الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة اليمنية تجدد تمسكها بالمبادرة الخليجية

المعارضة اليمنية تجدد تمسكها بالمبادرة الخليجية
9 مايو 2011 00:06
جددت المعارضة اليمنية، المنضوية في لواء “اللقاء المشترك”، أمس الأحد، تمسكها بالمبادرة الخليجية، متهمة النظام الحاكم باللجوء إلى “المراوغات” لعرقلة عملية إقرارها، فيما دعا المحتجون الشباب إلى الزحف إلى القصر الرئاسي بصنعاء “قريبا”، في حين أوفد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رئيس حكومته علي محمد مجور إلى دول خليجية في مسعى منه “لإنجاح” المبادرة التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أواخر الشهر الماضي، لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، والمتفاقمة جراء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. وقالت أحزاب “اللقاء المشترك” وشركاؤها، في بيان صحفي: “نعلن بوضوح تمسكنا بالاتفاق المسلم إلينا” من قبل أمين عام مجلس التعاون عبداللطيف الزياني في 21 أبريل الماضي، مؤكدة أيضا تمسكها بـ”تأكيدات الأشقاء (الخليجيين) بأنهم لن يقبلوا بتغيير أو تبديل حرف واحد في الاتفاق”. وأوضحت أحزاب المعارضة أن تمسكها بهذه المبادرة “هو تعبير عن جديتنا ومصداقيتنا في التعامل الإيجابي” معها، مشيرة إلى أنها “سترقب جدية” السلطة وحزب (المؤتمر) الحاكم خلال اليومين القادمين، وأن “أي تأجيل أو مماطلة إضافية من قبل النظام في توقيع هذا الاتفاق كما هو لن يكون لصالح العملية السياسية”، و”سيضع النظام أو ما تبقى منه وجها لوجه أمام خيارات الشعب التي سوف نساندها”. كما دعا البيان دول مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي إلى مساندة ما قالت إنه “خيارات الشعب” اليمني، في إشارة إلى دعم الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح المستمر منذ أكثر من 32 عاما. وقالت المعارضة اليمنية إنها تتوقع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي “اتخاذ موقف عملي” تجاه ما قالت إنها “مناورات ومراوغات” لجأ النظام الحاكم إليها من أجل عرقلة عملية التوقيع على المبادرة الخليجية. وفي 30 أبريل الماضي، رفض صالح التوقيع على المبادرة الخليجية بصفته رئيسا لليمن، لكنه أبدى استعداده التوقيع عليها بصفته رئيسا للحزب الحاكم، وهو الأمر الذي تسبب بعرقلة إقرار المبادرة الخليجية، التي تنص خصوصا على رحيل الرئيس اليمني عن السلطة خلال 30 يوما. ولفت “اللقاء المشترك” إلى أن “الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية” في اليمن “تتدهور بصورة خطيرة”، وأن النظام الحاكم “أو ما تبقى منه” عجز عن “حل أي مشكلة من المشاكل” اليومية التي يعاني منها المواطنون اليمنيون، خصوصا مع “انعدام كامل للغاز والبنزين والديزل”، حسب البيان. وذكر البيان أن بقاء النظام الحاكم “هو المشكلة” باعتبار أنه “فقد شرعيته بمواصلة سفك دماء المواطنين وقمع المعتصمين وشن الغارات الجوية العسكرية على بعض القرى الآمنة في البلاد”، في إشارة إلى الغارات التي استهدفت مؤخرا مسلحين انفصاليين في منطقة يافع بمحافظة لحج الجنوبية. ودعت أحزاب “اللقاء المشترك” وشركاؤها “الدول الشقيقة والصديقة إلى الكف عن الاستقبال الرسمي لما تبقى من أجزاء هذا النظام” الذي وصفته بـ”الدموي”، و”عدم تقديم أي دعم مادي أو معنوي له” بحجة أنه يستخدم هذا الدعم “في قمع الشعب وسفك المزيد من دماء اليمنيين”. وعلى صعيد متصل، أوفد الرئيس علي عبدالله صالح، أمس الأحد، رئيس حكومته الدكتور علي محمد مجور إلى دول خليجية لمناقشة “الجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة” في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال مجور توجه إلى سلطنة عمان “في مستهل جولة خليجية تشمل دولة الكويت ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”. وقال مجور إنه سينقل خلال زياراته “رسائل” من الرئيس صالح إلى “أصحاب الجلالة والسمو قادة هذه الدول” تتعلق بـ “تطورات الأوضاع” في اليمن، و”الجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة”، مشيرا إلى أن الرسائل تتضمن “تجديد التأكيد على حرص اليمن وقيادتها السياسية على إنجاح المبادرة الخليجية لحل الأزمة السياسية التي تمر بها اليمن وتغليب مصلحة الوطن ووضعه فوق كل اعتبار”. ووصف رئيس الوزراء اليمني المبادرة الخليجية بـ”الفرصة السانحة” لجميع الأطراف السياسية اليمنية من أجل الخروج من هذه “الأزمة”، مشيدا بـ”الحرص” الذي يوليه قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحل الأزمة اليمنية “انطلاقا من حرصهم على امن واستقرار ووحدة وسلامة” هذا البلد. ويرافق مجور في جولته الإقليمية وزير الخارجية أبوبكر القربي، الذي كان ناقش، في وقت سابق أمس الأحد، مع جمال بن عمر المستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجهود القائمة من أجل إقرار المبادرة الخليجية، التي من المفترض أن تنهي الأزمة اليمنية المتصاعدة منذ منتصف يناير الماضي. إلى ذلك، دعت اللجنة المنظمة للاعتصام الاحتجاجي قبالة جامعة صنعاء، كافة المعتصمين إلى “الاستعداد والتهيئة للزحف إلى القصر الرئاسي”، مقر سكن الرئيس علي عبدالله صالح، جنوب العاصمة. وقال القيادي في حركة الاحتجاج بصنعاء حسن لقمان لـ«الاتحاد»: “تم توجيه الدعوة للشباب (ليل السبت/الأحد) من خلال منصة الاعتصام، للاستعداد والتهيئة للزحف إلى القصر الرئاسي”، مشيرا إلى أن هذه الدعوة “لاقت ترحيبا كبيرا من قبل المعتصمين”. وأضاف: “الزحف إلى القصر الرئاسي أحد خياراتنا لإنجاح ثورتنا الشبابية”، موضحا أن الشباب “سيزحفون بصدور عارية”، وأنهم “على استعداد تام لتقديم التضحيات من أجل إسقاط النظام”. وأوضح أن موعد الزحف لم يتم تحديده بعد “لكنه بات قريبا”، لافتا إلى اللجنة المنظمة لاعتصام صنعاء بدأت بالتواصل مع كافة الاعتصامات في المدن الأخرى “لتوحيد ساعة الصفر”. وحول نفي “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية” في اليمن، وجود أي دعوة للزحف، قال لقمان :” هذه اللجنة لا تمثل المعتصمين .. فقط منصة الاعتصام هي التي تعبر عن مطالبنا”، مشيرا إلى أن اللجنة نفت الدعوة للزحف إلى القصر الرئاسي اليوم الاثنين. وكانت “اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية” نفت، أمس الأحد، الدعوة إلى الزحف للقصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، اليوم الاثنين، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية يمنية. وقال مصدر مسؤول باللجنة في بلاغ صحفي: “إن ثمة جهات مشبوهة هي من تروج للزحف بغية إجهاض الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتفكيك صفوف شباب الثورة وخلق نوع من الارتباك داخل الساحة”، مؤكداً في الوقت ذاته تمسكهم بسلمية ثورتهم مهما كلفهم ذلك. ودعا المصدر الشباب المعتصمين في ساحة “التغيير” قبالة جامعة صنعاء “إلى عدم الانجرار وراء الشائعات أو المحاولات التي من شأنها جرهم إلى دائرة العنف” و”الوقوف صفاً واحداً تجاه كل من يحاول إفشال ثورتهم أو شق صفهم وتفريق جمعهم”. وأشار إلى أن الدعوة إلى الزحف “دون تخطيط وترتيب مسبق” لا تخدم سوى النظام الحاكم. من جانبه، قال قيادي بارز في حزب “المؤتمر” الحاكم إن هناك “قوى متطرفة” داخل أحزاب (اللقاء المشترك) المعارضة “تدفع بالأمور إلى حافة الهاوية”. وأشار الأمين العام المساعد للحزب الحاكم أحمـد عبيد بن دغـر، في حديث صحفي، إلى أن هذه القوى “ستعمل بقدر الإمكان على تعطيل أي اتجاه للوفاق” بين السلطة والمعارضة، مضيفا: “ليس بمقدور أحد أن يتكهن بما ستذهب إليه الأمور إذا ظل (المشترك) على ذات المواقف غير المسؤولة تجاه الوطن”. وكان قياديان بارزان بأحزاب “اللقاء المشترك” دعوا، في مارس وأبريل الماضيين، الشباب المعتصمين إلى الزحف إلى القصر الرئاسي لإرغام الرئيس صالح على التنحي عن الحكم. وفي الأسبوع الماضي، حذر قائد عسكري يمني من اندلاع حرب أهلية في بلاده، مؤكدا أن انفجار الوضع “عسكريا” بين القوى العسكرية والقبلية المؤيدة والمناهضة للرئيس صالح “مرهون بتصعيد الشباب احتجاجاتهم” والزحف إلى القصر الرئاسي.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©