الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصف الإسرائيلي لسوريا... سابقة تتكرر!

القصف الإسرائيلي لسوريا... سابقة تتكرر!
5 مايو 2013 22:47
ديفيد كلارك سكوت محلل سياسي أميركي في الوقت الذي يشعر فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما بالقلق بشأن إمكانية سقوط الأسلحة الكيماوية السورية بين أيدي تنظيم «القاعدة»، تخشى إسرائيل أن تمنح الحرب في سوريا «حزب الله» غطاءً لنقل صواريخ قصيرة المدى. وهذا هو الدافع بالنسبة لأحدث ضربة جوية إسرائيلية في سوريا، حسب عدد من المصادر الأميركية والإسرائيلية التي رفضت الكشف عن أسمائها. فقد قامت إسرائيل في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضي باستهداف مخزن في دمشق كانت تخزن فيه صواريخ أرض- أرض قادمة من إيران قبل شحنها إلى «حزب الله»، والذي خاض حرباً دامت 34 يوماً مع إسرائيل في عام 2006، حسب عدد من التقارير. وفي هذا الإطار، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن هذه هي المرة الثانية في ظرف أربعة أشهر التي تنفذ فيها إسرائيل هجوماً في أراض أجنبية يهدف إلى عرقلة خط نقل الأسلحة من إيران إلى «حزب الله». ووفق مسؤول أميركي، فإن الصواريخ، المعروفة باسم «فاتح 110»، كانت قد أرسلت إلى سوريا من قبل إيران وكانت مخزنة في مطار بدمشق عندما ضربت في الهجوم». «فاتح 110» هو صاروخ قصير المدى يوجد في الترسانة الإيرانية منذ عام 2004، ويتراوح مداه بين 200 و210 كيلومترات، غير أن ثمة بعض التقارير التي تفيد بأنه يجري العمل حالياً على تطوير نسخة أكثر تطوراً من صوارخ «سكود» التي استعملت من قبل «حزب الله» في الماضي. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه، تأكيده بأن الهجوم كان «يستهدف أسلحة متطورة كانت ستغير موازين القوة»، لكنها ليست أسلحة كيماوية. كما أوضح أحد المسؤولين أن الهدف كان عبارة عن شحنة من صواريخ أرض- أرض طويلة المدى، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل. ومن جانبها، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أميركي مجهول الاسم تأكيده للضربة الجوية. وقال هذا الأخير للوكالة: «لقد كانت ثمة ضربة جوية؛ لكن الهدف لم يكن منشأة للأسلحة الكيماوية، بل صواريخ كانت متوجهة إلى حزب الله». وأفاد مسؤول أميركي في تصريح لوكالة «رويترز» بأن الهدف على ما يبدو كان بنايةً. وإذا كان «حزب الله» لم يتحدث رسمياً أو بشكل خاص عن هذه الضربة الصاروخية الإسرائيلية، فإن صحيفة «ديلي ستار» اللبنانية نقلت عن مسؤول في الحزب قوله إن هذا الأخير يدعم الرئيس السوري بشار الأسد. وفي هذا السياق، قال إبراهيم أمين سيد، وهو مسؤول في «حزب الله»، خلال حفل أقيم في بعلبك تكريماً لروح أحد «شهداء» الحزب: «إن حزب الله مستعد لمنع سقوط سوريا تحت سيطرة تل أبيب وواشنطن». وأضاف سيد قائلا: «هذه استراتيجية وليس تدخلا في الأزمة السورية. إنه تدخل في النزاع ضد أميركا وإسرائيل». وتأتي تصريحات هذا المسؤول بعد أيام قليلة على قول زعيم الحزب، حسن نصر الله، إن مقاتليه يدافعون عن اللبنانيين في المدن الحدودية السورية ضد قوات المعارضة السورية، ملمحاً إلى أن إيران وروسيا و«مجموعات المقاومة» ستتدخل عسكرياً من أجل منع سقوط الأسد. وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن «حزب الله» قلق بشأن بسط مجموعات سنية سيطرتها على سوريا. وكتبت تقول في هذا الصدد: «إن حزب الله الشيعي قلق من أن يُضعف انهيارُ النظام السوري في دمشق واستبداله بنظام تقوده المعارضة التي يغلب عليها السنة، الدورَ المهيمنَ للحزب في لبنان ويتركه هشاً وضعيفاً أمام هجوم إسرائيلي. ذلك أن الحزب لطالما اعتمد على سوريا لنقل الأسلحة التي تزوده بها حليفتها الرئيسية إيران، وسقوط الأسد من شأنه أن يعرِّض طرق إمداده للخطر». وفي غضون ذلك، تقول المعارضة السورية إن الهجوم الإسرائيلي ضرب أكثر من مجرد مخزن يضم أسلحة من إيران. وفي هذا السياق، أفاد الموقع الإخباري الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» بأن قوات الثوار تقول إن خمسة مواقع في مطار دمشق تعرّضت لضربات شنتها طائرات إسرائيلية، ومن ذلك خزانات وقود، ومستودعات ذخيرة سورية، وطائرة شحن. ويفترض مقال «هآريتس» أن الهجوم على صواريخ موجه إلى «حزب الله»، إنما هو غطاء لدعم قوات المعارضة السورية، في وقت تبدو فيه الولايات المتحدة ودول أخرى غير مستعدة للقيام بأي تدخل عسكري صريح. وفي هذا الإطار، كتبت الصحيفة تقول: «وفي ضوء الهجوم الإسرائيلي المزعوم في دمشق ورفض بلدان غربية التدخل في الحملة السورية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إن كانت إسرائيل ستكون قادرة أو في حاجة لتوسيع أنشطتها في المجال الجوي السوري، تحت ذريعة منع وصول الأسلحة إلى حزب الله أو منظمات أخرى وأيضاً كمظلة جوية لحماية قوات الثوار. ومثل هذا الحل سيكون مريحاً على الأرجح بالنسبة للولايات المتحدة، وبلدان عربية أخرى، وتركيا، وجميعها غير مستعدة للقيام بتدخل عسكري من جانبها بدون اتفاق دولي واسع. وبهذه الطريقة، ستعوِّد إسرائيل الحكومـة والمعارضـة السوريتين ربما على فكرة أنها باتت تنظر إلى سوريا باعتبارها منطقة نشاط مشروعة، على غرار مـا تفعلـه في لبنان». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©