القاهرة (الاتحاد)
«يا بلدنا لا تنامي، دوّري وسط الأسامي، واجمعي الصف الأمامي، واتصفي وراه يا بلدنا، دوّري على مخلصينك، اللي من زمان شاريينك، وباعوا الراحة، لبسوا هدمة شغالينك، قعدوا ويا فلاحينك، في الغيط والساحة».. من الأغنيات الوطنية المهمة التي شدا بها عبد الحليم حافظ، وكان لها تأثير قوي ضمن العديد من الأغنيات التي تغنى بها عشرات المطربين والمطربات خلال الفترة من 1967 وحتى نصر أكتوبر المجيد عام 1973.
كتب كلماتها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي صاحب الباع الطويل في الأغنيات الوطنية، ومنها «عدى النهار» و«احلف بسماها وبترابها» و«ابنك يقولك يا بطل»، ولحنها الموسيقار إبراهيم رجب الذي توفي في 30 أبريل 2017، وكان أحد أبناء جيل عمالقة التلحين الذي لحن للعديد من نجوم الزمن الجميل، ومنهم حليم ومحمد قنديل ومحرم فؤاد ومحمد رشدي وماهر العطار ومحمد حمام وشريفة فاضل، وتعاون مع شعراء الكلمة الحقيقية من أمثال الأبنودي وحسين السيد وصلاح جاهين وفؤاد حداد وسيد حجاب وآخرين.
وكان الموسيقار إبراهيم رجب قد تحدث قبل رحيله في عدد من الحوارات التلفزيونية والصحافية، وقال: «إن أغنية «يا بلدنا لا تنامي» كان لها مناسبة، ومناسبتها هي الأوضاع في مصر بعد نكسة يونيو 1967، حيث كانت هذه الأوضاع في حاجة لما يشبه المراجعة وإعادة ترتيب البيت من الداخل، وتحديداً على الجانب التنظيمي والتشريعي والإداري، وكانت هناك وثيقة مهمة في هذا السياق تضمنت الرؤية العامة لهذه الأفكار التصحيحية، ولم تكن هذه الوثيقة سوى بيان 30 مارس الذي صدر عام 1968».
وأشار البيان إلى أن مصر استطاعت بعد كبوتها في 67 أن تعيد بناء القوات المسلحة، وفي هذه الفترة كتب الأبنودي الأغنية رداً على بيان 30 مارس، وحرص على زرع روح الأمل والعزيمة في نفوس الناس، وهو ما اتضح في الأبيات التالية، وهي: أولادك أولاد كفاحك، أولاد ضحكتك وجراحك، أصوات الثورة، هما القلع وهما الصاري، بصي حواليكي واختاري، سكتنا لبُكرة يا بلدنا، هما شايفين القضية، في ضمير الأيام الجاية، شايفين المحطة محطة الوصول، عارفين إيه معنى الحرية، وازاي الكلمة الثورية، تيجي شايلة وحطة الحق بالأصول، كوني سد وكوني رد، ومدي اليد لفوق يا بلدنا، قولي أيوة وقولي لا، النصر قريب مهما بعد، وعنينا شايفاه يا بلدنا.
عدد اليوم
