الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنويـــــــر

4 يناير 2006

توبة شاب عن سماع الموسيقى
نعم، أنا موسيقي، فنان، اسمي: ع· ع· س·· لقد عشت فترة طويلة من حياتي في لهو وضياع بسبب أصدقاء السوء·· وبسبب الوسط الفني الذي أجبرني عملي كموسيقي أن أنخرط فيه وأجاريه في كل أوضاعه حتى لو كنت غير مقتنع بكل ما يحدث فيه·· بدأت التدخين في سن الثالثة عشرة من عمري·· لم أكمل دراستي الثانوية·· سافرت أكثر من مرة الى الخارج وأخذت من المجتمع الغربي كل خصاله الذميمة دون مبالغة·· عملت في أحد المصارف، وفي نفس الوقت أمارس عملي كموسيقي في فرقة موسيقية ليلية·
لم أصم، ولم أصل إلا نادراً، وظللت على حالتي هذه عدة أعوام، حتى حدثت بيني وبين مدير المصرف مشاجرة، بعدها تركت العمل في المصرف وبحثت عن عمل آخر في إحدى الشركات·
كنت أشعر بالضيق والملل أحياناً كثيرة·· بعد خروجي من المصرف والتحاقي بهذه الشركة انتابتني حالة غريبة من التفكير العميق، وشرود الذهن الدائم، كنت أسأل نفسي: لِمَ وجدت في هذه الحياة؟! هل أنا أسير في الطريق السليم فعلاً؟ ماذا لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال من الضياع وعدم الانتماء لأي شيء؟
واستغرقت في التفكير الشديد لأكثر من يومين كاد خلالهما عقلي أن ينفجر من كثرة التفكير، كدت أفقد عقلي تماماً·· امتنعت عن اللقاء برفاق السوء من شلة الوسط الوثني، امتنعت عن شرب الخمر، امتنعت عن تعاطي أي نوع من المخدرات، لم أعد أسهر للصباح كعادتي، كنت أنهي عملي وأغادر مكانه على الفور منصرفاً الى منزلي، لم أعد أتحدث مع أحد، في العمل أو في البيت، كنت أغلق عليَّ حجرتي وأجلس وحيداً بمفردي أفكر وأفكر·· وأخذتني غفوة، قمت بعدها، كانت الساعة تشير الى الثانية بعد منتصف الليل، انتابتني حالة شديدة من البكاء الهستيري·· حاولت أن أعرف سبب بكائي ففشلت، ما الذي حدث لي؟ وما الذي كان؟ وجدتني مندفعاً الى 'الحمام' توضأت أكثر من مرة، وأسرعت الى غرفتي لأصلي ركعتين لعل الله يفك كربي ويتولى أمري·· ثم نمت ولأول مرة أنام نوماً عميقاً مريحاً بهذا الشكل·
وفي الصباح الباكر ولد (ع· ع· س) ولدت أنا من جديد، تخليت عن كل ما يربطني بالماضي·· وبدأت منذ ذلك اليوم أحافظ على الصلاة والصيام وسائر الفروض وقراءة القرآن بشكل دائم·
قدمت استقالتي من عملي في الفرقة الموسيقية، قطعت علاقاتي بأصدقاء السوء الى الأبد ومن غير رجعة بإذن الله، تركت رفاق الجاهلية الأولى بإذن الله وتوفيقه·
زينت وجهي بلحية زادتني جمالاً·· وتعرفت على أصدقاء جدد·· وحمدت الله تعالى على أنه هداني·· لذلك بعد أن بلغت الثلاثين من عمري·· أعمل الآن مؤذناً في مسجد من مساجد الإسلام·· إنني راض تماماً عن حياتي الآن، راض عن أنني عرفت الله وودعت طريق الضلال والضياع الى الأبد·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©