رأى أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة “جورج واشنطن” مرهف جويجاتي أمس “إن للعقوبات الأميركية والأوروبية ضد سوريا تأثير نفسي أكثر من كونه تأثيراً ملموساً”، وأضاف أن كبار المسؤولين السوريين الذين جمدت أموالهم بموجب العقوبات الأميركية الجديدة لا يملكون أصلاً أموالاً في الولايات المتحدة، كما أن الاتحاد الأوروبي الذي يفكر في فرض حظر أسلحة على دمشق لا يبيع أسلحة لسوريا.
وذكر جويجاتي أن العقوبات لن تنجح وحدها في ردع المسؤولين السوريين عن استخدام القوة ضد المحتجين، لأنهم يشعرون أن استمرار النظام يواجه خطراً. وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بذل جهد أكبر إذا أرادا كبح نظام الأسد، مقترحاً في هذا الصدد المزيد من الإجراءات، مثل التجميد الكامل لأموال الأسد وحلفائه وحظر سفر المسؤولين السوريين وسحب السفراء وخفض التمثيل الدبلوماسي، كما يجب حرمان سوريا من السعي للحصول على مقعد في مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
وقال الأستاذ المساعد في دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس “الأسد لن يبدأ في إصلاحات تشبه تلك التي أدخلها اردوجان (رئيس الوزراء التركي) في تركيا دون أن ينهي نظامه”.
بينما قال اندرو تابلر وهو زميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى “سيكون مثيراً أن نرى ما إذا كانت مقاومة روسيا والصين ولبنان في مجلس الأمن لأي إدانة ضد سوريا ستتلاشى أمام تزايد أعداد القتلى”.
وقال إلياس مهنى وهو أستاذ في شؤون الشرق الأوسط بجامعة هارفرد “إن الضغط على الحكومة السورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير 2005 كان أكثر بكثير مما هو حالياً، لكن الأسد استطاع الصمود في وجهه”. وأضاف مشيراً إلى صمت الجامعة العربية عما يحدث “إن الجامعة تخشى من أن يؤدي أي فراغ سياسي إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها .. العرب يخشون أن تتفشى الصراعات العرقية والطائفية إذا ما اندلعت في سوريا إلى خارج حدودها وتصل إلى لبنان والعراق وربما حتى تركيا، ولهذا السبب يتعاملون بحذر مع ما يحدث في سوريا”.
ووصف لانديس سوريا بأنها دولة كبيرة للغاية ولا يمكن تحمل أن تفشل، وقال “إذا نجحت الثورة فإن مؤسسات الدولة السورية قد تنهار مثلما حدث في كل من لبنان والعراق مما قد يؤجج تدفقاً للاجئين يتوجه الكثير منهم إلى أوروبا عبر تركيا التي تمتد حدودها مع سوريا لنحو 800 كيلومتر، خاصة في ظل عدم الحاجة لتأشيرات دخول”، وأضاف “لا يريد أحد هذا الأمر .. أوروبا تضيق بالفعل بالنازحين، ويخشى جيران سوريا أيضاً من الفوضى وتدفق اللاجئين”.
عدد اليوم
