر والضرر، خاصة خارج المنزل، وتهيئة البيئة المنزلية بما لا يعوق حركته، أو يجعل من حركته خطراً عليه، وإزالة مصادر الخطر من طريقه، ومراعاة الفتحات والنوافذ والأبواب وارتفاع السلالم والحواجز المنزلية، وغير ذلك من أمور تهدد حركته بحرية. ? مساحة آمنة للتسلق: الأطفال بطبيعتهم شغوفون بالتسلق والصعود والهبوط باستخدام الكراسي والمقاعد والمناضد وغيرها. ومن ثم يمكن إتاحة ألعاب التزلج والتسلق للطفل داخل المنزل أو الحديقة، أو اصطحابه إلى أماكن توفرها، وفي كل الأحوال لا غنى عن المراقبة التامة للطفل، مع التوجيه والحماية. ? تنمية النشاط الجسدي: قد يحتاج الطفل غير النشط بعض التحايل كي يصبح أكثر نشاطاً. ومن الممكن أن يشجعه الوالدان على ذلك دون إكراه، بلعبة التحدي مثلاً، كأن تدعه الأم يجري خلفها بين أركان المنزل أو في الفناء ليمسك بها، أو العكس، مع التشجيع والتحفيز والثناء والتصفيق له. كذلك يمكن أن يشاركانه لعبة التزلق والتزلج والتأرجح، والصعود والهبوط وغيرها من ألعاب تنشط قدرته الحركية. ومحاولة إزالة الخوف والتردد عنده بالترغيب والتدرج والتشجيع والإثابة عند الإنجاز والاستجابة. وملاحظة أن المشاركة الوالدية تمنح الطفل كثيراً من الأمان والثقة والتشجيع. ? محيط متنوع: كثير ما يصيب الطفل بالملل سريعاً. فالطفل الذي لا يشاهد سوى المنزل والسيارة والشارع والسوبر ماركت، هو في حاجة ماسة لرؤية غير تلك المشاهد اليومية. ثمة عالم مثير آخر يجب مشاهدته. فالتجديد ضروري حتى للأطفال. لذا يستوجب على الوالدين إخراجه إلى الأسواق والمدينة والمتنزهات والحدائق العامة ومدينة الألعاب والشاطئ والمزارع وغيرها من حين لآخر، وخاصة في الإجازات والعطلات، بما يتيح للطفل التعرف على البيئة والعالم المتنوع من حوله، فمن خلال ذلك سيرى ويسأل ويستفسر ويتفاعل ويزداد خبرات ومهارات ومعارف جديدة في كل مرة، فضلا عن كسر حالة الملل والسكون عنده. ? ألعاب مثيرة: ليس هناك من عناصر أكثر جذباً واستثارة للاهتمام لدى الطفل من الألعاب المثيرة، فالأطفال شغوفون بوسائل اللعب بكل أنواعها. لكن تبقى وسائل اللعب التي تعتمد على الدفع والجذب أكثر أهمية للطفل لأنها تنمي مهاراته الحركية، وتساعد نموه الجسدي على التطور والنضج. ويمكن إتاحة الفرص أمام الطفل، بما يتوافق مع سنه لأن يركب دراجة أو يشارك في ألعاب بمدينة الملاهي، يعتمد فيها على الحركة والجري والدفع والجذب والقفز وغيرها، مع الرقابة والملاحظة والحماية. ? نشاطات إبداعية: الأطفال الذين يكملون عامهم الأول يميلون إلى اللعب بالألوان والرسم والشخبطة بالقلم على جدران المنزل وفي كل الاتجاهات. ومن الممكن أن يتاح للطفل لوحة من الورق أو الكرتون والأقلام الملونة ليشخبط بها، ويرسم فيها أشياء موجودة في خياله. وخلال هذه الفترة يلعب تشجيع الوالدين دوراً مهماً في تطور نمو الطفل العقلي والوجداني، فهو في حاجة إلى الثناء والمديح لما يترجم من خياله ووجدانه، فقد يرسم صورة للأب أو الأم أو الأخت أو الدجاحة أو السيارة أو أي أشياء من البيئة. إنه يكتسب مهارة التعبير الحر بلغته هو، وعلى الكبار أن يستوعبوها ويثنون عليها باستمرار. مثل هذا التشجيع والتحفيز من شأنه أن يرسي أساس ثقته في ذاته ونفسه. ? فصل الأشكال وترتيبها: يتعلم الأطفال التعرف لأعلى الأشكال والألوان والدائرة والمربع والمثلث والمكعب قبل تمكنهم من النطق بألفاظها ومسمياتها بوقت طويل. في هذه المرحلة يمكنهم التعامل معها ووضعها في أماكنها، والخانات المخصصة لها في ألعاب تختص بهذه المهارة. هذه المهارة ضرورية للغاية، حيث تكسب الطفل كثيراً من الخبرات والمهارات الخاصة بالألوان والأشكال واستخداماتها في البيئة من حوله. لكن قد يحتاج الطفل بعض أو الكثير من المساعدة في البداية. هنا يكون التحفيز والترغيب والتشجيع مهم للغاية، ويفضل أن يشاركه الوالدان هذه الألعاب، ويطلبان منه تشكيل نماذج معينة منها تشابه الموجود في البيئة من حوله، ويشجعانه عند كل مرحلة. ? ألعاب المهارات: هناك من الألعاب التي تنمي مهارات الطفل، وتتطلب مثلا قلبها، أو ليها، أو دفعها أو ضغطها وجذبها، أو تحتاج الى ملئها بالهواء، أو بشحن «زنبركي»، أو تشغيلها من قبل شخص كبير أمامه لأول مرة، كذلك هناك ألعاب الماء البلاستيكية التي تعتمد على نفخها بالهواء، أو رش الماء بضغط الهواء، أو ألعاب المحاكاة والتقليد،التي تعتمد على نمذجة أشياء من البيئة كالأثاث والحيوانات والنباتات والطيور والمعدات والسيارات والطائرات والقطارات والسفن وغير ذلك، فالطفل يمكن أن يحول كل الموجودات حوله إلى عالم خيالي خاص به، فقد يصنع من الوسادة حصاناً أو طائرة يركبها. وقد تتخيل الطفلة نفسها أماً، وتطبخ الطعام في الأواني الصغيرة الخاصة بها، وفد تتحدث كثيراً إلى عروستها المصنوعة من القماش الملون. وهكذا.. فليجعل الوالدان من ألعاب أطفالهما عالماً مليئاً بالإثارة والمتعة والتعلم. ? الصور والكتب والمجلات: هي مصادر أولية للمعرفة لا غنى عنها بالنسبة للطفل. والأطفال شغوفون بالصور الملونة للحيوانات والطيور، وبإمكان توظيف تلك المصادر في تعليم الطفل معارف جديدة ومفيدة، كما يمكن الاستفادة منها في تعليمه حروف الهجاء، وتطوير مهارته اللغوية. كذلك توظيفها للربط بين الأشياء واستخداماتها، ومدى فائدتها في البيئة والحياة من حوله. كذلك يمكن للوالدين توظيف سرد القصص والحكايات والمعلومات المصورة في إكساب الطفل كثيراً من المعلومات والقيم الأخلاقية والسلوكية الإيجابية. ? الصبر والتشجيع: الطفل يحتاج دائماً إلى التكرار، ولا يمل من سماع نشيد للقطة أو الفأر أو الحصان، وقد يستغرق في لعب ألعاب معينة لفترة طويلة، وقد يتطلب تعليمه مهارة ما ووقتاً أطول. كل ذلك يحتاج المزيد من الصير والتروي وعدم الاستعجال على تحقيق النتائج. وعلى الوالدين مراعاة الفروق الفردية بين طفل وآخر، حتى بين الأشقاء، ولا يغيب عنهم أهمية التشجيع، وحذف أي تصرف أو قول من شأنه الاستهانة أو التقليل من قدرة الطفل حتى لا يتسببان في مشاكل سلبية عديدة قد تعوق نموه وتطوره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©