الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المساعدات لم تصل السكان المحاصرين في سوريا رغم صمود الهدنة

المساعدات لم تصل السكان المحاصرين في سوريا رغم صمود الهدنة
14 سبتمبر 2016 16:37
تنتظر المناطق المحاصرة في سوريا، اليوم الأربعاء، بفارغ الصبر وصول قوافل المساعدات الإنسانية الموعودة التي لا تزال عالقة رغم انحسار أعمال العنف إلى حد كبير إثر سريان الهدنة التي ترعاها واشنطن وموسكو.   ومنذ دخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ مساء الاثنين، توقفت المعارك بشكل كامل تقريبا بين قوات النظام ومسلحي المعارضة على مختلف الجبهات، باستثناء بعض النيران المتقطعة بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الإنسان والأمم المتحدة. وتم التوصل إلى الهدنة بعد أسابيع من المداولات بين واشنطن وموسكو بهدف تشجيع استئناف عملية التفاوض لإنهاء النزاع الذي أوقع أكثر من 300 الف قتيل وتسبب بتشريد الملايين منذ مارس 2011. ويفترض أن تتيح الهدنة نقل المساعدات الإنسانية بدون عراقيل إلى مئات آلاف المدنيين المحاصرين في حوالى عشرين مدينة وبلدة، وغالبيتها من قوات النظام. واستبعد مسؤول في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية احتمال أن يتم توزيع هذه المساعدة الإنسانية، اليوم الأربعاء. وقال ديفيد سوانسون، الناطق باسم مكتب الشؤون الإنسانية في غازي عنتاب في تركيا "على أساس ما سمعناه على الأرض، من غير المرجح أن يحصل هذا الأمر اليوم". وأضاف أن الهدنة التي تبدو صامدة "تعطينا الأمل، وهي الفرصة الوحيدة منذ فترة طويلة لإيصال المساعدات". وتابع "لكن التحدي بالنسبة إلينا هو ضمان أن كل أطراف النزاع هي على الموجة نفسها"، مطالبا بضمانات أمنية. وأكد سوانسون أن عشرين شاحنة محملة بحصص غذائية كافية لحوالى أربعين ألف شخص جاهزة لعبور الحدود التركية. وقال "ما إن نحصل على الموافقة، يمكننا التحرك". وتابع "المساعدة لن تسلم فقط إلى حلب، إن الأمم المتحدة في سوريا تسعى أيضا إلى تقديم المساعدة إلى مناطق أخرى محاصرة أو يصعب الوصول إليها". وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا طالب الثلاثاء "بضمانات بعدم التعرض للسائقين وللقوافل". وتعتزم الأمم المتحدة البدء بتوزيع المنتجات الغذائية في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب حيث لم يتلق أكثر من 250 ألف شخص المساعدات من المنظمة الدولية منذ يوليو. وبهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في حلب حيث ينتظر السكان المواد الغذائية بشكل يائس، أقام جنود روس نقطة مراقبة على طريق الكاستيلو، محور الطرق الأساسي لنقل المساعدات من تركيا إلى أحياء المدينة الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة. لكن بحسب مصدر أمني سوري، فإن النظام لم ينسحب بعد من هذا المحور. وعمّ الهدوء لليلة الثانية على التوالي حلب، المدينة الكبرى في شمال سوريا في الأحياء الشرقية وتلك الغربية التي يسيطر عليها الجيش السوري. وحلقت طائرات فوق المنطقة لكن بدون شن غارات. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لم يسقط أي قتيل مدني منذ بدء سريان الهدنة مساء الاثنين، رغم حصول إطلاق نار متقطع في محافظة حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن اتفاق وقف الأعمال القتالية "إيجابي جدا ومطبق إلا من بعض الخروقات القليلة التي لم تتسبب بمقتل مدنيين سوريين". وأضاف "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فهذا يعتبر تطورا إيجابيا للغاية، لأننا حافظنا على أبناء شعبنا السوري المدنيين من القتل والاقتتال والتشريد". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي تفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، اعتبر الهدنة "الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلاد". لكن الشكوك حول استمرارها لا تزال قائمة بعد فشل اتفاقات تهدئة عدة سابقة في الحرب المعقدة التي تشمل أطرافا عديدة. ويستثني الاتفاق الجماعات الإرهابية من تنظيم "داعش" وجبهة فتح الشام اللذين يسيطران على مناطق واسعة في البلاد، على غرار الاتفاق السابق الذي تم التوصل إليه في فبراير الماضي واستمر لأسابيع. وإذا صمد اتفاق وقف الأعمال القتالية لمدة أسبوع، يفترض أن يؤدي إلى تعاون غير مسبوق بين موسكو وواشنطن لمواجهة التنظيمين الإرهابيين. لكن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية صرح أن صمود الهدنة لسبعة أيام لا يعني بدء التعاون بشكل تلقائي. وقال إن "المهل قصيرة لكن الريبة كبيرة".  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©