حسام عبدالنبي (دبي)
يحمل المستقبل القريب تغييرات كبيرة في الشكل الحالي للبنوك وطريقة أداء الخدمات المصرفية، في ظل التوجه نحو البنوك الرقمية التي أصبحت تشكل بديلاً عصرياً للبنوك بشكلها التقليدي، حتى أن أحد كبار المصرفيين وصفها بأنها «صديق» مالي لشباب الألفية المتمرسين بالتقنيات الرقمية، حيث يمكنهم الحصول على الخدمات البنكية عبر هواتفهم المحمولة.
ومن خلال البنوك الرقمية يحصل العميل على جميع الخدمات المصرفية الفورية عبر قنوات رقمية فقط، ومن دون فروع أو فرق مبيعات أو معاملات ورقية، حيث يمكن فتح الحسابات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع ومن جميع أنحاء البلاد، وتحويل الأموال عبر قنوات التواصل الاجتماعي، والحصول على خدمات العملات الأجنبية وتداول الأسهم العالمية وتجارة الذهب والاستثمار في العملات الأجنبية وغير ذلك، مع وجود آلية رقمية بالكامل لتقديم الخدمات والدعم للعملاء من خلال التطبيقات والمنصات الإلكترونية للتواصل المباشر، متكاملة مع فيسبوك ماسنجر.
وبحسب مصرفين، فإن تنامي الاهتمام وزيادة الإقبال على البنوك الرقمية في دولة الإمارات، أصبح مركزاً للابتكار في الشرق الأوسط شجع البنوك المحلية على زيادة استثماراتها في مجال البنوك الرقمية، مشيرين إلى أن المكاسب تتمثل في استقطاب العملاء من فئة جيل الألفية الأكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا والإسراع بزمن تنفيذ المعاملات وتوفير 50% من التكلفة التشغيلية، فضلاً عن الآثار البيئية المتمثلة في عدم استخدام المعاملات أو كشوف الحساب الورقية.
خدمات فورية
ويقول عارف الرملي، رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية والابتكار في بنك المشرق، إن العملاء يقضون وقتاً طويلاً على هواتفهم الذكية، ويفضلون القيام بمعاملاتهم بشكل فوري، إضافة إلى تفاعلهم المستمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي واتخاذهم قرارات الشراء بناء على توصيات المستخدمين الآخرين، مؤكداً أن المرونة والملاءمة تعدان من الأسباب الرئيسية لاختيار البنك الذي يرغب الأفراد بالتعامل معه، ولذا أطلق المشرق أول بنك رقمي جديد ومتكامل «المشرق نيو» ليقدم جميع الخدمات المصرفية الفورية عبر قنوات رقمية فقط ومن دون فروع.
وأوضح الرملي، أن البنوك الرقمية تتيح للعملاء إجراء المعاملات في أي وقت وزمان، وهي ليست مجرد حساب أو بطاقة ائتمانية أو محفظة رقمية فقط، إنما هي بنك متكامل الخدمات يقدم مجموعة واسعة من المنتجات المصرفية للأفراد من خلال الأجهزة الذكية، منوهاً أن «المشرق نيو» يعد أول بنك رقمي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ويتيح الوصول إلى الأسواق العالمية للاستفادة من الفرص الاستثمارية، بما في ذلك تداول الأسهم الأجنبية وتجارة الذهب وحسابات العملات الأجنبية.
وذكر أن تقديم الدعم للعملاء يتم على نطاق واسع وعبر قنوات متعددة، بما في ذلك مركز اتصال مخصص وتطبيق للخدمات المصرفية عبر الهاتف الذكي والمنصة الإلكترونية ومنصة «نيو تشات بوت» للتواصل المباشر، المتكاملة مع فيسبوك ماسنجر، لافتاً إلى أن فتح الحسابات البنكية في البنك الرقمي سيتم في أقل من 5 دقائق، إلى جانب توفير مجموعة واسعة من بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم المباشر والحسابات الجارية والقروض الشخصية والتحويلات، بالإضافة إلى خدمات العملات الأجنبية وتداول الأسهم العالمية وتجارة الذهب والاستثمار في العملات الأجنبية.
جيل الألفية
ومن جهته ذكر عبدالله قاسم، الرئيس التنفيذي لإدارة العمليات في مجموعة بنك الإمارات دبي الوطني، أن البعض ربما يعتقد أن البنوك الرقمية تجتذب الشباب من جيل الألفية فقط، ولكن التجربة العملية أثبتت عكس ذلك، حيث اجتذب البنك الرقمي «.Liv» فئات عمرية مختلفة، حيث يمثل جيل الألفية (من عمر 18 حتى 36 عاماً) نسبة تفوق 80% من العملاء إلى جانب 20% من الفئات العمرية الأكبر.
وأوضح قاسم، أنه من خلال البنك الرقمي يمكن فتح الحسابات على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع ومن جميع أنحاء البلاد، مع وجود آلية رقمية بالكامل لفتح الحسابات وتقديم الخدمات دون الحاجة إلى فروع أو فرق مبيعات أو معاملات ورقية، مضيفا أن عدد الحسابات عبر البنك الرقمي تعادل الحساب الجديد في 120 فرعاً.
وذكر أن المزايا تتضمن أيضاً تحويل الأموال عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وتقاسم الفواتير مع الأصدقاء على الفور، وتصنيف المدفوعات لتمكين العملاء من إدارة مواردهم المالية بصورة أفضل، وإجراء حوالات مصرفية دولية خلال 60 ثانية فقط، إضافة إلى الإشعارات اليومية حول العروض والفعاليات المختارة في دولة الإمارات والمنتقاة وفقاً لتفضيلات العملاء، مشيراً إلى أن نسبة التكلفة الإجمالية إلى الدخل تبلغ حوالي 50% من قيمتها المسجلة لدى البنك الرئيس.
انطلاقاً من الإمارات
وبدوره، قال عبد الله الحباي، رئيس «دبي القابضة»، إن دولة الإمارات تحظى بأحد أعلى معدلات استخدام الهواتف الذكية في العالم، ولذا تنوي مجموعة «دبي القابضة»، إطلاق بنك رقمي جديد اعتباراً من عام 2019 عبر استثمار ما يصل إلى مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، موضحاً أن البنك الرقمي الجديد يهدف إلى توفير تجربة متميزة ومخصصة بالكامل للأفراد والشركات على حد سواء.
وأضاف الحباي، أن المجموعة تخطط لإطلاق البنك الرقمي في دولة الإمارات، مع خطط لتوسيع نطاق خدماته ليشمل كامل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جورج الحداري: الروبوت عالج 1.2 مليون معاملة العام الماضي
بدوره أفاد جورج الحداري، الرئيس التنفيذي لـ HSBC الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، بأن الابتكارات الرقمية أصبحت تعيد رسم ملاح الأعمال في العالم اليوم.
وقال إن بنك HSBC استثمر ما يقارب 6 مليارات دولار على الصعيد العالمي في مجال التكنولوجيا خلال السنوات الأخيرة، ليسرع بذلك من زمن معالجة التعاملات المالية، ويتيح للعملاء مزيداً من المرونة لدى استخدامهم الخدمات المصرفية، منوهاً أنه على المستوى العالمي، تمت معالجة 1.2 مليون معاملة لعملاء إتش. إس. بي. سي (HSBC) من بدايتها إلى نهايتها من قبل الروبوتات في عام 2017.
وأشار الحداري، إلى أنه بالإضافة إلى الكفاءة واليسر، لا يمكننا أن نقلل من الأهمية البيئية الضخمة للتحول الرقمي، إذ يتزايد استخدام عملاء البنوك الأفراد للبيانات وكشوف الحسابات (الرقمية) حتى إن هذه النسبة وصلت لدى عملاء HSBC إلى 90%، مختتماً بالتأكيد على أن التحول الرقمي ليس السبيل الذكي للقيام بالأعمال فحسب ولكنه الأمر المستدام للقيام بها أيضاً.
عدد اليوم
