الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القبيسي: معرض احترافي بامتياز لصناعة الكتاب

القبيسي: معرض احترافي بامتياز لصناعة الكتاب
6 مايو 2015 23:18
تخرج أبوظبي من مناسبة ثقافية لتبدأ أخرى، قدرها دائما أن تكتب سطورا عميقة في الفعل الثقافي بالتوازي مع نظيراتها من إمارات الدولة، ولكن لمعرض كتابها لون خاص يختصر الكثير من الألوان، ويستقطب الكثير من الاهتمام، لأن هذه الفعالية الدولية باتت اليوم رقما مميزا بين نظيراتها في مختلف أنحاء العالم، لأنها ببساطة مناسبة قادرة على حشد جمهور الكتاب والقراء من الداخل والخارج، ولأنها تتطور باستمرار، وتحصد التألق عاما بعد آخر. وهي تبلغ اليوم ربع قرن من الحضور تحتفي بالمناسبة بطريقة مختلفة، تستعرض فيها أهم محطاتها السابقة وترسم ملامح الراهن بشكل مختلف وتستشرف للغد. أبوظبي العامرة بالكتب خلال معرضها الدولي تستعيد مآثر الوالد المؤسس من خلال ارتباط هذه الدورة باسم الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، باني دولة الامارات ورافع لواء نهضتها وترسيخ حضورها الفاعل في عالم اليوم، فالرجل لم يدخر جهدا في حياته من أجل تأكيد حضور الكتاب كحمال للمعرفة، ومعين للثقافة والفكر والفن والابداع، إذ انطلقت مع بداية ثمانينيات القرن الماضي نهضة ثقافية ومعرفية كان من نتائجها تأسيس قاعدة مؤسساتية وبناء استراتيجية ثقافية بعيدة المدى، ها أن ثمارها تجنى إلى يوم الناس هذا. المسيرة الطويلة تابعها عدد من المثقفين والمسؤولين في القطاع الثقافي، من بينهم جمعة عبدالله القبيسي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ومدير معرض أبوظبي للكتاب لسنوات، وهو الذي رافق محفل الكتاب هذا منذ البدايات، وعن تجربته مع المعرض في دورات مختلفة، وحضور الكتاب في أبوظبي من خلال المؤسسات الثقافية المختلفة وأهم برامج المعرض وفعالياته هذا العام وهو يحتفل بيوبيله الفضي والعديد من المحاور الأخرى كان لنا معه هذا اللقاء الذي خص به «الاتحاد الثقافي». معبر للتنوع * ترتبط هذه الدورة من المعرض باسم المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، فلا شك أن لها وقعا خاصا، نظرا للدور الكبير الذي لعبه الوالد المؤسس في إرساء ثقافة الكتاب ونشره وتوزيعه مما ترك أطيب الانطباعات لدى الأجيال؟ ** مما لاشك فيه أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قد وضع اللبنات الأولى التي أسست للواقع الثقافي الذي نعيشه اليوم وثبت بنيان الثقافة، خاصة مع النمو الملحوظ في المؤسسات الثقافية المتعددة والتي تعمل بتناغم على مستوى الإمارات كلها، مع ملاحظة غنى وتنوع الطروحات والبرامج التي تقدمها طوال العام، حيث أصبحت هذه المؤسسات معبرا حقيقيا ومثالا واضحا للتنوع الثقافي في البلاد المفتوحة على ثقافات العالم، خاصة أن المقيمين ينتمون إلى أكثر من 200 جنسية تتعدد فيها الثقافات والتقاليد والأفكار والرؤى والتوجهات. وبفضل رؤية المغفور له الشيخ زايد الملهمة والمتقدمة في وقت مبكر من تأسيس الدولة أصبحت دولة الإمارات واحة للتبادل الثقافي والتسامح ونموذج للتعايش السلمي بين الديانات والمكونات الثقافية المتباينة، لقد كانت رؤية المغفور له الشيخ زايد مستقبلية وملهمة في فهمه للثقافة وإيمانه بالعلم وبامكانيات المواطنين والمقيمين. ودائما ما اتذكر مقولته الخالدة: «إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين، علينا أن نسابق الزمن وأن تكون خطواتنا نحو تحصيل العلم والتزود بالمعرفة أسرع من خطانا في أي مجال آخر»، وهي المقولة التي تتركز فيها خلاصة فكره كمؤسس لاتحاد الإمارات، وقد قالها في وقت دخلت فيه البلاد إلى مرحلة متقدمة من الرخاء بعد تدفق عائدات النفط وأصبحت الحياة أكثر رخاء، إلا أنه ظل متطلعاً إلى العلم والتعلم والثقافة حتى يتمكن أبناء جيل الاتحاد من الاعتماد على خبراتهم وعلمهم في قيادة المستقبل، وهي الرؤية التي تحققت سريعا مع اعتماد البلاد على أبنائها المتعلمين والموهوبين والمبدعين الذين إنخرطوا في العمل الثقافي بكل إمكانياتهم، فتفانوا في خدمة المشهد، وتعددت إنتاجاتهم الأدبية والمعرفية بشكل لافت. وأعتقد أن الفترة التي تلت تدفق النفط وتحول فيها المجتمع من التقليدية إلى الدولة الحديثة هي الأكثر أهمية من ناحية التأسيس، فلميتخل المغفور له الشيخ زايد عن القيم الأصيلة المرتبطة بالمكان والثقافة المحلية وهو يتطلع إلى آفاق المستقبل، رغم كثرة المغريات والأسباب التي تدعو إلى الراحة والرخاء، فارتبط العمل لديه بالتعلم، فكان يدفع نحو التعليم والثقافة بشكل حثيث، ولعب دورا كبيرا في دعم تعليم المرأة حتى أصبحت اليوم تشارك في قوة العمل العام بنسب عالية وإيجابية، وهذا مؤشر عالمي على تطور المجتمع. دور محوري * استطاعت إمارة أبوظبي في السنوات الأخيرة أن تصل إلى الريادة الثقافية من خلال فعالياتها المختلفة ورؤيتها الثقافية القائمة على التنوع، فما مدى مساهمة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ذلك؟ ** لعب معرض أبوظبي الدولي للكتاب دورا محوريا في تكوين رؤية أبوظبي الثقافية منذ بداياته قبل ثلاثة عقود، فعبر السنوات نما المعرض من مجرد معرض كتاب محلي إلى أحد أكثر معارض الكتب تأثيرا في منطقة الشرق الأوسط، فإن كان في البدايات مكانا للقاء دور النشر المحلية مع القراء، فقد أصبح الآن مركزا يلتقى فيه سنويا صناع النشر من ناشرين ومؤلفين ومترجمين ووكلاء أعمال وطابعين وغيرهم من فنيين مثل المصممين والرسامين ومزودي الخدمات الرقمية، أي أنه مركز احترافي بامتياز لصناعة الكتاب، وفيه تعقد صفقات حقوق النشر والترجمة، كل هذا يعزز من موقع أبوظبي كمنطقة جذب لثقافات العالم، خاصة أن المعرض بلور من توجه ليكون منصة لمختلف الفنون من رسم وتصميم وفنون أداء وسينما ومسرح وموسيقى. كل هذا يخدم التنوع الثقافي في البلد المفتوحة على ثقافات العالم. ومن جهة أخرى كان المعرض منذ بداياته مركزا للحوار وتبادل الآراء الفكرية والثقافية، ونوقشت فيه على الدوام القضايا الكبرى المؤثرة في وجدان القارئ. لقد تمكن معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ أن بدأ سنة 1981 حتى اليوم أن يسهم في تعزيز صناعة الكتاب في المنطقة، لاسيما أن المعرض يخدم حقوق النشر والمؤلفين ويقدم برامج محترفة في صناعة الكتاب ويستضيف أهم الناشرين والمؤلفين على السواء، وهذا ما جعل أبوظبي في موقع متقدم على قائمة الدول الأكثر التزاماً بحقوق الملكية الفكرية في العالم. إضافات * يتطور ويتوسع معرض أبوظبي الدولي للكتاب من دورة إلى أخرى، ماهي أهم الإضافات المنتظرة خلال برنامج هذا العام؟ ** يسجل المعرض في يوبيله الفضي اطلاق بادرة أكاديمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فيمنح لأول مرة شهادات معتمدة لمن يحضر سلسلة ورشات العمل في البرنامج المهني، وهي محاضرات تؤهل من يشارك بها لدخول عالم النشر باحترافية وخبرة نادرا ما يحصل عليها في مكان آخر، حيث يحاضر في هذه الجلسات مجموعة من صناع النشر المؤثرين في العالم مع التركيز على سوق العالم العربي والنشر الرقمي، وهي مبادرة لدعم صناعة الكتاب بحيث يصبح أكثر احترافية ووفق معايير عالمية تنافسية. نحوالعالمية * أصبح لمعرض أبوظبي الدولي اليوم حضوره المتميز عربيا ودوليا، فما هي برأيك الأسباب التي تقف وراء ذلك، وما هي الاستراتيجية المعتمدة في هذا الإطار؟ ** أحد أهم المبادئ التي يركز عليها معرض أبوظبي الدولي للكتاب هي الالتزام بحقوق النشر والملكية الفكرية وحقوق المؤلف، ولدينا معايير صارمة نطبقها بهذا الصدد للحيلولة دون تدني مستوى المطروح في المعرض، ودعماً للاحترافية في عالم صناعة النشر. وقد تبنى المعرض هذه الاستراتيجية منذ وقت مبكر، فلم يكن يسمح بمشاركة دور النشر التي لا تلتزم بهذه الحقوق أو لا تعمل على تطوير منتجاتها، وتمكنا بذلك من رفع مستوى الكتب المعروضة في المعرض، وفي نفس الوقت أوقفنا قرصنة الكتب، وسبق لنا رفض مشاركة دور النشر التي تخرق حقوق النشر والترجمة والتأليف، وشهدت بعض الدورات إغلاق دور نشر كشفنا تلاعبها أثناء المعرض، وكثير من هذه الدور اختفى من المعرض أو أصبح ملتزما بالاحترافية. وهذه الاستراتيجية في الواقع جعلت للمعرض مكانة مرموقة لدى الناشرين العرب والأجانب على حد سواء، كما أن المعرض محطة مهمة بالنسبة لمحبي الكلمة والأدب حيث يجدون فيه أحدث الإصدارات المطبوعة والرقمية من مختلف أنحاء العالم. مقاربات * ما هي أهم البرامج الثقافية المصاحبة للمعرض في هذه الدورة الاستثنائية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب؟ ** يناقش المعرض في برنامجه الثقافي مجموعة من الأفكار والقضايا المتنوعة المتصلة بالواقع الثقافي في المنطقة وعلى الصعيد الدولي أيضا، حيث يلتقى المفكرون من الشرق والغرب على طاولة الحوار لبحث أبعاد التبادل الثقافي بين الحضارات عبر الزمن، فتعاد مثلا مناقشة رحلات رحالة عرب مثل ابن فضلان وأبي زيد الصيرفي والتي تجاوزت حدود نهر الفولغا شمالا والهند شرقا، ولا يغفل المعرض عن طرح اشكالات معاصرة بتدريس الدراسات العربية في الجامعات الغربية، كما يسلط الضوء على دور جامعة الأزهر في مواجهة التطرف، ويناقش موضوع المرأة العربية وكتابة الرواية والعديد من المحاور الأخرى بمشاركة نخبة من المختصين من الشرق والغرب. ويقدم المعرض مقاربات نادرة ما بين الثقافة العربية واليابانية، ويتحاور محررو المجلات الثقافية في العالم العربي عن أهمية الإعلام الأدبي في العصر الرقمي، وتفرد جلسة هامة لمناقشة العلاقة بين الهوية الوطنية والأدب على ضوء الاستفتاء المفاجئ الذي حصل في اسكتلندا العام الماضي، كما لا يغفل المعرض جدار برلين الذي مر على سقوطه 25 عاما كرمز للتحول في الهوية الألمانية، ويضيء المعرض أيضا لأول مرة على اكتشاف شعراء أم النار الحضارة العريقة في تاريخ دولة الإمارات. توقعات * ماهي انتظاراتكم في هذه الدورة خصوصا بعد تغيير تاريخها لحوالي شهر كامل؟ وهل سيبقى هذا الموعد قارا كل سنة؟ ** يتم تحديد مواعيد معرض أبوظبي الدولي للكتاب بالتنسيق مع اتحادات النشر الدولية والإقليمية والعربية بحيث لا يتعارض مع مواعيد معارض الكتب الأخرى في المنطقة، هذا العام جاء الموعد متأخراً عن الموعد المعتاد نظراً لحجز مواعيد المعارض الأخرى في نفس توقيتنا، فاضطررنا لاختيار الموعد في شهر مايو، أما العام القادم فقد حددنا الموعد من 27 أبريل إلى 3 مايو وسنعمل على أن يكون ثابتاً بالتنسيق مع بقية المعارض في الوطن العربي والعالم. ونتوقع أن يحقق المعرض نموا أكبر مع وجود 130 دار نشر جديدة، ولأول مرة تشارك دور نشر من كرواتيا، ونيوزيلندا، وبولندا، وكولومبيا، وجورجيا، وهذا مؤشر على أهمية المعرض المتزايدة على المستوى الدولي. كما أننا نلاحظ نموا لدور النشر المحلية حيث انطلقت العام الماضي ثلاث دور نشر إماراتية بالتزامن مع المعرض وهي تشق طريقها بانتظام في عالم النشر الآن، بالإضافة إلى كل هذا نتوقع أن يستقطب المعرض المزيد من الزوار لاسيما أن المعرض يرتبط بوجدان جيلين من المثقفين الذين ساهم المعرض في تكوينهما، وفي نفس الوقت ساهموا بعطائهم الأدبي في تطوير المعرض واستمراره. * لعل هذه المناسبة سانحة لتحدثنا عن دار الكتب الوطنية التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، والتي تمثل فضاء متميزاً أرسى حضور الكتاب وكرس فعل القراءة داخل المجتمع الإماراتي؟ ** انبثقت فكرة «دار الكتب» من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فبعد إقامة الدورة التأسيسية للمعرض عام 1981 والتي عرفت «بمعرض الكتاب الإسلامي» وجه الراحل الكبير المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بشراء كل الكتب المتبقية في المعرض وتوزيعها على المؤسسات المعنية الناشئة، ومن هذه الكتب تكونت النواة الأولى لمكتبة دار الكتب، وكان الغرض الأساسي للمكتبة آنذاك أن تكون بمثابة مركز لحفظ الوثائق الرسمية ومرجعا وطنيا لكل ما يتعلق بتاريخ البلاد والمنطقة، غير أن هذا الدور أصبح أكثر تطورا مع نمو الدولة ورسوخ المؤسسات العاملة، فتطورت دار الكتب إلى مكتبة عامة تقدم خدماتها لمحبي القراءة وفي نفس الوقت تقدم خدمات علمية للباحثين المتخصصين وطلبة الجامعات والدراسات العليا. وتعمل دار الكتب على تطوير مجموعاتها بشكل دوري بتحديث العناوين فيها واقتناء أحدث الإصدارات من حول العالم، كما توفر خدمات إلكترونية متطورة في كل أفرعها المنتشرة في أنحاء الإمارة، فقد طورت دار الكتب من استراتيجية عملها بافتتاح أفرع لها في الأحياء السكنية لتكون أكثر قربا من مرتاديها، بالإضافة إلى الأفرع العاملة في الحدائق العامة والمراكز التجارية، في خطة لاستقطاب القراء في مراكز تجمعهم، وخلق اهتمام بالمعرفة والقراءة. وتقدم دار الكتب برامج تثقيفية وتعليمية وترفيهية طوال العام لتشجيع الناس على القراءة، بالشراكة مع جهات تعليمية وأكاديمية واجتماعية أخرى. سدّ النقص * يعتبر مشروع كلمة من المشاريع الرائدة في الوطن العربي من خلال حرصه على ترجمة أهم الأعمال الابداعية والفكرية العالمية؟ ما مدى مساهمته اليوم في تأكيد حضور العاصمة أبوظبي في المشهد الثقافي خارج دولة الإمارات؟ ** لقد جاء مشروع «كلمة» للترجمة كمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حينما استشعر سموه، مدى القصور التي تعاني منه الثقافة العربية بخصوص ترجمتها للمؤلفات الأجنبية، كما لمس سموه غياب المؤلفات العالمية عن دور النشر العربية. ومن جانبها بادرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وتنفيذاً لتوجيهات سموه، إلى إطلاق مشروع «كلمة» للترجمة كمشروع نهضوي يسعى إلى استعادة المكانة الحضارية للثقافة العربية في انفتاحها على الثقافات الأخرى، وحوارها مع الآخر ضمن إطار التبادل المعرفي الخلاق». إن مشروع «كلمة» يشكل جزءاً من الاستراتيجية الشاملة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي تسعى إلى خدمة الثقافة العربية والكتاب العربي « كما يشكل نظرة ثاقبة تستشرف المستقبل وتضع في اعتبارها أن يكون هذا المشروع جزءاً لا يتجزأ من طموح أبوظبي في أن تكون عاصمة للثقافة في العالم العربي. إن مشروع كلمه يهدف إلى إحياء الترجمة لخدمة الأمة العربية بأسرها، كونه مشروعاً حيوياً تربوياً يخدم القارئ العربي مما يزيد المعرفة لدى هذا القارئ بالنتاج العالمي الحديث في مجالات العلوم والآداب والفنون كافة. واليوم ومنذ بدء المشروع، نستطيع القول بأن النظرة الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين أطلق هذا المشروع، قد تحققت، حيث استقطبت هذه التجربة رغم عمرها القصير اهتمام نخبة من رجال الفكر والأدب والثقافة من مختلف أنحاء العالم. وعبرت هذه النخبة عن أهمية الدور الحضاري الذي يقوم به مشروع «كلمة» في تعزيز التحاور والتفاعل بين الثقافة العربية ومختلف الثقافات والشعوب في العالم. تحية في معرض أبوظبي الدولي للكتاب نقدم تحية للوالد المؤسس الذي ساهم في صياغة واقعنا اليوم، واقع ما كان يحلم به آباؤنا وهم يكابدون المصاعب بحثا عن الرزق والأمل، كما أن المعرض يرصد كل إنجازات الشيخ زايد ويوثقها ويقدمها للأجيال الجديدة حتى لا ينسوا كيف تأسست الإمارات ونمت وتطورت ووصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. شهادات في النشر يسجل المعرض في يوبيله الفضي اطلاق بادرة أكاديمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فيمنح لأول مرة شهادات معتمدة لمن يحضر سلسلة ورشات العمل في البرنامج المهني، وهي محاضرات تؤهل من يشارك بها لدخول عالم النشر باحترافية وخبرة نادرا ما يحصل عليها في مكان آخر، حيث يحاضر في هذه الجلسات مجموعة من صناع النشر المؤثرين في العالم مع التركيز على سوق العالم العربي والنشر الرقمي، وهي مبادرة لدعم صناعة الكتاب بحيث يصبح أكثر احترافية ووفق معايير عالمية تنافسية. مكتبة وكلمة جمعة القبيسي، من مواليد أبوظبي في ديسمبر عام 1959. بعد حصوله على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والإعلام عام 1988 انضم القبيسي إلى المجمع الثقافي في أبوظبي، والذي يهدف إلى تعزيز اللغة العربية والتراث الثقافي الإسلامي والفنون، حيث أصبح هناك رئيساً للجنة العليا لمعرض أبوظبي للكتاب، وحاملاً على عاتقه مسؤولية إدارة المكتبة الوطنية، التي تفتح أبوابها للعامة والباحثين، على حد سواء، وتحتوي اليوم على نحو أربعة آلاف مخطوط عربي ومليون ونصف كتاب. وبالإضافة لاهتمامه بسير العمل العام في المكتبة الوطنية، يقوم القبيسي بالإشراف على سير عمل قسم النشر، كما ساعد في إنشاء قسم المخطوطات في المكتبة. وباعتباره يشكل جزءاً رئيسياً من المكتبة الوطنية، يعمل قسم النشر بنشاط لجعل الكتب متوفرة، وبكلفة معقولة، لكافة طبقات المجتمع، وقد ساهم هذا الدور، جنباً إلى جنب مع مكانته كرئيس للجنة العليا لمعرض الكتاب، في تمهيد الطريق أمام القبيسي ليعين مديراً لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في نوفمبر عام 2006 وهو أيضاً عضو في لجنة مديري معارض الكتاب التابعة لمجلس التعاون الخليجي، وشغل عضواً في اللجنة العليا لجائزة الشيخ زايد للكتاب، كما يترأس لجنة النشر في دار الكتب الوطنية، ويشرف على مشروع الترجمة «كلمة»، الذي كانت نتيجته ترجمة ونشر ما يزيد على ألف عنوان في السنوات الأخيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©