الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الرعاية المنزلية».. مهمة إنسانية على مدار الساعة

«الرعاية المنزلية».. مهمة إنسانية على مدار الساعة
31 يوليو 2017 11:05
هناء الحمادي (أبوظبي) اليوم ونحن في بيئة عالية التقنية، ساهمت في خروج المريض بأسرع وقت ممكن من المستشفى، متفادياً الإقامة الطويلة، ما أدى إلى إمكانية تقديم «خدمة الرعاية الصحية المنزلية» بكل تفاصيلها الدقيقة للمريض وهو في بيته، وبكل ثقة وأمان، وبين أهله. هذه الخدمة تتنافس عليها الكثير من المراكز الصحية لتقديم المتميز من الخدمات التي توفر الراحة للمرضى، سواء كانوا من كبار السن أو الأطفال أو أصحاب الهمم، بحيث تكون الرعاية الصحية مريحة وتعين المرضى على الحياة بشكل أفضل وهم في منازلهم.. وتوافر هذه الخدمة ساهم في تقليل التكلفة التي تتطلبها الرعاية في المستشفى أو في أي مؤسسة صحية.. كما أن بقاء المريض بالبيت يعطيه الكثير من الطمأنينة والشعور بالراحة والأمان، كذلك فإن تقديم الرعاية بالبيت يخفف المتاعب والإجهاد على الأهل والأصدقاء، كما أن بقاء المريض في البيت يجعله ينعم بقرب أهله وأصدقائه، الذين يقدمون له الدعم والمحبة اللازمة. العناية الدقيقة بعد تجربة مريرة عقب وفاة والدها وعدم إلمامها بكيفية الرعاية الصحية المنزلية، فكرت في إنشاء شركة للرعاية الطبية المنزلية تخدم المرضى من كبار السن والأطفال وأصحاب الهمم.. وتقول ليلى الشاعر «مدير عام شركة هانوفر للرعاية الطبية المنزلية في أبوظبي» إن خدمات التمريض المنزلي المرخصة من الجهات المسؤولة، أصبحت ضرورية للمرضى، لأنها من الخدمات التي تسهم في تحسين الحالة الصحية للمرضى وكبار السن، كما تساعد خدمة الرعاية الطبية المنزلية على تجنب المريض الإقامة في المستشفى لفترات طويلة، ما يؤثر على حالته النفسية سلباً، الأمر ولا يساعد على تقدمه في مراحل الشفاء. وتضيف «مع التطور في الأجهزة الطبية، يمكن تقديم خدمات الرعاية الطبية المنزلية بكل تفاصيلها للمريض في بيته، وبكل ثقة وأمان»، مشيرة إلى تقديم العديد من الخدمات التي تساهم في علاج المريض بالمنزل، حيث يتم تقديم خدمات تخصصية في مجال العناية بالمواليد الجدد عبر مؤهلات في هذا المجال، إضافة للعناية بالمرضى من الأطفال، وهذا يتطلب وجود ممرضات متمكنات من التفاهم مع الأطفال، والتعرف إلى رغباتهم واحتياجاتهم، حيث يتم العمل باستمرار على تأهيل الممرضات على كيفية التعامل مع المرضى من الأطفال، إضافة للعناية بكبار السن، ومصابي الحوادث الذين يعانون البقاء في المستشفيات لفترات طويلة، ومرضى السكري وضغط الدم، والذين يعانون أمراضاً مزمنة، ويخضعون لعناية طبية مستمرة، والذين يعتمدون على القسطرة والتغذية بالأنبوب، إضافة إلى المصابين بالجروح، الذين تتطلب حالتهم عناية بالجرح بصفة مستمرة في المنزل. زيارة المريض وأوضحت أن العناية بالمرضى في المنزل مهمة إنسانية في المقام الأول، لذلك تحرص بوصفها مديرة للشركة على الاهتمام ومتابعة التفاصيل كافة، حيث تقوم بزيارة المريض في المنزل بصحبة الطبيب المختص لتقييم الحالة والتعرف إلى الاحتياجات الطبية للمريض، وتشرح ذلك لأسرة المريض لمواصلة الرعاية الطبية المنزلية، وكيفية التعامل مع المريض، وتحسين البيئة المحيطة به لتحقق الفائدة المرجوة. وأشارت إلى أن التدقيق في تقديم الخدمة المميزة، عبر اختيار الممرضة المختصة بالحالة، حيث يتم تأهيل كادر التمريض باستمرار، وتعليم الممرضات اللغة العربية للتواصل مع المريض مما يسهم في تحسن حالته النفسية، مؤكدة أهمية الرعاية الطبية المنزلية، حيث إن أول ما يسأل عنه المريض أثناء وجوده في المستشفى هو متى سيعود إلى البيت وإلى أهله، لذلك تعزز الرعاية الطبية المنزلية قدرة المرضى على الشفاء في المنزل بين أهلهم وأصدقائهم. حالات مرضية عن تجربتها للاستعانة بخدمة الرعاية الصحية المنزلية للاهتمام برعاية ابنتها التي ولدت بعد 4 شهور من حلمها وبوزن 600 جرام، تقول سعادة إن الأطباء توقعوا أن تفارق الحياة، لكن معجزة رب العالمين كانت  خير استجابة لدعواتها، خلال وجدها في إحدى المستشفيات، حيث احتاجت للكثير من العلاج الدقيق والمستمر من إجراء عمليات لنزيف في الدماغ، وتشوهات وعملية فتح بطن، ليستمر علاجها 7 شهور، وبعد أن ساءت حالتها الصحية، وأدى ذلك إلى كبر حجم الرأس، تطلب الأمر إجراء عملية لتصغير الرأس ولتظل في المستشفى لمدة عام كامل، ما تطلب مواصلة الاهتمام بها بشكل دقيق. وقالت: «خلال بقائي تعلمت كيفية العناية الدقيقة بها رغم أني حامل في الطفلة الثالثة، إلا أن ذلك لم يمنعني من الاهتمام بها ليلاً ونهاراً». وتضيف «بعد أن تعافت ابنتي عائشة وخرجت من المستشفى، تطلب منى الأمر أن أضاعف الرعاية الصحية المنزلية لها، ما دفع بي إلى التواصل مع شركة للرعاية الصحية المنزلية، ووجدت منهم الاهتمام المطلوب، حيث معظم الممرضات اللاتي يتناوبن على الرعاية بابنتي يجدن اللغة العربية، ويقدمن لي تقريراً مفصلاً وكاملاً عما قمن به خلال فترة غيابي لساعات عدة. وتضيف «الرعاية المنزلية تقدم خدماتها للمرضى طوال 24 ساعة، كما أن إدارة الشركات المرخصة تقوم بزيارة المرضى للاطمئنان على صحتهم دائماً، مشيرة إلى أنها تمتلك فريق تمريض ذا كفاءة ومهارة عالية المستوى، ومدرباً تدريباً تقنياً على أحدث الطرق والوسائل وذلك لضمان أداء عالي الجودة والتميز. كفاءة عالية وتؤكد فاطمة  «موظفة» أن التمريض المنزلي من أفضل أنواع الرعاية الصحية للمريض داخل منزله، عوضاً عن المستشفى، ويشمل الرعاية اليومية من المحافظة على الصحة العامة، وإعطاء الطعام والشراب للمريض، والاهتمام بنظافته وحركته، أما الرعاية الطبية، فهي تقوم على تقديم الدواء والمراقبة الدقيقة للوضع الصحي، وإعطاء القرار في حاجته للنقل إلى المستشفى، إذا ما استدعت الحالة، كما تكون مراقبة الأجهزة الطبية من واجبات الممرضة أو الممرض مثل جهاز الغذاء الدائم وجهاز التنفس. وتضيف: «مرض والدي تطلب منا توفير رعاية صحية منزلية، ورغم أن أحد المستشفيات وفر ممرضات لخدمة والدي، فإنهن لم يكن ذوات كفاءة عالية في الرعاية وغير ملتزمات بالمواعيد، وفي حالة غياب إحداهن لا يكون هناك بديل لها، فطلبت خدمة الرعاية المنزلية لتقوم بمتابعة المريض». وقالت: «استمرت خدمة الرعاية الصحية المنزلية لوالدي مدة 6 شهور ويزيد، ووجدت فرقاً في استقرار صحة الوالد وتجاوبه مع الممرضات اللاتي لم يتوانين عن العمل طوال 24 ساعة في اليوم، يتناوبن على تقديم الرعاية وكتابة تقارير مفصلة». ولفتت إلى أن من أهم إيجابيات التمريض المنزلي أن المريض يكون في بيته وبين أهله فلا يشعر بالغربة، وتكون حالته النفسية أفضل، ما يساعد على الشفاء، ولكن عند عدم اختيار الممرض المناسب وعدم وجود الطبيب المراقب، فقد يتسبب ذلك في تأخير العلاج اللازم. وأكدت أن خدمات التمريض بشكل عام جزء أساسي من نظام المعالجة الصحية، حيث تشمل الإشراف الطبي، وتنظيم الدواء والطعام، وإجراء الفحوص المختلفة التي تلزم لحالة المريض، ومتابعة الخدمات الطبية للمرضى بعد خروجه من المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات، حيث يحتاج إلى الكثير من هذه الخدمات بعد المغادرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©