محمد الجابري: سكون الصحراء يغويني

هناء الحمادي (أبوظبي) يترقب اللحظة النادرة والموقع الفريد ليفوز بلقطاته، ويحب زيارة الأماكن المميزة بجمالها وغرابتها وخطورتها أحياناً.. حيث يؤمن به المصور الإماراتي محمد الجابري بأهمية هذا المجال الفسيح والمبدع، فقد عشق التصوير منذ عام 2009 وركز على صقل هوايته، ليستطيع التمييز بإحساسه الفني، كيفية التصوير لتتحدث لقطاته الفوتوغرافية بدلاً من كلامه. الجابري يرى فن التصوير الفوتوغرافي سلاحاً يُعبر به صاحب الصورة، عن المشاعر التي يريد أن يراها من خلال اللقطات التي يلتقطها بضغطة «زر» على كاميرته.. فهو يقف متأملاً كثيراً للطبيعة التي تجذبه بألوانها، خاصة «الصحراء». ويقول «عشقت الصحراء، حيث أرى كل ما فيها جميلاً، بما في ذلك قسوتها، وما يغريني أيضاً هو السكون في الصحراء، حيث لا ضوضاء تلوّث السمع، ولا غابات تحاصر النظر، والبيئة الصحراوية ليست غنية بالمناظر، بل تعج أيضاً بمخلوقات تجبرك على التفكّر والتأمل في بديع خلق الله». ويسعى الجابري من خلال التصوير إلى إيصال ما تراه عينه من جمال للمشاهد من خلال لقطاته التي توقف جمال المكان في لحظة، كما يسعى إلى تحدي نفسه في كل رحلة تصوير، ليعدّها مغامرة ممتعة بكل تحدياتها، ويضيف «إن المصور لا بد أن يقّدم بيئته وتراثه وثقافته، لينقلها بأمانة موثقاً ومعرفاً بتاريخ وثقافة وطنه، ومنطلقاً بها خارج الحدود، عبر الأداة أو الوسيلة الفنية التي يبدع فيها». ورش تدريب حب التصوير لم يتوقف عند تصوير الطبيعة والصحراء، بل يرى محمد أن المصور لا بد أن يطور من قدراته الفنية في التقاط الصور ليصل إلى درجة النجاح في كل الزوايا، ويقول «بالفعل استطعت الالتحاق بورشة خارجية في نيوزيلندا، وكانت المشاركة كبيرة من مصورين من دول الخليج ومن عرب وأجانب»، موضحاً أنه تعلم خلال الورشة الكثير من الأسس الصحيحة لالتقاط الزوايا والمناظر الطبيعية، خاصة الجبال التي يجد فيها المصور لوحة فنية تجبر محبي التصوير على التقاط الصور مهما كانت الصعوبات التي تواجههم، خاصة أن جمال الجبال في فصل الشتاء والبساط الأبيض الذي يغطيها من الثلج، يعطي جمالاً مختلفاً في الكاميرا. ويضيف «استطعت تصوير جبل حفيت بمدينة العين وقت الغروب، حيث كان المنظر أشبه بصورة رسمت أشعة الشمس على الجبل، لتعطي صورة خيالية في عدسة الكاميرا». حبه للتميز في عالم التصوير الفوتوغرافي ساهم في القيام برحلة إلى آيسلندا، استطاع خلالها تصوير ظاهرة ضوء الشفق القطبي التي كان يحلم بتصويرها، وبالفعل تحققت أمنيته بالحصول على لقطة جميلة عبر عدسة الكاميرا. ويقول: «لا بد للمصور أن يطور نفسه، ولا يتم ذلك إلا من خلال الالتحاق بورش تصوير أخرى، لذلك حبي لتطوير نفسي في عالم التصوير دفعني للالتحاق أيضاً بورشة أخرى مثل طريقة المعالجة للمناظر الطبيعية، حيث تعلمت منها كيفية اختيار الوقت المناسب مثل تغير غروب الشمس عن الأفق، حيث تتغير ملامح الصورة من ناحية الإضاءة والألوان».  نجاح اللقطة ويرى أنه لنجاح أي صورة فوتوغرافية، لا بد للمصور هنا أن يتخيل الصورة في شكلها النهائي، وقبل أن يضغط زناد الكاميـرا، لا بد أن يكون متيقناً من أنه سيطر وجهّز وأعد كل هذه الاختيارات بنجاح، لأن السيطرة على جميع مراحل التصوير هي السبيل لتحقيق الهدف ونجاح الصورة التي يود التقاطها بوضوح، وبأبعاد معينة وصفاء ونقاء.  ويقول «في ظروف أخرى، أعتمد على تلك النظرة التي يجب أن أكون دائماً مستعـداً لها، وجاهزاً لالتقاط الصورة تلقائياً، وهذا الشيء ينبع من الشخص عندما يفكر ويعشق ويستنشق التصويـر الفوتوغرافي لتسجيل صنائع الله بألوانها الطبيعية الخلابة مثل ألوان الشروق والغروب وزرقة السماء، وسواد الليل».  مسابقات التصوير المساهمة بالمشاركة في مسابقات التصوير الفوتوغرافي تساعد كثيرا في اكتساب المهارات والخبرات لدى المصور، وهذا بحد ذاته يطور من قدرات المصور.. حيث يقول الجابري «شاركت بعدة مسابقة داخلية من أهمها معرض «مشاهد مغايرة»، الذي نظم في أبوظبي، بالإضافة إلى معرض آرت غاليري، وكان بعنوان «طوق من الحياة» إضافة إلى جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي شاركت فيها بصورة، وحصلت في المسابقة على المركز الثالث، وهذا الفوز يعد بداية المشوار لتقديم وتصوير اللقطات الطبيعية الجميلة. فضاء إنستغرام المساهمة بالمشاركة في مسابقات التصوير الفوتوغرافي تساعد كثيرا في اكتساب المهارات والخبرات لدى المصور، وهذا بحد ذاته يطور من قدرات المصور.. حيث يقول الجابري «شاركت بعدة مسابقة داخلية من أهمها معرض «مشاهد مغايرة»، الذي نظم في أبوظبي، بالإضافة إلى معرض آرت غاليري، وكان بعنوان «طوق من الحياة» إضافة إلى جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي شاركت فيها بصورة، وحصلت في المسابقة على المركز الثالث، وهذا الفوز يعد بداية المشوار لتقديم وتصوير اللقطات الطبيعية الجميلة.