القاهرة (وكالات)
اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد على تبني «رؤية مشتركة» بين الدولتين حول سد النهضة تسمح لكل منهما بالتنمية «دون المساس بحقوق الطرف الآخر».
وأكد السيسي خلال لقائه رئيس الوزراء الإثيوبي الذي يقوم بأول زيارة إلى مصر منذ توليه منصبه في مارس الماضي، أن الزيارة تمثل فرصة طيبة للتباحث حول سد النهضة، والتوصل إلى اتفاق بين البلدين لا يخل بمصالح أي طرف. وأكد السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك، مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد «التباحث حول فرص زيادة الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، ودعم الاتفاقات بما فيها إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، واستيراد اللحوم من إثيوبيا». وأكد السيسي، أنه يولي أهمية خاصة، لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بإنشاء صندوق ثلاثي، لتمويل مشاريع البنية التحتية، لتحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث، بناءً على الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو المقبل. وأضاف السيسي: «بحثنا مجالات التعاون في الاستثمار الزراعي والصحة ودعم التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل الإفريقي»، حسب ما أوردت وكالة أنباء «أونا» المصرية. وقال السيسي: «أعد باسمي وباسم رئيس الوزراء الإثيوبي وباسم الشعبين المصري والإثيوبي بتطوير العلاقات بيننا». وتطرقت المباحثات إلى تطورات موقف سد النهضة، حيث توافق الرئيسان على تبنى رؤية مشتركة بين الدولتين قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية دون المساس بحقوق الطرف الآخر.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي، أبيي أحمد، أنه جاء لمصر ليُؤكد للشعب المصري محبته، وأن يستخدموا حصتهم في مياه النيل، وأن تحصل مصر على حصتها، مشدداً على أنه سيحافظ على حصة مصر بل وزيادتها. وشدد أبيي أحمد، في المؤتمر الصحافي في القاهرة، على أن «زرع الفتن لن يخدم مصر ولا إثيوبيا»، موضحاً أن الخلافات لم ولن تفيد، وأن ترابط النيل لأجل التنمية هو ما سيفيد. وأقسم أحمد أمام السيسي على حماية حصة مصر من مياه النيل، والامتناع عن الإضرار بشعب مصر، مقسماً بالله أن بلاده لن تضر مصر.
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن رئيس الوزراء الإثيوبي أعرب عن سعادته بزيارة القاهرة، مؤكداً الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والإثيوبي، وتطلعه للعمل مع مصر لتحقيق المصالح المشتركة خلال الفترة القادمة، وتعزيز فرص التعاون الاقتصادي بين البلدين. وشدد أبيي على حرص بلاده على مصالح مصر وشعبها، وتطلع إثيوبيا لدعم وتعزيز التعاون بين البلدين على كل المستويات، واستغلال ما يجمع بينهما من مصالح مشتركة كبيرة. وأوضح المتحدث الرسمي، أن الجانبين اتفقا في المباحثات على تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، وتقديم التسهيلات الممكنة كافة، من الجانبين لدعم الاستثمارات المشتركة، بما في ذلك إقامة منطقة صناعية مصرية في إثيوبيا، وتشجيع مزيد من الاتفاقات بين القطاع الخاص المصري والإثيوبي لاستيراد اللحوم الإثيوبية، فضلاً عن التعاون في مجالات الاستثمار الزراعي، والثروة الحيوانية، والمزارع السمكية، والصحة، بما يفضي لتعزيز التكامل الاقتصادي بين مصر وإثيوبيا، وتقديم نموذج ناجح للتكامل المطلوب أفريقياً.
وجدد الجانبان عزمهما على التوصل إلى اتفاق نهائي على سد النهضة يؤمن استخدامات مصر المائية في نهر النيل، ويسهم في ذات الوقت في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي. ودعا الجانبان إلى تفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان، بإنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشاريع البنية التحتية بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق.
والمباحثات بين إثيوبيا ومصر والسودان حول السد الذي تبنيه إثيوبيا كانت متعثرة منذ أشهر في ظل مخاوف القاهرة من أن المشروع سيقلل حصتها من مياه النيل.
وتعتمد مصر تماماً على مياه النيل للشرب والري وتقول إن لها حقوقاً تاريخية في النهر بموجب اتفاقيتي 1929 و1959 التي تعطيها 87% من مياه النيل وحق الموافقة على مشاريع الري في دول المنبع.
وبدأت إثيوبيا بناء السد الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار عام 2012، لكن المشروع الضخم أثار توتراً خصوصاً مع مصر التي تتخوف من أن يؤدي ذلك إلى انخفاض تدفق مياه النيل الذي يوفر نحو 90 بالمئة من احتياجاتها من المياه.
عدد اليوم
