الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كرواتيا تبدأ كأس العالم لرماية المعاقين بالأمنيات والتظاهرات!

كرواتيا تبدأ كأس العالم لرماية المعاقين بالأمنيات والتظاهرات!
17 يوليو 2010 21:53
غريبة هي العاصمة الكرواتية زغرب.. مدينة بكل الألوان، وبكل الحالات.. تتحد فيها الفرحة مع الغضب.. تماماً مثلما تطل عليك بناياتها القديمة من خلف أبراجها الحديثة.. غير أن اللون الأخضر يظل السمة الغالبة في تلك المدينة التي تبدو للوهلة الأولى في عيون زائريها مدينة ناهضة.. تلهث من أجل اللحاق بركب التطور. تجسد هذا المشهد المتناقض في حفل افتتاح بطولة كأس العالم لرماية المعاقين أمس الأول، فبينما كثيرون يحتفلون ويرحبون بالوفود، وفيما الموسيقى العسكرية تتخلى عن صرامتها المعتادة وتعزف ألحاناً يستسيغها كافة الحاضرون، إذا بمظاهرة غاضبة وحاشدة تخترق ميدان «ترجبانا يوسيبا ييلا تشيشتا»، وهو الميدان الأكبر في العاصمة وملتقى كل زوارها وأهلها والراغبين في التعرف على زغرب، وطغى صوت المتظاهرين بعض الوقت على أصوات المتحدثين والموسيقى، وحسب تأكيدات بعض أهل المدينة فإن المظاهرة التي اخترقت الحفل وتسببت في إغلاق بعض الطرق الرئيسية بالمدينة إلى ما بعد حفل الافتتاح، مرد غضبهم يعود إلى مشكلة تتعلق بالإسكان. وقد تواصلت المظاهرات إلى ما بعد انتهاء الحفل، وتسببت في تحويل مسارات الحافلات التي أقلت بعثات الوفود للعودة بها إلى مقار إقامتها، وكانت هذه المظاهرات سببا في غضب غير معلن انتاب المنظمين الذين كظموا غيظهم أمام وفود 43 دولة، يمثلها 247 لاعباً ولاعبة. ويبدو أن المتظاهرين قد اختاروا هذا التوقيت بالذات لإحراج مسؤوليهم أمام العالم، لعل ذلك يساهم في حل قضيتهم، ولكن على الرغم من ذلك، فإن المظاهرات لم تخرج عن النص، وإنما اكتفى المتظاهرون بالهتاف ورفع اللافتات التي يطالبون فيها بما يريدون، كما احتشدوا في الشارع الرئيسي «إليتسا»، وتوزعوا على عدة شوارع أخرى، وقام رجال الأمن بعمل كردون حول المتظاهرين وإغلاق الطرق المؤدية إليهم. ولا ينال هذا المشهد كثيراً من روعة حفل الافتتاح بالرغم من بساطته، والذي كان إعلاناً لأول بطولة عالمية على الاطلاق تشهدها العاصمة الكرواتية، وبرغم هذه الحداثة في تنظيم البطولات، إلا أن المنظمين الكرواتيين أظهروا مهارة فائقة في كل شيء، فلم يتركوا شيئاً للصدفة، وكل الأمور تمضي حسب المخطط لها، والمتطوعون من شباب وشابات كرواتيا يقومون بمهامهم على أكمل وجه، لاسيما فيما يخص أمور النقل التي تعد هامة وضرورية لهذه الفئة من الرياضيين، حيث وفرت اللجنة المنظمة، حافلات مجهزة وحضارية، تتحرك وفق جداول زمنية، وتحت إشراف متطوعين كل منهم يعرف ما له وما عليه، والفريق الذي سيرافقه، إضافة إلى بقية المهام الأخرى والمعتادة في مثل هذه البطولات. وكانت اللجنة المنظمة للبطولة حريصة على إقامة حفل الافتتاح في أجواء مختلفة، يتنفس فيها الحاضرون عبق التاريخ الكرواتي المختلط بالحداثة، فجاء حفل الافتتاح «في الشارع» بين الناس، في أشهر ميادين زغرب، وهو ميدان «ترجبانا يوسيبا ييلا تشيشتا»، الذي يبدو أن تسميته تعود إلى أحد أبطال البلاد، كما أنه يختزل الكثير من صور وأشكال التاريخ الكرواتي، سواء البنايات العتيقة أو التمايثل التي تعود لعصور ماضية، وتشكل مع بعض البنايات العصرية عنوانا للدولة الحديثة، ويشق هذا الميدان «الترام» ولكن بشكله الحدثي، ويمثل إحدى وسائل النقل الحديثة في كرواتيا، وحول الميدان، تنتشر المحال والكافيهات وبعض الدوائر الهامة، وتحتضن هذا المشهد ربوة عالية تلوح من بعيد وتتلون باللون الأخضر، الذي هو أهم وأول الألوان في كرواتيا، وهو لون طبيعي صبغت به الأشجار معظم أرجاء المدينة. وقد بدأ حفل الافتتاح باستعراض الفرق وحملة الأعلام، وحمل علم الدولة بطلنا عبد الله سلطان العرياني نجم ومدرب الفريق، وخلفه سار بقية أعضاء البعثة برئاسة ماجد العصيمي أمين السر العام لاتحاد المعاقين، واللاعبين، عبد الله سيف العرياني، عبيد تعيب الدهماني، عبد الله الأحبابي، سيف النعيمي، وإداري البعثة محمد الحمادي، والمدرب أحمد البلوشي، والدكتور كومار طبيب الفريق، إضافة إلى بقية أعضاء الوفد. وسارت الوفود جميعها، وسط الجماهير التي احتشدت على جانبي ساحة العرض وجلست قبالة المسرح الذي أعد خصيصاً لهذا الغرض، وحيت اللاعبين وهتفت لهم. وتحدث خلال حفل الافتتاح السير فيليب كرافن رئيس اللجنة البارامبية الدولية، والذي حيا الحضور وتمنى للفرق المشاركة منافسة طيبة، تعكس الجهد الكبير الذي بذلوه للتحضير للبطولة، كما تمنى التوفيق لكرواتيا في أول بطولة دولية تنظم على أرضها، مشيداً بالاستعدادات وملامح التنظيم في البداية. وأكد فيليب على الرسالة التي تحملها الألعاب البارالمبية وكونها دعوة للسلام والتقارب بين الشعوب، مشيداً بعزم وإصرار الأبطال الذين جاؤوا من العديد من دول العالم ليتنافسوا بشرف في كافة فئات البطولة. كما تحدث ممثل حاكم زغرب الذي رحب بكافة الوفود وتمنى لها إقامة طيبة في زغرب، مؤكداً أن بلاده كانت تواقة لهذه البطولة لتدشن بها عهداً رياضياً جديداً، ودعا الجميع إلى الاستمتاع بعشرة أيام من المنافسات الشريفة بين أبطال تحدوا الإعاقة بالإصرار والجهد واستحقوا البطولة مسبقاً. كما أعرب راتكو كوفاييتش رئيس اللجنة البارالمبية الكرواتية عن سعادته بتجمع هذا العدد الكبير من الرياضيين على أرض بلاده، مشيراً إلى أن المنظمين انطلقوا في عملهم من عشر سنوات في تنظيم الفعاليات المحلية والمشاركة في العديد من الفعاليات الدولية الأخرى، متوقعاً أن تكون هذه البطولة من أفضل الأحداث التي شهدتها الرياضة في بلاده، مشيداً بالدعم الكبير الذي قدمته الحكومة ومدينة زغرب للجنة المنظمة ووزارة الدفاع لإنجاز هذا العمل. بعد ذلك، أدى أقدم لاعب ولاعبة في البطولة قسم المشاركين، ثم تم رفع علم الدورة إيذاناً ببدء المنافسات التي انطلقت أمس، وتتواصل اليوم، حيث تشهد في يومها الثاني التمرين الرسمي لمنافسات «آر 3» (60 طلقة راقداً)، والتي يمثلنا في منافساتها غداً نجومنا: عبدالله سلطان العرياني، عبدالله سيف العرياني، وعبيد تعيب الدهماني، ويبدأ المران الرسمي من الحادية عشرة بتوقيت الإمارات، ويستمر حتى الثالثة بعد الظهر. بطل العالم يبيع التذكارات زغرب (الاتحاد)- بالرغم من أن الأسترالي اشلي آدم، أحد أبرز أبطال العالم في رماية المعاقين، كما أنه رجل أعمال مرموق في بلاده، استراليا، إلا أنه فاجأ الحضور في ميدان الرماية الرئيسي في زغرب أمس الأول، بعرض تذكارات أتى بها من بلاده لبيعها للمشاركين في البطولة، وهي عبارة عن أحجار كريمة، يقول إنه يتم استخراجها من الجبال، وتباع الواحدة حسب حجمها، غير أن السعر لا يقل عن 40 يورو للقطعة الواحدة. وبدا المشاركون من بقية دول العالم، على عكسنا، مستسيغين لفكرة أن يبيع بطل العالم تذكارات من بلاده، ويرون ذلك أمراً عادياً. وآشلي ادم لديه مزرعة أبقار كبيرة في بلده، بها أكثر من ثلاثة آلاف رزس حسب تأكيده، وبالتالي فإن لديه مصنعاً لإنتاج اللحوم، وشركة تتولى هذه الأمور، وحصل على العديد من الجوائز على صعيد عمله التجاري، مثلما حصل على جوائز عديدة كرام أولمبي رفع راية بلاده في العديد من المحافل. الغرفة «228».. أهلاً بك في الإمارات زغرب (الاتحاد)- بالرغم من أن الاستعداد للمنافسات يشغل كافة أعضاء البعثة عن أي شأن آخر، إلا أنهم أحياناً ما يشتاقون لاستراحة من عناء يوم طويل، وهو أمر غير ممكن هنا، فالبلد الكرواتي رغم جماله، إلا أنه غريب في معظم تفاصيله، فلا الطعام نفس الطعام، ولا الشاي هو الشاي، ولا «سوالف» الناس كسوالف الإمارات. وحتى تعيش البعثة أجواء ودفء الإمارات، ليس عليها سوى التوجه إلى الغرفة “228”، حيث يقيم ماجد العصيمي رئيس البعثة، وهناك ستجد كل شيء إماراتياً، حيث تستقبلك في مدخل الحجرة أعلام الإمارات التي أحضرها معه، وفور أن تبدأ الجلسة لمناقشة أحوال البعثة وما تحتاج إليه، تدور “السوالف”، ويدور الشاي بأنواعه، وتعيش أجواء الكرم العربي الأصيل، ويشرف العصيمي بنفسه على كل ما تحتاجه البعثة، مؤكداً دوماً أنه مع المنتخب لتلبية كل ما يحتاج إليه، وحتى يتفرغ اللاعبون لمهمتهم في الميدان فقط.
المصدر: زغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©