الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء اللوفر أبوظبي.. حارسات كنوز الفن

نساء اللوفر أبوظبي.. حارسات كنوز الفن
14 سبتمبر 2016 19:35
إيمان محمد كان الهدف من هذا التحقيق استكشاف الطاقات الإماراتية التي تعمل خلف كواليس متحف اللوفر أبوظبي، الذي اقترب موعد افتتاحه في المنطقة الثقافية من جزيرة السعديات، فتكشّف لنا أن الفريق معظمه من النساء الشابات الطموحات في عالم يقل اهتمام الإماراتيين فيه، فالعمليات الداعمة للعمل المتحفي لا تقتصر على خبرات في تاريخ الفن والنقد الفني فقط، بل تتعداها إلى عوالم مفتوحة على تفاصيل دقيقة مثل دراسة حالة العمل الفني وحاجته للترميم، وتصنيف القطعة الفنية وتحديد تاريخها وقيمتها، ودراسة طبيعة الجمهور الذي يهتم بالمتاحف وتصنيفه وتحديد احتياجاته، وغيرها من عمليات مساندة. ينضوي فريق العمل المشترك لمتحف اللوفر أبوظبي تحت القطاع الثقافي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويتنقل العديد منهم بين أبوظبي وفرنسا لتطوير الخبرات وتبادل المعرفة والمشاركة في الدورات التدريبية والتأهيلية، وفي لقائنا مع كل من آمنة عبد الرحمن غانم، منسق برامج في المتحف، وفاطمة الضيف، فني ترميم في إدارة المقتنيات، ونجلاء عبيد بوست، ضابط برامج في المتحف، ناقشنا اهتمامهن في العمل في مجال المتاحف وتطلعاتهن الشخصية في مجال دقيق التخصص، والفرص الواعدة في هذا القطاع الذي يفتح نافذة واسعة للإمارات على العالم. مشهد يتشكل في البداية قالت آمنة غانم إنها دخلت مجال المتاحف عندما علمت عن مشروع المنطقة الثقافية في السعديات، وأرادت أن تكون جزءاً من مشروع مذهل لن يتحقق في مكان آخر، وقالت: «جذبني الفضول للتعرف على المشهد الثقافي الذي ستخلقه هذه المشاريع، ولم يكن لدي اهتمام محدد أتطلع إليه، فاكتشفت طيفاً واسعاً من الأعمال التي يمكن القيام بها تحت مظلة المتحف، ولا يقتصر العمل على الدراسات الفنية فقط». درست آمنة الاقتصاد وعملت سابقاً في مجال الخدمات اللوجستية لفترة قصيرة، لكن منذ انضمامها إلى متحف اللوفر أبوظبي قبل عامين ونصف العام، وهي تختبر أجواء مختلفة، وتقول: «تبين لي أن مجال الاقتصاد فيه الكثير من التشابهات مع تنسيق البرامج في المتحف، إذ يلتفت كل منهما إلى الانثروبولوجيا وطريقة تفكير الإنسان، فمن خلال المسرح في المتحف والذي يتسع لـ 300 شخص سنطرح للنقاش مواضيع تتعلق بالإنسان بشكل عام وطريقة تفكيره، ولن يقتصر الطرح على المواضيع الفنية والبيئة الإماراتية فقط». وتضيف: «هذا المجال فيه الكثير من التعاون ويتطلب معرفة العديد عن التخصصات، بما في ذلك الأعمال والتجارة وليس التخصصات الفنية فقط، والجميل في الأمر أننا نتعلم كل يوم من الناس الذين نعمل معهم، ومن المفكرين الذين نستضيفهم، فقد أتيحت لي الفرصة للتعرف عن قرب على الكثير من الكتاب والمفكرين العرب والأجانب مثل واسيني الأعرج ومخرج الأفلام جيمس ايفري وغيرهما، وشكل ذلك دافعاً لي لأستمر في عمل ممتع يجمعني بأناس مثيرين للاهتمام، وما كان لي أن أقابلهم لولا عملي هنا، وسيكون أمام الجمهور العام الفرصة أيضاً للاجتماع بهم والتعلم منهم من خلال البرامج الثقافية المصاحبة لمتحف اللوفر أبوظبي». طوال فترة عملها في المتحف عملت آمنة في تنسيق برنامج سلسلة حوارات الفن، وهو البرنامج التثقيفي الاستباقي لافتتاح المتحف، وهي جلسات نقاشية تستضيف فيها العديد من الضيوف الخبراء والفنانين والكتاب للحديث عن مواضيع منوعة تتعلق بمقتنيات المتحف والمعارض المصاحبة، وغيرها من العناوين الفنية والأنثروبولوجية المستخلصة من طبيعة المتحف. وتقول آمنة: «سيكون مسرح متحف اللوفر أبوظبي انعكاساً للمتحف نفسه، أي بمثابة ألبوم لثقافات العالم مطروح للنقاش والتحاور، إلى جانب تجارب أداء فنية وحفلات موسيقية، وسيكون البرنامج الذي بدأنا نعمل عليه فرصة للناس للتعرف على ثقافات العالم، ليس من خلال الأعمال الفنية فقط، بل من خلال التراث غير المادي للشعوب، تُطرح في جلسات نقاش دورية غالباً مرة في الأسبوع». وتعتقد آمنة أن ما يقال عن كون الجيل الشاب غير مهتم بالمواضيع المتحفية غير صحيح، وتوضح: «ربما لم تتوافر سابقاً برامج يسلط عليها الضوء لقياس اهتمامهم، وعن تجربتي الشخصية فقد أضاف العمل هنا المزيد إلى ثقافتي العامة، وأصبحت أجالس كبار مثقفي العالم ومناقشتهم في أي موضوع، وهذا أمر غير ممل بل مثير للاهتمام فعلاً، وأعتقد أن العمل في مجال لا يضيف لك جديداً يجعل الإنسان يشعر بالنقص وعدم الاكتمال، كما أن المتاحف ستكون نقطة جذب للناس في المنطقة، فهي في صلب اهتماماتهم وليست بعيدة عنها كما يُعتقد، إذ تطور العمل فيها لتتضمن برامج موسيقية وورش عمل للأطفال وغيرها». كواليس مفتوحة ترى فاطمة الضيف أن طريقة عرض مقتنيات متحف اللوفر أبوظبي وحدها ستكون جاذبة للزوار لأنها لن تكون بالأسلوب التقليدي والمألوف للمتاحف، وتقول: «ستكون كواليس المتحف مفتوحة للجمهور، حيث سيراقبون عدة عمليات تجرى عادة في الغرف المغلقة في المتاحف مثل عمليات الترميم والتسجيل وتصنيف الأعمال الفنية، وأعتقد أن هذا أمر سيثير فضول الجمهور ويجذبه إلى المتحف بما فيهم الإماراتيون الذين يُعتقد أنهم لا يهتمون بالمتاحف، خاصة أن فريق عمل المتحف يضم العديد من الإماراتيين في تخصصات مختلفة، وهذا كفيل بتغيير نظرة الجمهور الإماراتي للمتاحف بشكل متدرج، وتوجيه اهتمامه إليها عبر البرامج الثقافية المصاحبة وورش العمل الدورية والموجهة لمختلف الفئات العمرية». وكانت فاطمة قد استفادت من البرنامج التدريبي في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لتنخرط في تخصص الترميم الفني، فقد درست العلاقات العامة والإعلام وكانت تخطط للعمل في هذا المجال، إلا أنها وجدت نفسها في الترميم عن طريق برنامج يتيح التعرف على طبيعة العمل في أقسام الهيئة، وتقول: «كنت من أوائل من دخل مجال الترميم الفني في الهيئة، وأعتقد لولا الدعم والتفهم من قبل الهيئة لما تعرفت على هذا المجال، ولما اكتشفت الطاقات الكامنة داخلي، فقد تبين لي أني أستمتع باستخدام يديّ طوال الوقت، وهذا أمر غير متحقق في مجال الإعلام، لذلك نظرتي المستقبلية لهذا العمل لا تقتصر على تلبية رغباتي فقط، بل كيف نوصل هذا الوعي إلى الأصغر سناً حتى يتعرفوا على الطاقات لديهم والتي قد لايعرفون عنها شيئاً». وترى فاطمة أن العمل في مجال ترميم القطع الفنية يتطلب زمناً طويلًا من التدريب والممارسة: «لا نريد أن نكون مجرد موظفين نملأ المكان، بل نريد أن نكون مؤهلين وقادرين على الاعتناء بالمقتنيات الثمينة، في بعض الدول لا يسمح لموظفي الترميم لمس قطع فنية أصلية إلا بعد خبرة 10 سنوات على الأقل، فمن الأفضل مراكمة الخبرة لاتقان العمل». شغف قديم أما بالنسبة لنجلاء بوست فقصة عملها ضمن فريق متحف اللوفر أبوظبي لها جذور قديمة ومختلفة، فقد درست الفن واللغة الفرنسية والتاريخ في المدرسة، وعندما أُعلن عن مشروع متحف اللوفر أبوظبي عام 2007 علمت أن تخصصها يناسب هذا المشروع وعليها أن تكون من فريق العمل، فالتحقت بجامعة السوربون وتخصصت في تاريخ الفن ثم حصلت على الماجستير في إدارة المقتنيات، إذ كان لديها حلم أن تعمل في المتحف من قبل أن يبدأ بناء المبنى. وترى نجلاء أن شغفها بالمتاحف جاء من اهتمام العائلة بذلك، فقد اعتادت زيارة المتاحف في الدول التي يزورونها، وكانت تتساءل لماذا ليس لدينا متاحف على هذا المستوى؟، ويبدو أن الفرصة أتيحت لها أخيراً لتكون واحدة من أوائل الناس الذين يعملون في متحف عالمي في الإمارات، ويتاح لها بذلك مستقبل واعد. وتقول نجلاء «قد يكون صحيحا أننا لا نعرف طبيعة الجمهور الذي سيرتاد المتحف، لكن باعتبار متحف اللوفر أبوظبي أول المتاحف العالمية التي ستنطلق في منطقة السعديات الثقافية، وهي على مستوى مرموق في المنطقة العربية، سيكون بمثابة تجربة لدراسة الجمهور المهتم، وكذلك هي فرصة للتخطيط لجذب شرائح لم تفكر في دخول متحف من قبل، غير الأطفال والمدارس الذين يزورون المتاحف لأن هذه الزيارات من ضمن المناهج. نريد أن نعرف توجهات الزوار الذين سيأتون إلى أبوظبي، هل يأتون لاهتمامهم بالتاريخ أم لاسم المتحف؟ أم تصميم المبنى الذي يعد قطعة فنية بحد ذاته أم بالمجموعات الفنية». مرافقة الكنوز تعمل كل من فاطمة ونجلاء في قسم إدارة المقتنيات، أما نجلاء فمتخصصة في تسجيل المقتنيات، وهو تخصص حديث في تاريخ المتاحف بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي فقط في أوروبا، وتقول نجلاء عن عملها «إنها مهمة مكملة لعمل الترميم التي تقوم بها فاطمة، فهي لا تستطيع أن تعمل بدون عملي وأنا كذلك لا أستطيع العمل بدونها في المتحف، تخصصي هو نقل القطع الفنية سواء للإعارة في أماكن أخرى في الإمارات أو الخارج، وعملنا يتطلب السفر مع كل قطعة في الطائرة أو السيارة نفسها حتى تسليمها إلى المكان المطلوب، وإلى الشخص المعني يداً بيد، إننا نراقب القطعة الفنية في المتحف وخارجه في أثناء النقل، وفي طريق العودة نسلك نفس الإجراءات، بمعنى أن عملي حول القطعة الفنية، بينما تعمل فاطمة داخل القطعة الفنية». في أثناء عملية النقل والاستلام والتسليم تفضل نجلاء أن لا تفكر بالقيمة المادية والتاريخية للقطعة الفنية، فذلك سيسبب الإرباك والخوف، وتقول: «هي مسؤولية كبيرة ووقوع الأخطاء وارد، لكن من الأنسب أن يبعد الموظف نفسه عن القطعة ومكانتها ولا يرتبط بها نفسياً حتى يتمكن من إنجاز مهمته، فأنا مثلاً أعرف ماذا يجب أن أفعل حتى أنقذ هذه القطعة مهما كان حجمها صغيراً أو كبيراً، وأعرف ما الذي أعمله وأنا واثقة في قدراتي، خاصة أن الهيئة منحتني الثقة وحملتني مسؤولية كبيرة، حيث سافرنا إلى العديد من الأماكن مع قطع فنية قيمة، وحصلنا على خبرات كثيرة وأصبحنا أكثر مرونة مع الخوف من ضياع أو تلف القطع». من القطع الفنية التي عملت نجلاء على تحضير إجراءات نقلها وتسليمها لوحة «لعبة البيزيك» للفنان جوستاف كاليبوت للمشاركة في معرض المتحف الوطني للفنون في واشنطن خلال الفترة من 27 يونيو إلى 4 اكتوبر 2015، وهي من القطع الأساسية في مجموعة المتحف، ولظروف خاصة لم تتمكن من مرافقة القطعة فنابت عنها زميلتها، وتصف الرحلة بأنها صعبة لأن القطع الفنية الأطول من 160 سم يتم نقلها في طائرة شحن وليس طائرة ركاب، وطائرات الشحن تنطلق من مطارات متخصصة مثل لوكسمبورغ أو امستردام حسب الرحلة المحجوزة، وتقول «كانت الرحلة طويلة جداً لأنها ذهبت إلى لوكسمبورغ ثم إلى نيويورك وبعدها إلى واشنطن، أي أنني سافرت تقريبا 36 ساعة متواصلة، في طائرة شحن بسيطة وبها مقاعد محدودة، فأنا ملزمة بأن أكون مع القطعة في كل مراحل نقلها». مبنى الترميم ستتم معظم العمليات اللوجستية التي تسبق نقل واستقبال القطع الفنية في مبنى الترميم في المتحف بطوابقه الثلاثة، والذي يوفر مساحة 6 آلاف متر مربع لاستقبال وتسجيل القطع الفنية وترميمها ونقلها، كما تتم في المكان نفسه عمليات تصنيع كل ما يتعلق بالقطع الفنية بما فيها الإطارات وطاولات العرض وغيرها من مستلزمات عرض الأعمال الفنية، كما هو متبع في متحف لوفر باريس، وتقول: «لدينا مجال ليكون هذا المبنى أحد أكبر وأفضل مباني الترميم في الشرق الأوسط إن لم يكن في العالم، فهناك أماكن للجمهور لاختبار بعض الأعمال التي تجري في المتحف، حتى إذا لم يكونوا متخصصين في المتاحف أو تاريخ الفن، وتوجد أماكن مفتوحة أمام الجمهور للمشاركة ومراقبة كيفية تنفيذ العمل الاحترافي». من جهتها تشرح فاطمة إحدى الخطوات المهمة للحفاظ على القطعة الفنية وليس لنقلها فقط، وذلك بأن يُسجل كل تغير يطال القطعة قبل تسليمها «مثلاً إذا تقرر مشاركة قطعة فنية ما من فرنسا في معرض بأبوظبي، فأول خطوة نقوم بها هي معاينة القطعة هناك وتصويرها وإعداد تقرير حالة عنها يتضمن إذا كانت تحتاج ترميماً أم لا، وهل هي سليمة؟ وهل تسمح حالتها بنقلها أم لا؟، وإن كان النقل سيعرضها للضرر نحاول أن نرممها قبل أن تعار، بعدها يقوم فريق التسجيل بترتيب نقلها إلى أبوظبي، وعندما تصل إلينا نعد عنها تقريراً آخر، ونرى هل وصلت بالحالة نفسها التي كانت عليها؟، وهل طرأ عليها أي تغيير؟ حتى نضمن سلامة القطعة من جهة، ومن ناحية أخرى نتأكد أن عملية النقل تمت بشكل صحيح». وتضيف: «هناك قطع فنية حافظت على بنيتها، ولكن قد يؤثر أي شيء عليها مثل الحرارة والرطوبة والبيئة المحيطة، ولا يمكن القول إن قطعة من 100 سنة بقيت على حالها من دون تغيير، ودورنا في الترميم ليس إرجاع القطعة كما كانت، بل مهمتنا الحفاظ عليها في مستوى يبقيها سليمة للأجيال القادمة بحيث لا يتغير شكلها، من خلال خلق بيئة مناسبة لعرضها وتخزينها، ولذلك لا تتوافر لدينا مختبرات للترميم فقط، بل لدينا أيضاً مخازن مؤهلة لاستقبال هذه القطع، وحالياً يتم حفظ القطع الفنية في مخازن خاصة بالهيئة وتجرى عمليات الترميم في مختبر الهيئة في مبنى الأرشيف الوطني سابقاً». التعلم والتدريب تلقى فريق العمل الإماراتي العديد من الدورات التدريبية في الدولة وفي الخارج، فقد انضمت فاطمة إلى دورة مع المؤسسة العربية للصور في لبنان، ثم تدربت في المعهد الوطني الفرنسي الثقافي ومتحف اللوفر في فرنسا، وتقول: «ساعدتني هذه البرامج كثيراً ليس لتأكيد رغبتي في العمل بهذا المجال فقط، بل كيفية تطبيق الجوانب النظرية، فشاهدت عن قرب كيف يتعامل الخبراء مع القطع الفنية في المختبرات المتخصصة بتنوعها، فالمخطوطات لها مختبر خاص واللوحات لها مختبر آخر وأعمال الخشب لها مختبر مختلف وهكذا، كما أني تدربت مع المتحف البريطاني بلندن، وطبعاً بدون هذه التدريبات لم يكن لي أن أتعامل مع القطع الفنية». أما بالنسبة لنجلاء فقد تدربت في متحف اللوفر في باريس قبل أن تبدأ عملها في الهيئة أثناء تحضيرها شهادة الماجستير في قسم الفن الإسلامي، وعندما انضمت إلى الهيئة عملت مع الفريق الفرنسي جنباً إلى جنب وفق نظام يتيح لكل إماراتي وجود مساعد أو مشرف متخصص من الفريق الفرنسي، كما شاركت في الاجتماع الأميركي للتسجيل، وألقت كلمة في الاجتماع المقام في متحف اللوفر بباريس، وتقول: «عملية التدريب مستمرة طوال العام وبشكل يومي وليست مقتصرة على رحلات وبرامج تدريب فقط». من جهتها عملت آمنة في متحف كيب أونلي وهو المتحف الأفريقي في فرنسا تحت إدارة آلان فوجونس المسؤولة عن التطوير الثقافي في المتحف، وتقول: «هذا القسم يعلم أهمية المسرح لزوار المتحف، إذ يعطيهم فرصة لفهم ما يرونه من معروضات، فالمتحف ليس فنوناً فقط بل معرفة متعددة التخصصات». وتضيف: «الفن ليس مجرد ذائقة وفيه مستويات مختلفة من التلقي، وهذا ما نحاول أن نكشف عنه من خلال المسرح الذي ستعرض عليه فنون مختلفة بما فيها الموسيقى، وأهم ما تعلمته من تدريبي في فرنسا هو التنظيم، إذ نتعامل مع أناس من أنحاء العالم، فمن الضروري التنسيق المنظم عند دعوتهم وجذب الزوار للمكان ليس كأرقام بل حملهم على حب المكان وتشجيعهم على التفاعل والإحساس بأهمية المشاركة التي تضيف لهم جديداً». قادرات على الإنجاز تذكر فاطمة أنها رممت قطعة فنية عتيقة، شاركت في معرض «قصص من اللوفر» تحمل اسم «سوترا الحكمة الكاملة» وهي من المخطوطات النادرة الموقعة والمؤرخة سنة 1191، وهي مكتوبة على سعف نخيل الكوريفا الطويلة والنحيلة، وتتكون من 218 صفحة مكتوبة باللغة السنسكريتية، وتضم أربعة ملفات بشخصيات مقدسة. وتقول :«شعرت بالرهبة والمسؤولية وفي نفس الوقت بالثقة التي أعطتني إياها الإدارة لأتعامل مع هذه القطعة النادرة، ومع الخوف والرهبة كنت فخورة بنفسي لوجودي في مكان أثبت نفسي فيه، فنحن قادرات على العمل والإنجاز، ولم نكتف بالتدرب فقط بل طبقنا ما تعلمناه على أرض الواقع، وأي إنسان عندما يعمل ما يحب يبدع فيه، ونحن ما كنا لنتواجد هنا لو كنا لا نحب ما نعمل». متحف الأطفال يضم متحف اللوفر أبوظبي مبنى متخصصاً للأطفال يعرف بـ«متحف أطفال اللوفر أبوظبي» يحتوي على العديد من المعارض المؤقتة وورش الأعمال الدورية الموجهة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عاماً، وتعرض فيه أعمال فنية أصلية لها أهميتها التاريخية وخصائص جمالية مميزة، وتعرض الأعمال بمقاييس تناسب أطوال الأطفال في هذا السن، وتناسب مستوى نظرهم. ويتكون المبنى من طابقين، ويقع تحت سقف قبة المتحف الضخمة، ويوفر بيئة مرحة للتعلم والاستكشاف، وتنمية المهارات بالبحث والتجريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©