وليد فاروق (القاهرة)
الثالث عشر من سبتمبر عام 2016
يوم للتاريخ
القاهرة في أجمل صورها
قلبها ينبض بالحب
ابتسامة عريضة فوق الوجوه
الإمارات ومصر العنوان
دفء العلاقات بين الأشقاء يظلل المكان
نعم الحدث استثنائي، في احتفالية استثنائية امتزجت فيها القلوب ومشاعر الحب والوفاء والاحترام والتقدير وألون الأعلام وكان من الصعب أن تعرف من الإمارات، ومن مصر في لوحة تاريخية تؤكد قوة وعمق ومتانة العلاقات بين الإمارات ومصر في كل المواقف وكل المناسبات على مدى سنوات وسنوات.
في مثل هذا اليوم لا يهم من فاز ومن خسر داخل أرضية ملعب ستاد 30 يونيو أمس الأول، لأنها كانت أكثر من مجرد مباراة افتتاحية لموسم كروي، وفاز الجميع في النهاية.
ونجحت الفكرة والتنظيم والاحتفالية وملأت الجماهير المدرجات، ووصلت الرسائل لكل الدنيا، نعم هناك أكثر من رسالة حملها سوبر القاهرة.
رسالة حب وسلام وأمان لكل الدنيا في هذا التوقيت، ورسالة أخرى تؤكد قوة العلاقات بين الشعبين الإماراتي والمصري، ورسالة ثالثة عنوانها الرئيسي أن مصر بشعبها واستقرارها وأمنها قادرة على استضافة أكبر وأهم الأحداث الرياضية ، ورسالة رابعة تهدف للترويج لكرة الإمارات في بلد يعشق أهله كرة القدم .
لقد كانت ليلة تاريخية أوفت بكل وعودها، وتوج فيها الأهلي بأول سوبر يقام خارج الإمارات واحتفل الجميع بتلك المناسبة الاستثنائية.
من ناحيته أكد عبدالله ناصر الجنيبي رئيس لجنة دوري المحترفين، أن قرار إقامة كأس سوبر الخليج العربي في مصر، لأول مرة في تاريخ بطولات ومسابقات كرة القدم الإماراتية، كان يمثل تحدياً كبيراً وليس مجرد مغامرة، لكن بعد المكاسب التي تحققت من جراء تنظيم هذه المباراة بالفعل، نستطيع أن نقول إننا فخورون بما حققنا ونجحنا في هذا التحدي.
وكان الجنيبي قد شارك في مراسم تتويج الأهلي بطلاً لكأس السوبر للمرة الرابعة في تاريخه، بعد تغلبه على الجزيرة 2-1 في اللقاء الذي جمع بينهما على ستاد الدفاع الجوي بالعاصمة المصرية القاهرة.
وقال الجنيبي عقب المباراة: «كل الذي رأيناه أسعدنا للغاية بدءاً من الحضور الجماهيري الكبير، والتعاون الإيجابي لجميع الجهات المساهمة في التنظيم، وجهد الناديين اللذين شاركا في اللقاء واللذين يستحقان التهنئة بغض النظر عن فوز الأهلي وخسارة الجزيرة، ولكني أقول إن اليوم لا يوجد أي خاسر، فكلا الفريقين شارك في حدث تاريخي وهو إقامة أول سوبر خليج عربي لكرة القدم خارج الإمارات، وهو حدث غير مسبوق، يستحق عليه كلا الفريقين التهنئة».
وأضاف: «إذا كنا قد حققنا قدراً من النجاح فمرجع ذلك إلى أن توجيهات قيادتنا الرشيدة هي التي تشجعنا دائماً على محاولة الوصول إلى النجاح، نتمنى أن نكون نجحنا بالفعل وتكون مباراة السوبر هذه هي البداية وبداية موسم كروي ناجح».
وأكد رئيس لجنة دوري المحترفين أن المشاعر الإيجابية غمرت الجميع منذ لحظة وصولهم إلى مصر قبل المباراة، وأوضح: «منذ وقت حضورنا وتفاعل الإعلام مع الحدث الكبير، وتجاوب الشارع الكروي المصري معنا بقوة، منحنا إحساساً أننا لم نغادر الإمارات، ولكننا ما زلنا في بلادنا ونتشارك مع أهلنا مناسبة سعيدة وهي عيد الأضحى المبارك، وهو ما أعطانا شعوراً أننا بين أهلنا وناسنا».
وقال إن التفاعل مع مباراة السوبر في الشارع الكروي المصري كان كبيراً للغاية، وقال: «بالنظر إلى أعداد الجماهير التي رأيناها تتوجه إلى ملعب المباراة قبل انطلاقها، والأحاديث الكروية الممتدة قبل المباراة بأيام، وأكثر من ذلك التفاعل الكبير بين الجماهير واللاعبين داخل أرضية الملعب، منحنا إحساساً كبيراً بالرضا والسعادة».
وعبر رئيس لجنة دوري المحترفين عن رضاه بالكامل عن المستوى الفني للمباراة، وكشف عن أن مسؤولي الفريقين المشاركين في المباراة نقلوا إليه سعادتهم بقرار نقل المباراة إلى مصر، وأوضحوا له أن هذا القرار منح البطولة قيمة كبيرة، مبيناً أن الأجواء الساخنة صنعت تنافساً إيجابياً بين الفريقين، وصار التنافس على أشده بينهما من أجل الظفر بالكأس، وهذا ما يؤكد أن مبادرة إقامة البطولة خارج الإمارات كانت قراراً صائباً.
وأبدى الجنيبي إعجابه الشديد بالحضور الجماهير المكثف من قبل الجماهير المصري، وأكد أن أكثر ما أعجبه هو التفاعل من قبل الجماهير خلال المباراة.
وأوضح: «نجاح فكرة إقامة السوبر خارج الإمارات يدفعنا إلى ضرورة استمرار إقامة مثل هذه المباريات وليس السوبر فقط خارج حدود ملاعبنا، فنحن وبعد 8 سنوات من تطبيق الاحتراف بات لزاماً علينا أن نخطو الخطوة التالية وهي أن ننتقل إلى كسب مزيد من الشعبية والترويج خارج حدود الوطن، وهي المهمة التي ستتحقق من خلال وجود فرقنا خارج ملاعبنا في مثل هذه المباريات».
وتابع: «الإدارات السابقة بذلت جهداً كبيراً كي تصل بكرة الإمارات إلى هذه المرحلة، الآن أصبح واجباً علينا أن نخطو الخطوة التالية وهي الانطلاق نحو الخارج».
وشدد الجنيبي على أن نجاح تنظيم مباراة كأس السوبر لا يحسب للجنة دوري المحترفين فقط، فاللجنة جزء من منظومة متكاملة ساهمت في تحقيق هذا النجاح، فهناك اتحاد الكرة المظلة الكبرى والأندية، والإعلام أيضاً الذي يعد عنصراً أساسياً من أساسات النجاح، وكذلك الجمهور الذي حضر وأخرج المباراة بهذا الشكل اللائق». واختتم الجنيبي تصريحاته بتأكيد أنه كانت فعلاً تخوفات قبل إقامة المباراة، مثل أي أمر جديد يطبق للمرة الأولى من الطبيعي أن تحيط به بعض التخوفات، ولكن «كنا على ثقة بأننا عندما جئنا إلى مصر كنا نعرف ماذا نريد ووفقنا فعلاً في تحقيق هدفنا».
عدد اليوم
