الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سكان الموصل يخوضون معاناة البحث عن المفقودين

سكان الموصل يخوضون معاناة البحث عن المفقودين
27 يوليو 2017 17:01
في الموصل، التي تحاول استعادة حياتها الطبيعية بعد انسحاب تنظيم داعش الإرهابي، يسعى عراقيون إلى العثور على أثر لقريب مفقود قد يكون دفن بين أنقاض الأبنية المدمرة، أو نقل إلى مشرحة ما. يقف خالد فزعلي على حافة حفرة تحت شمس حارقة ويراقب جرافة الدفاع المدني وهي تزيل أسلاكا حديدية متشابكة وكتلا اسمنتية وقطعا من الخشب والفرش تحته بثلاثة أمتار. قادت رائحة التحلل أجهزة البحث وتبين وجود بقايا بشرية لكن خالد ينزل بسرعة من على تلة الركام على مشارف حيي "الزنجيلي" و"الشفاء" في غرب الموصل. البقايا ليست لزوجته سارة (31 عاما) ولا لابنته تُقى (7 سنوات) اللتين يبحث عنهما منذ أكثر من شهرين. ويقول خالد (30 عاما) متنهدا "إنها جارة لنا. عرفتها من ثيابها". ويقول "أعرف أنهما تحت. لقد كان شقيقي معهما عند وقوع القصف". وقتل 19 شخصا من عائلة خالد من بينهم ابنه البالغ العاشرة في غارة جوية في 19 مايو على المبنى الذي لجأ إلى سطحه إرهابيون، ولم ينج غير شقيقه. تم العثور على 17 جثة في أول عملية بحث قبل شهر. وليس لدى خالد أوهام، فزوجته وابنته توفيتا ويقول دامعا "لكن من المهم أن أعثر على جثتيهما لأشعر بسلام داخلي. عندها، سيكون بوسعي زيارتهما متى أشاء. عندما أزور قبر ابني، أشعر بالارتياح". أوقعت ثمانية أشهر من المعارك ضد تنظيم داعش المتشدد والغارات الجوية وقذائف الهاون والسيارات المفخخة دمارا شاملا في المدينة ولا يزال أمام الدفاع المدني أشهر من البحث للعثور على المفقودين بين أنقاض الموصل. عند سؤال الرائد ربيع ابراهيم حسن من الدفاع المدني إن كان عدد الجثث المتبقية تحت الأنقاض بالمئات أم بالآلاف، يرد بالقول "لا يمكننا التكهن بذلك"، مضيفا "لا يمكننا معرفة ذلك لان تنظيم داعش نقل الناس من منزل إلى آخر لاستخدامهم دروعا بشرية". بعدها بدقائق، ينبش رجاله جمجمة على أن تنقل مثل سائر البقايا البشرية إلى جناح الطب العدلي في مستشفى السلام في حي "وادي حجر". يقول مساعد الجناح ضياء الدين شمس الدين إن "ما لا يقل عن 30 إلى 40 جثة تصل كل يوم". في يونيو، نقلت رفات 850 شخصا إلى الجناح لم يتم التعرف سوى على 150 منها. وأضاف المساعد "يأتي كل يوم بين 40 و50 شخصا يطلبون معلومات عن ذويهم". أتت زهراء وهاجر نشوان للاستعلام عن شقيقهما الأكبر أحمد الذي انقطعت أخباره منذ قصف منزلهم قبل نحو شهرين. تقول زهراء الأكبر سنا "لقد نجونا لكننا نشعر وكأننا أموات. كنا نقول عند ضياع الأموال أو الأملاك إن المهم أن يظل من نحبهم. لكننا خسرنا الاثنين الآن". وتتنهد هاجر (18 عاما) قائلة "لقد بحثنا في الأنقاض وذهبنا إلى الحواجز ومخيم (النازحين) في حمام العليل ... لست أعلم إذا كنا سنعرف يوما". يقول الرائد حسن إن بعض المفقودين يظهرون أحيانا "لقد عثرنا على ثمانية أشخاص نجوا بعد أن بقوا متجزين داخل فراغ بين الأنقاض لمدة 25 يوما". كما أن قسما منهم يتم توقيفه للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم داعش. وتقول بلقيس والي الباحثة المتخصصة في شؤون العراق إنه "ومع أن القانون العراقي يسمح للموقوفين بالتواصل مع أسرهم يبدو أنه لا يتم تطبيق القانون ويحرمون من ذلك طيلة فترة التحقيق التي يمكن أن تستمر أشهرا فتظل أسرهم دون أخبار لفترات طويلة".  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©