الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إندونيسيا تسعى لجذب الشركات العالمية

إندونيسيا تسعى لجذب الشركات العالمية
18 مايو 2014 22:38
ترجمة: حسونة الطيب بعد مرور ما يقارب 30 عاماً على وقف تصنيعه، تسعى شركة نيسان اليابانية لإعادة موديل داتسون إلى الطرقات مرة أخرى، بينما تلتقط شركة بلاك بيري الكندية، أنفاسها الأخيرة للتأكيد على أن هواتفها لم ينته بها المطاف كمقتنيات عديمة القيمة. واختارت كل من الشركتين إندونيسيا التي تتميز بسعة استهلاكية عالية، لإعادة إطلاق منتجاتها وللتأكد من أن الاستراتيجيات التي تنتهجها حيال الأسواق الناشئة، قادرة على مساعدتها لاستعادة ثرواتها. وبدأت نيسان في بيع موديل داتسون في إندونيسيا بداية مايو بسعر منخفض بعد افتتاحها لمصنعها هناك بتكلفة بلغت نحو 33 مليار ين (324 مليون دولار)، بينما تقوم بلاك بيري بطرح هاتفها زد 3 في العاصمة جاكرتا، الهاتف المحمول الأول ضمن سلسلة من منتجاتها الرخيصة، التي تعاونت في إنتاجها مع شركة فوكسكون التايوانية. وتأمل الشركتان، في مساعدة منتجاتهما الجديدة الرخيصة، على الدفع بعجلة المبيعات في الأسواق الناشئة السريعة النمو مثل إندونيسيا التي يعير المستهلك فيها اهتماماً كبيراً لحجم التكلفة، في وقت تعاني فيه أسواق الدول المتقدمة من بطء النمو. ويبلغ سعر أقل فئة من موديل داتسون نحو 85 مليون روبية (7400 دولار)، في حين لا يزيد سعر هاتف زد 3 المحمول عن 2,2 مليون روبية فقط، في أقل سعر ضمن سلسلة منتجات هذا الهاتف المحمول. وتبذل كل واحدة من الشركتين جهوداً كبيرة لجذب المستهلك الإندونيسي، الذي تمثل له عملية الشراء الأولى، رمزاً اجتماعياً مهماً. وتقول كاثرين أدي، المديرة الإدارية لشركة نيلسين لبحوث الأسواق في إندونيسيا :”تشهد إندونيسيا بكثافتها السكانية التي تقدر بنحو 250 مليون نسمة، نمواً سريعاً في الاستهلاك. ويساور أفراد الشعب هنا، شعوراً بالسعادة يحثهم على اقتناء المنتجات المتطورة”. وتشير البحوث التي أجرتها هذه الشركة، إلى أن مؤشر ثقة المستهلك في هذه البلاد، هو الأعلى في العالم، حيث من المتوقع ارتفاع عدد الذين يقدمون على شراء المنتجات الثانوية أو غير الأساسية، من 45 مليون حالياً، إلى 145 مليون بحلول 2030. وفي حين تتكون إندونيسيا من مجموعة من الجزر الصغيرة، يتركز الأثرياء فيها داخل وحول العاصمة جاكرتا وفي بعض المدن التي تعيش انتعاشاً واضحاً مثل باندونج وميدان وسورابايا. وعلى الرغم من البنية التحتية السيئة في البلاد التي تملك أكبر اقتصاد في جنوب شرق القارة، لا تجد الشركات صعوبة كبيرة في توصيل منتجاتها للذين يملكون الأموال ولا يترددون في إنفاقها على السلع. ويقول نيرجونان تيروشيلفام، محلل السلع الاستهلاكية في ستاندرد تشارترد في سنغافورة :”تُعد إندونيسيا من البلدان الناشئة التي تتميز بتركيز استهلاكي عال، وبالمقارنة، تتميز البرازيل بجيوب استهلاكية متنوعة ومتفرقة كما هو الحال في الهند”. ومع أن داتسون وبلاك بيري، تتمتع كل منهما بمعجبيها في البلاد، إلا أن داتسون التي توقف إنتاجها لفترة طويلة من الوقت منذ ثمانينات القرن الماضي، لا تجد صعوبة كبيرة في العودة إلى طرقات إندونيسيا المكتظة. وحققت مبيعات السيارات زيادة سنوية تقدر بنحو 3% على مدى السنوات الثلاث الماضية، ليبلغ الإجمالي نحو 1,2 مليون في السنة الماضية. ورغم أن تويوتا، هيمنت على هذه السوق لعدد من السنوات لتتجاوز 50% من جملة المبيعات في إندونيسيا، استطاعت علامات تجارية أخرى مثل نيسان وهوندا، تحقيق أرقام قوية بفضل طرحها لموديلات جديدة. لكن هاتف بلاك بيري الذي كان من بين أفضل الخيارات للمتسوقين في إندونيسيا قبل سنتين فقط، لم يعد مرغوباً، حيث نجحت منتجات جديدة من سامسونج وأتش تي سي وشركات أخرى أقل شهرة، في الهيمنة على ذوق الشباب البارعين في أمور التقنيات الحديثة. وعند بداية العام 2012، كانت أكثر من نصف الهواتف الذكية التي تم تصديرها لإندونيسيا، من بلاك بيري، النسبة التي تراجعت لنحو 13% فقط بنهاية 2013، حسب البيانات التي وردت من مؤسسة آي دي سي العاملة في بحوث سوق التقنية. ويعتبر جهاز زد 3، بمثابة المحاولة الأخيرة للشركة في السوق الإندونيسية. ومن المتوقع أن يساهم رخص سعر الجهاز والحملة التسويقية المحلية المصاحبة له، في كسب بعض الزخم. وبصرف النظر عن نجاح أو فشل نيسان وبلاك بيري، من المرجح أن تسلك نهجهما المزيد من شركات السلع الاستهلاكية، مستغلة سوق إندونيسيا الضخم لاختبار منتجاتها واستراتيجياتها الجديدة. ويضيف نيرجونان تيروشيلفام، محلل السلع الاستهلاكية في ستاندرد تشارترد :”تكاد موجة الاستهلاك في إندونيسيا لا تهدأ، ولا توجد العديد من الأسواق الناشئة التي تتوافر فيها نفس الفرص الموجودة في هذه البلاد، حيث من السهولة طرح منتجات جديدة”. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©