الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العيد في موريتانيا.. طقوس وعادات متوارثة

العيد في موريتانيا.. طقوس وعادات متوارثة
14 سبتمبر 2016 21:01
سكينة أصنيب (نواكشوط) يجمع عيد الأضحى في موريتانيا الأهل والأقارب الذين طال فراقهم بسبب مشاغل الحياة والغربة و يجعلهم يجدون فيه فرصة لتجديد أواصر المحبة والتواصل، والتجمع في منزل العائلة أو التزاور بعد انتهاء مراسيم الصلاة ونحر الأضحية. ويقضي الموريتانيون «يوم العيد الكبير» كما يسمونه في صلة الرحم وطلب السماح وتقديم العيدية إلى الكبار والصغار. وتبدأ مراسم العيد مبكرًا بارتداء الملابس التقليدية التي تميز الشعب الموريتاني ثم التوجه للمصلى من أجل أداء صلاة العيد، وبعد العودة إلى المنزل يبدأ الموريتانيون في نحر الأضاحي وتقديم العيديات وتبادل التهاني والتصدق بجزء من الأضحية على الفقراء. زينة تقليدية وتحرص ربات البيوت على إعداد وليمة كبيرة تكفي للعائلة والزوار المهنئين بالعيد، وتحفل موائد الغذاء بأكلات متوارثة منذ القدم مثل «أطاجين» و«وأطباق الشواء. ويخصص الموريتانيون فترة ما بعد الظهر والمساء لتبادل الزيارات العائلية وطلب السماح والرضا وتقترن عبارة«امبارك العيد»بـ«السماح». وتقول مريم بنت احمدو (ربة بيت) إن عيد الأضحى يتميز بمجموعة من العادات والتقاليد العريقة التي تعزز التواصل العائلي والتكافل الاجتماعي، حيث تجتمع العوائل وتتبادل التهنئة ويساعد المقتدر منهم الضعيف على شراء الأضحية وملابس العيد لأطفاله. وتوضح أن مهام ربة البيت في العيد تمنعها من تخصيص وقت للزينة، خاصة إن الزينة الموريتانية تحتاج إلى وقت طويل .وتضيفأن «غالبية الموريتانيات تؤجلن زينة العيد إلى ما بعد الانتهاء من مهام البيت والمطبخ ، إذ إنهن يفضلن القيام بنقش الحناء وتصفيف الشعر وتزيينه بالضفائر الأفريقية في اليوم الثاني من أيام العيد حيث تكون مسؤولياتهن أقل ويقمن خاصة باستقبال المهنئين وصلة الرحم والاستمتاع بالخرجات العائلية مما يفرض عليهم الظهور في أبهى حلة. وتعيش محلات الزينة في موريتانيا ذروة موسمها في فترة عيد الأضحى حيث تعمل طيلة أيام العيد نهارًا وليلاً، وتقدم خدمات عديدة للنساء والفتيات من زينة عصرية وتقليدية، مثل الفنون النسائية لنقوش الحناء وعمل جدائل الشعر المحلية والأفريقية، إضافة إلى الزينة العصرية. بيع الأضاحي ومن المهن التي تلقى رواجًا كبيرًا في العيد وخياطة الملابس التقليدية والجزارة. وتعرف أسواق المواشي إقبالاً كبيراً كعادتها كل سنة خاصة قبل ثلاثة أيام من حلول عيد الأضحى، ويبدأ الكثير من الموريتانيين بشراء الأضاحي مبكرا لإهدائها للأصهار والأقارب والمحتاجين في تقليد أصيل يحرصون عليه. واستفادت الأسر الموريتانية هذا العام من انخفاض أسعار الأضاحي مما سمح لها باقتناء أجود النوعيات وإهداء أضاحي للأصهار وهو تقليد يحرص عليه الرجال إكرامًا لعوائل زوجاتهم، بينما فضّل بعض المضحين التريث وشراء الأضحية في آخر لحظة على أمل انخفاض سعرها إلى أدنى مستوياته. وينصح ولد سيدي محمد الذي يقود حملة توعية المواطنين حول كيفية اختيار الأضحية، بعدم شراء الأضاحي التي تحمل دهوناً كثيرة أو التي تظهر عليها علامات التسمين الضار كانتفاخ بطن الماشية وعدم قدرتها على المشي والانطلاق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©