خورشيد حرفوش (القاهرة)
يرى صاحب نظرية التطور المعرفي عند الأطفال، عالم النفس والفيلسوف السويسري الشهير «جان بياجيه»، أن تعلم الطفل واكتسابه الخبرات المختلفة يتوقف إلى حد كبير على ردة أفعال والديه من اللحظة الأولى التي ينطق فيها أولى الكلمات، ويخطو فيها أولى الخطوات، وأنه بالتحفيز واستثارة الهمة لديه يتحقق من الإنجازات الكثير، وتصبح عملية التعلم «لعبة» مثيرة ومسلية وجذابة، ويصبح العالم أمام الطفل لا يعدو سوى «قفزات» يسعى الطفل إلى تحقيقها، وعلينا أن نمنحه المزيد من الفرص لاكتشاف هذا العالم، وإتاحة المزيد من الفرص أمامه للتعلم واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة، بما يتوافق وجوانب نموه المختلفة. وعلى الوالدين - بحسب - «بياجيه» - إتاحة وتحقق «عشرة» محفزات مهمة:
◆ مساحة آمنة: الطفل خلال سنواته الثلاث الأولى يحتاج إلى مساحة آمنة يسير فيها ويلعب داخل المنزل وخارجه. ويفضل خلال هذه الفترة عدم الاعتماد كلياً على عربة الأطفال، أو حاملة الأطفال إلا في الحالات الضرورية. وعلى الأبوين تشجيع الطفل على المشي والاعتماد على نفسه ما أمكنهم ذلك. ولكن بشرط المراقبة التي تحميه من المخاطر والضرر، خاصة خارج المنزل، وتهيئة البيئة المنزلية بما لا يعوق حركته، أو يجعل من حركته خطراً عليه، وإزالة مصادر الخطر من طريقه، ومراعاة الفتحات والنوافذ والأبواب وارتفاع السلالم والحواجز المنزلية، وغير ذلك من أمور تهدد حركته بحرية.
![]() |
|
![]() |
◆ تنمية النشاط الجسدي: قد يحتاج الطفل غير النشط بعض التحايل كي يصبح أكثر نشاطاً. ومن الممكن أن يشجعه الوالدان على ذلك دون إكراه، بلعبة التحدي مثلاً، كأن تدعه الأم يجري خلفها بين أركان المنزل أو في الفناء ليمسك بها، أو العكس، مع التشجيع والتحفيز والثناء والتصفيق له. كذلك يمكن أن يشاركانه لعبة التزلق والتزلج والتأرجح، والصعود والهبوط وغيرها من ألعاب تنشط قدرته الحركية. ومحاولة إزالة الخوف والتردد عنده بالترغيب والتدرج والتشجيع والإثابة عند الإنجاز والاستجابة. وملاحظة أن المشاركة الوالدية تمنح الطفل كثيراً من الأمان والثقة والتشجيع.
![]() |
|
![]() |