السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور الكتاب ينتشر في أبوظبي

نور الكتاب ينتشر في أبوظبي
6 مايو 2015 22:15
يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتنطلق فعالياته في السابع من مايو الجاري، في مركز المعارض الوطني في العاصمة أبوظبي، واحداً من أهم المفاعيل والروافع الثقافية التي تدعم صناعة النشر المحلية بشكل خاص، والعربية بشكل عام.. فالمعرض من التظاهرات الثقافية البارزة والأكثر نمواً في مجال النشر في المنطقة العربية والشرق أوسطية. وهو ملتقى يجمع الناشرين المحليين والعرب والعالميين في مكان واحد، ليتحاوروا، ويتشاركوا الرؤى، ويتقاسموا الهموم باحثين عن حلول لها معاً، وعلى قلب رجل واحد... لأسباب كثيرة، بات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، معرضاً لدعم النشر بامتياز.. فهو مكان لتبادل الخبرات والتجارب النشرية أولاً.. وهو فرصة حقيقية للناشر لمتابعة ومواكبة مستجدات هذا العالم المائج والفائر بكل جديد ومتغير ثانياً.. وهو ثالثاً، «ترمومتر» يقيس حرارة الكتاب هل ارتفع مقياس النشر أم هو في هبوط!، وهو رابعاً سانحة مناسبة لإتمام الصفقات وعقد اللقاءات والاتفاقات والتفاوض حول المشروعات المشتركة وشراء حقوق النشر والتأليف، وهو خامساً وسادساً و..... لنستمع لما يقول الناشرون عن دور المعرض في إثراء حركة النشر وصناعته. منارة ثقافية د مريم الشناصي (الرئيس التنفيذي لدار الياسمين للنشر) تؤكد على أهمية المعرض ودوره، معتبرة إياه «منارة ثقافية في دولتنا؛ فالإعداد له يكون على مستوى عالٍ من التنظيم. وهو يستقطب سنوياً المزيد من دور النشر. كما أن دعم حركة النشر من قبل إدارة معرض أبوظبي واضحة وكبيرة». وهي ترى أن الاهتمام بالمعرض لا ينفصل عن خطط الدولة المستقبلية على الصعيد الثقافي، فهو «يؤسس لصناعة النشر في دولة الإمارات بحيث تكون من ضمن الناتج القومي في الدولة»، ومن هنا، تعمل إدارة معرض أبوظبي على التعاون والتنسيق مع دور النشر كافة، وتشجيع دور النشر بإيجاد بعض التسهيلات للعارضين، وتوفير الدعاية للمعرض واستقطاب طلاب المدارس والمعلمين». ترمومتر ينبّهنا «تجربة ناجحة ومميزة ومثمرة» بهذه العبارة بدأ محمد باسل الحافظ (من دار الحافظ للنشر والتوزيع الإمارات)، حديثه، لافتاً إلى أن المعرض «ترمومتر يجعلنا نعيد النظر في إدخال نوعية من الكتب ضمن إصداراتنا لكسب القراء». وأشار إلى أن المعرض على مدار الدورات السابقة «حقق تطوراً كبيراً على مستوى التنظيم والاستيعاب والمشاركة والانتشار، وأصبح محط أنظار الجميع، رواداً وناشرين». وأضاف الحافظ: «نرجو أن تكون مدة المعرض أطول، وأن يكون شراء المؤسسات ودعمها للناشرين أكبر وبشكل منتظم». وأكد على أهمية المعارض باعتبارها «من أهم الأنشطة الثقافية الداعمة لدور النشر والسبب الرئيسي في استمراريتها ووصول المؤلفات والإصدارات إلى أكبر عدد ممكن من القراء». وتابع: «إن المتابع لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب على مدى السنوات السابقة يلاحظ مدى التطور القياسي الذي حققه في السنوات الأخيرة، سواء من حيث التنوع في الأنشطة والفعاليات أو من حيث الانتقال النوعي من معرض محدود الحجم والإمكانيات إلى معرض دولي أصبح في مصاف المعارض الكبرى والأضخم في المنطقة العربية والشرق الأوسط. ومن أهم ما يميز معرض أبوظبي الدولي للكتاب المبادرات التي تهدف إلى دعم أهداف المعرض وخاصة مبادرة أضواء، وبرنامج المنح المالية لدعم الترجمة من وإلى اللغة العربية مما يسهم في فتح آفاق واسعة للناشرين سواء من خلال حصولهم على المنح المالية أو من خلال إقامة شبكة من العلاقات تعود بالنفع والتطور على صناعة الكتاب في المنطقة العربية». انشر حقق الكثير د.غياث مكتبي (مدير عام دار المكتبي) يقول: «السنوات الأخيرة كانت مفعمة بالتطور الكبير على صعيد النشر بالإمارات وازدياد عدد الناشرين الإماراتيين. والملاحظ ظهور دور نشر تبوأت مكانة متقدمة في عالم النشر ليس على المستوى المحلي ولا الإقليمي فقط بل على مستوى العالم العربي والأجنبي، ولم يكن لهذا التطور أن يتم لولا الدعم الذي توفره جهات كثيرة من الدولة من خلال مشاريع كبيرة لدعم الناشر الإماراتي». ويدلل مكتبي على صحة ما ذهب إليه بـ «برنامج أنشر من صندوق خليفة لدعم الناشر الإماراتي الذي حقق الكثير من النتائج. بالإضافة إلى وجود جمعية الناشرين الإماراتيين لدورها الكبير المرتقب، وفي المقدمة معرض أبوظبي للكتاب الذي يسهل تواجد الناشر الإماراتي، ويعتبر بمثابة فرصة للناشر لكي يحظى بترجمة الكثير من الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية من جهة، ونقل المحتوى العربي إلى اللغات الحية من جهة أخرى». ولا ينسى المكتبي أن يشير إلى «وجود الكثير من دور النشر الأجنبية بما تمثله من سانحة للتعارف وتبادل الخبرات، وما يقوم به البرنامج المهني الذي اعتاد المعرض إقامته بشكل مستمر من نقل للخبرات من دور النشر الأجنبية إلى الدور العربية والمحلية، وهي تجربة حازت على تقدير الجميع وإعجابهم». وعليه، يعتقد المكتبي أن معرض أبوظبي الدولي «حقق الكثير للناشر ولكن مطلوب منه الكثير من العمل لدعم الناشر المحلي والعربي بعدة طرق وتوجهات. فالمعرض هو المكان الأمثل لعرض الجديد، والتعرف إلى الخبرات الحديثة وما توصل إليه العلم في مجال النشر والطباعة.. أما للناشر الإماراتي فتزداد أهمية المعرض كونه فرصة كبيرة لعرض منتوجه وللتعاون مع دور النشر العربية والأجنبية». نقطة استقطاب الدكتورة فاطمة البريكي (مدير مؤسسة سما للنشر والإنتاج والتوزيع)، تقول: «معرض أبوظبي أثبت خلال الأعوام الماضية أنه منافس لأهم معارض الكتاب الدولية، وأصبح يستقطب عددًا كبيرًا من المهتمين بصناعة النشر في العالم الذين يأتون خصيصًا إليه في موعد يتجدد سنويًا، كما أنه يحرص على استضافة أسماء مهمة في هذا المجال، بهدف إغناء تجربة الناشر الإماراتي الذي يتمنى أن يصل نتاجه إلى القارئ في كل أنحاء العالم». وأضافت البريكي: من المعروف أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يمثل حلقة وصل ما بين الناشر المحلي والناشر العالمي، لكن ما نريده هو أن يساعدنا القائمون على المعرض في إيصال كتبنا إلى الآخر بلغته، وأن يكون الجسر الذي يُقدَّم من خلاله الأدب الإماراتي الموجه للطفل إلى الطفل الغربي، كي يقرأ عنا ما نكتبه نحن عن أنفسنا، وما نحب أن نقدمه للآخرين عنا، لا ما يقدمه الآخرون نيابة عنا. أما عن دور المعارض وأهميتها فهي بوابتنا التي نفتحها لكي نرى جمهورنا المستهدف». نقطة التقاء فدوى البستاني (المدير التنفيذي لدار البستاني للنشر والتوزيع) تؤكد أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب «من أكثر المعارض التي نبيع فيها في الوطن العربي، لأسباب عدة، أهمها أن المعرض يتيح المجال لجميع كتبنا لتحضر وتتوافر بين أيدي الجمهور، بالإضافة إلى حرصنا على الجودة وعدم خضوعنا للسوق التجاري، ما جعلنا نرتقي في مستوى ما نقدم من إصدارات». وتلفت البستاني إلى أن المعرض يشكل «نقطة التقاء مجموعة متنوّعة من الأنشطة والفعاليات»، مشيرة إلى أنها «التقت - على سبيل المثال - مجموعة من السيدات اللواتي يعملن في مجال النشر في دول عربية مختلفة أثناء دورة تدريب الناشرين، التي دعيت إليها في أبوظبي، وطرحت إحداهن فكرة تأسيس اتحاد للناشرات العربيات»، منوّهة إلى دور المعارض في تطوير أداء الناشر وتجويد إنتاجه». أكبر صناعة للنشر أشرف شاهين (مدير البرج ميديا للنشر والتوزيع)، يقول: «معرض أبوظبي، يعطينا الأمل ويتيح لنا الوصول إلى الجمهور بشكل أكبر وأفضل، والاستفادة مما تقدمه دور النشر من أفكار وطرق ووسائل وإصدارات، إضافة إلى الاحتكاك وتكوين العلاقات، وهو ما نعده نجاحاً»، ويضيف: «معرض أبوظبي للكتاب جعل الإمارات من الدول التي تمتلك أكبر صناعة للنشر في المنطقة، وهو يتيح للناشرين فرص التواصل بشأن القرارات التي تتعلق ببرامج النشر، وتحديد هياكل التوزيع». ويركز شاهين على مسؤولية المعرض ودوره في إعداد برامج وأنشطة من شأنها توعية الطلاب حول قيمة الكتب، وإرشادهم إلى الكتاب الجيد، وما يريدون اقتناءه من المعرض»، معرجاً على ضرورة «استطلاع آراء الناشرين المشاركين في المعرض حول الإجراءات الرسمية والصعوبات التي تواجه الدور، والتنظيم والتغطية الإعلامية والقوة الشرائية وأهم المشاكل والحلول من أجل تطوير المعرض في السنوات القادمة». محطة مهنية بامتياز علي عبيد بن حاتم (المدير المؤسس لدار ثقافة للنشر والتوزيع)، يصف تجربته مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأنها «إيجابية باستمرار وترتقي عاما بعد آخر، فهذه المحطة المهنية بامتياز تنطلق منها المشاريع الثقافية وتعقد فيها اتفاقيات النشر والترجمة، كما يتبادل فيها الناشرون الخبرات ويتعرفون على المستجدات في عالم النشر». ويلمح بن حاتم إلى أن الناشر المحلي «تمكّن من أن يتعرف إلى ناشرين عالميين، وتوصل إلى إنشاء علاقات مهنية معهم، كما نسج علاقات مع ناشرين عرب لتوزيع إصداراته في المشرق العربي ومغربه، ناهيك عن تواصله مع المبدعين العرب». ويؤكد بن حاتم أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب “أصبح علامة مشرقة ومشرِّفة تقدّم تكريما يليق بالكتاب واحتراما يستأهله المبدعون وتنظيما يستحقه رواده، ولكننا نشعر أن عدد أيامه قليل وهو يستحق المزيد من التمديد». مشيراً إلى أن معارض الكتاب «تحولت إلى جبهات ثقافية تبرز أهمية الكتاب كسلاح حضاري يحتل العقول بالعلم والمعرفة في مواجهة تحديات التنمية والتخلُّف». معرض للمبادرات د. سالم حميد (مدير عام مركز المزماة للدراسات والبحوث) يعزو تميّز معرض أبوظبي للكتاب إلى «خروجه عن النمط التقليدي لمعارض الكتاب، وتحوله من مجرد مكان لعرض وبيع وشراء وفعاليات رمزية إلى مبادرات ثقافية حقيقية تدعم الثقافة القرائية بمخططات آنية ومستقبلية، وتسعى لتأكيد تمازج الثقافات والبعد عن الانغلاق الضار». ويذكر من هذه المبادرات مبادرة «كتاب» و»أضواء» التي أقامها بالتعاون مع معرض فرانكفورت للكتاب، وهي وغيرها من الاتفاقات المشابهة التي أبرمها المعرض ستخلق دون شك ثراءً ثقافيا وانسانيا كبيرا؛ فهي تبرم اتفاقات حقوق النشر وبرامج منح الترجمة بما يضفي جديدا مدهشا ومفيدا للمتلقي وعموم المنطقة». مكافأة للنشر تامر سعيد (المدير العام لمجموعة «كلمات» للنشر والتوزيع) يعتبر معرض أبوظبي الدولي للكتاب، «واحداً من أهم وأبرز معارض الكتب في العالم العربي، ويشهد في كل عام إضافات ومبادرات جديدة هي بمثابة مكافأة ومساعدة للناشرين في تسويق إصداراتهم ونشرها بلغات أخرى، وإيصال الثقافة العربية إلى مختلف أنحاء العالم، وهذا إنجاز كبير ومهم يحفز المؤلفين والناشرين معا على الإنتاج والإبداع ونشره وتوزيعه بكل اللغات».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©