السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صدى وجوهنا الثقافية

صدى وجوهنا الثقافية
6 مايو 2015 22:20
يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 25، بالثقافة العربية وتمظهراتها بين الماضي والحاضر، فيركز على انعكاساتها في الأدب والبحث العلمي، وعلى بعض أشكالها الأخرى داخل المجتمعات. يتضمّن البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام، عديداً من الجلسات النقاشية والحوارية، التي تدور حول انتشار الوجود العربي الثقافي، في موطنه الأم أولاً، وفي دول العالم الغربي ثانياً. نحن والآخر في محاضرة، تحت عنوان «ترجمة النفس: السيرة الذاتية في الأدب العربي» الصادر عن مشروع كلمة مترجماً إلى العربية، يتحدث دوايت رينولدز، رئيس هيئة تحرير هذا الكتاب وأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة كاليفورنيا، مع الدكتور هيثم سرحان، أستاذ مُشارك في الأدب العربي وتحليل الخطاب في جامعة قطر، والكاتب والمترجم العراقي سعيد الغانمي، في حوار يتطرق إلى أصول السيرة الذاتية في الثقافة العربية الكلاسيكية، مستحضراً بعض الأمثلة من أزمنة مختلفة، بما يشبه الغوص في مكامن الذات المؤلفة، وتقاطعاتها مع الأحداث الكثيرة حولها. كذلك سيتحدث رينولدز مع كل من أستاذي اللغة الإنكليزية بالجامعة الأميركية بالقاهرة منيرة سليمان ووليد الحمامصي، والباحث والمستشرق مارسيل كوبرشاك حول «تعزيز الأدب الشعبي في التراث العربي»، باعتبار أن هذا الأدب يترجم قسماً كبيراً وتاريخاً طويلاً من حضارة الإنسان العربي. دون إهمال الإشارة إلى كيفية المحافظة على الثقافات الشعبية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ويستعرض أبوظبي الدولي للكتاب، تجربة تناول أهل الغرب لأنماطنا الثقافية من خلال وجودهم في مواقع تسمح لهم بالاطلاع عليها. إذ تعنى جلسة بعنوان «الإرسال والاستقبال للثقافة العربية في الغرب» بالتجربة المباشرة لأساتذة جامعيين ذائعي الصيت في تدريس الدراسات العربية في الولايات المتحدة الأميركية. تخوض فيها أستاذة مؤسسة أفالون المتميِّزة للفكر الإسلامي في جامعة شيكاغو الدكتورة وداد القاضي، والدكتور دوايت رينولدز والباحثة أليسون بليكر، ويقدم لها الأستاذ خالد المصري. شعراء الفينيق في جلسة تجمع الشاعر والكاتب عبد العزيز جاسم، رئيس القسم الثقافي في جريدة الاتحاد، والكاتب والشاعر اللبناني أحمد فرحات، والكاتب الإماراتي عبد الله عبد الرحمن، سيبرز شعراء الفينيق بجذورهم الممزوجة بمنطقة أم النار بدولة الإمارات العربية المتحدة، كاكتشاف حضاري كان للاتحاد الثقافي فرصة الإضاءة عليه لأول مرة، وقد أخذ المعرض مهمة الإضاءة عليه، وكشف أبعاده التاريخية القائمة على حوار مباشر للحضارات القديمة والمعاصرة. وفي السياق نفسه، يضع الدكتور والكاتب الياباني ماكوتو ميزوتاني والدكتورة آكيكو سومي المتخصصة بالأدب العربي القديم، مع بسام طيارة الأستاذ المساعد في معهد اللغات والحضارات الشرقية قسم اللغة اليابانية، الثقافتين اليابانية والعربية على طاولة المقاربة الأدبية واللغوية، ليناقشوا جميعاً التحليلات والنتائج الأخيرة التي سيتوصلون إليها، وذلك تحت جلسة تحمل عنواناً عريضاً، هو «اليابان والعرب». ويأتي «كتابان من أدب الرحلات عند العرب» ضمن سلسلة «المكتبة العربية»، على طاولة النقاش، ليتناولهما المستعرب والرحالة تيم ماكنتوش – سميث والباحث والبروفيسور جيمس مونتغومري، اللذين يستعرضان رحلة أبي زيد الصيرفي إلى الصين والهند، ورحلة ابن فضلان إلى ضفاف نهر الفولغا، حيث ستتم المناقشة من ناحية أدبية وتاريخية، تضيء على وجود أدب الرحلات في التاريخ العربي، أهميته، ميزاته وخصوصيته. وفي إطار العلاقة مع الآخر، يبحث برنامج «آيسلندا» ضيف شرف المعرض في دورته الحالية، في العلاقة بين العرب والفايكنغ في العصور الوسطى، مستعرضاً لقاءات بين الرحالتين ابن فضلان وروس، دشّنت عهداً جديداً من الاكتشافات الثقافية. من خلال حوار يجريه كل من ثورير هروندال جونسون المتخصص بالتاريخ العربي، والبروفيسور جيمس مونتغومري، يقدمهما الأستاذ غوتي هيرمانسون. نافذة على الرواية ينفتح برنامج الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على الآفاق الأدبية في العالم العربي والغربي، وتحديداً الروائية منها، فيستضيف ضمن فعالياته عدداً من الأدباء والروائيين العرب والأجانب، ليلقي الضوء على إبداعاتهم من جهة، وعلى منطق ومصير السرد وسط الظروف المحيطة، من جهة أخرى. يحتفي المعرض هذه السنة، بالأديب الكبير صنع الله ابراهيم، الذي قدم في رواياته رؤية تحليلية متكاملة عن المجتمعات العربية وتعمّق فنياً وأدبياً بالأطر السياسية والثقافية والاقتصادية المؤطرة لتمظهراتها وتغيراتها، ما جعل أعماله تترجم إلى العديد من اللغات، حيث سيقدمه الروائي المصري يوسف رخا في جلسة ستكون فريدة من نوعها، خاصة وأنها ستستقبل مداخلات جمهور المعرض. «من هو باتريك مونديانو؟»، هذا السؤال سيتم طرحه أثناء ندوة حوارية في محاولة للإجابة عنه، عبر البحث مطولاً في حياة وأعمال هذا الكاتب صاحب النزعة الانعزالية، والفائز بجائزة نوبل للآداب للعام 2014. وسيشارك فيها إلى جانب فيتال رامبو مدير قسم الدراسات الفرنسية في جامعة باريس السوربون، وبرونو بلانكمان، الشاعرة اللبنانية دانييل صالح التي ستقوم بترجمة ست روايات لمونديانو إلى العربية ضمن مشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. وسيحضر يوسف رخا مرة ثانية في البرنامج الثقافي، بمناسبة ترجمة روايتيه «التماسيح» و«ختم السلطان» إلى اللغة الإنجليزية، وبدوره سيضيء أشرف الباهي على الكتابة عند هذا الأديب واستقبالها لأزمة البلد والوطن والمواطن بين الصفحات. من العراق وعنه، يناقش مجلس الحوار«الأدب العراقي اليوم»، فاتحاً المجال أمام عدد من الشخصيات الأدبية المعاصرة لتناول مفهوم السرد الغارق بآلام العراقيين وبأحلامهم، حيث يلتقي الإعلامي والشاعر علي وجيه، الكاتبة دنى غالي، والقاص لؤي عباس حمزة، والشاعر والروائي عبد الهادي سعدون. ويبحث المترجم والكاتب محمد آيت حنا مع الروائي، والناقد المغربي محمد برادة، والكاتب والصحفي المغربي المعطي قبال، في الروايات الفرنسية المغربية: المواضيع التي تتطرق إليها وتعالجها، الأسلوب الأدبي والفني فيها، ولغتها وسؤال الهوية والاغتراب. وإلى جانب تواقيع رواياتهم، كل على حده، خلال أيام المعرض، يستضيف أشرف الباهي في مجلس الحوار المؤلفين المدرجين على القائمة القصيرة للجائزة العربية للرواية 2015. وللمدينة في أعمال الكاتب المصري الكبير «إدوار خراط» وقفة خاصة يحييها الناقد والباحث صلاح فضل والكاتب أحمد خريس، والناقد السعودي محمد العباس. أيضاً سيتم استحضار روايتي «ميرنامة» و«مارتن سعيد» للكاتب السوري الألماني يان دوست، في حفل توقيع، بعد أن تمت ترجمتهما إلى اللغة العربية ضمن مشروع «كلمة». وفي سؤال حول الهوية وعلاقتها بالعادات والتقاليد، يتم تناول رواية «السمي» للروائية الأميركية هندية الأصل، التي ناقشت تجربة تثقيف المهاجرين، من خلال طفل مولود حديثاً، يطلق والده عليه اسم نيقولاي غوغول تيمناً بالكاتب الروسي، الأمر الذي يتبعه سخط شديد في الأوساط العائلية، إذ إنه يخالف تقليداً ينص على أن تقوم الجدة في الهند باختيار الاسم. يناقش في الجلسة وعنوانها «ادعوني غوغول»: الاسم باعتباره هوية في رواية «السمي»، الدكتور فخري صالح، ومترجمة الرواية لمصلحة مشروع «كلمة» الدكتورة الأردنية سرى خريس. للأنثى روايتها ثمة انعطاف قصدي نحو الروائية النسائية شكلاً ومضموناً، بما يشبه التحية الموجهة للمرأة بصفاتها الكثيرة، من بينها الكاتبة والمناضلة والعاملة والأم، حيث تستضيف الخيمة لقاء تقدمه الإعلامية علياء يونس مع الكاتبة والروائية سنثيا بوند، للحديث عن روايتها «روبي» التي تسرد من خلال الأحداث المتتالية، ما اعترض امرأة كانت تجابه للحصول على حيز من الحرية والإنسانية في محيط تتسم عناصره بالوحشية والغرائزية، بالإشارة إلى أهمية هذه الرواية وذيوع صيتها في الآونة الأخيرة، وقدرة كاتبتها على الإلمام بملامح الواقع، مع العلم أن «النيويورك تايمز» صنّفتها الأكثر مبيعاً بين الروائيين. كذلك تعنى واحة الأدب، وضمن جلسة تقدمها إيناس العباسي الشاعرة والكاتبة التونسية مع جنى الحسن، المؤلفة المدرجة على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015 عن روايتها «طابق 99»، بالمرأة الكاتبة والروائية في العالم العربي. لتستعرض أهم التحديات والمواجهات التي تعترضها في مسيرتها الإنسانية والأدبية، تحت عنوان «المرأة العربية وكتابة الرواية: المشي على أطراف الأصابع». رحلة الفن إلى جانب اهتمامه بالكلمة والكتاب، يفعّل المعرض هذا العام، الفن التشكيلي بأنماطه المتعددة، كثقافة موازية تماماً لثقافة الكتابة، وفضلاً عن «ركن الرسامين» ووجود دور النشر المعنية بهذا الشأن، يطلّ بفعاليات عديدة تناقش الأشكال الراهنة، وتلك الفائتة للفنون التشكيلية، ومن دول مختلفة. ويبدو أن «الجرافيتي» هذا الفن حديث العهد نسبياً في دول العالم العربي، قد بدأ يأخذ اهتماماً كبيراً من القائمين على المشاريع الثقافية والفنية هناك، إذ تستعرض واحة الأدب في المعرض، «الجرافيتي العربي»، من خلال كتاب متخصص يحاول أن يبحث في جذور وأسباب نشأة هذا الفن المتمرد بكل انبعاثاته، من شارع عربي له خصوصيته الشديدة. يشارك في الجلسة دون كارل، مؤلف الكتاب، ،الفنان الجرافيتي العالمي إل سيد، وتقدمهما، منيرة سليمان. أيضاً يقدّم إل سيد تجربته الفنية، انطلاقاً من كتابه الصادر مؤخراً «الجدران الضائعة: رحلة كاليغرافيتي في تونس». كذلك يتطرق البرنامج إلى مفهوم «الكاريكاتير» بوصفه فناً ساخراً يطال الظواهر والأشخاص، ضمن ما يسمى الكوميديا السوداء، حيث تستضيف الخيمة ندوة لمناقشة طرائق الرسوم الكاريكاتيرية بأسلوبها المتهكم، وتقنياتها وأغراضها مع رسام الكاريكاتير والفنان سعد حاجو ورسام الرسوم المتحركة الأندونيسي ثومدين، تحت عنوان «الضحك: اللغة البشرية بالأبيض والأسود وبالألوان». فضلاً عن استضافة معرض يقيمه سعد حاجو، والفنان البولندي بافلكوزينسي على هامش فعاليات البرنامج الرئيسي. ومن البرنامج الآيسلندي، يلتقي جمهور المعرض مع الكاتبة والرسامة الشهيرة آسلاغ أولافسدوتير، في ندوة تقدمها إيناس عباسي، بعنوان «آيسلندا – ألوان الشمال»، للحديث عن تبلور تجربتها الفنية والأدبية، وعلاقة الكتابة بالرسم. للفنون الإسلامية مكانها على البرنامج الثقافي، حيث يتحدث كل من مصطفى فاعور مؤسس ومدير المتحف الإسلامي في أستراليا وأليكبر أليكبروف الباحث في الدراسات الشرقية وفاليري غونزاليس، عن دورها الحيوي ووجودها القائم في الدول غير الإسلامية، من خلال جلسة عنوانها «الفن الإسلامي في العالم الغربي». بدوره، يعرض «ركن الرسامين» أعمال مجموعة مختارة من الفنانين المحليين والعرب والعالميين، في تخصصات تنفتح على مجالات الجرافيك والتصميم، الرسوم التوضيحية، وطبعاً فن الكاريكاتير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©