الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوباما يدعو «طالبان» لنبذ الإرهاب من أجل سلام أفغانستان

12 يناير 2013 12:17
واشنطن (وكالات) - قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن المصالحة بين أفغانستان وطالبان لن تكون ممكنة ما لم تنبذ الحركة المتشددة الارهاب. وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بعد اجتماع بينهما في البيت الابيض أن مهمة القوات الأميركية في أفغانستان ستتغير بداية من ربيع 2013 لتتركز على تأهيل القوات الأفغانية وتدريبها. وأوضح اوباما «بداية من هذا الربيع ستكون لجنودنا مهمة مختلفة هي التدريب وتقديم المشورة ومساعدة القوات الأفغانية.. ستكون لحظة تاريخية ومرحلة جديدة باتجاه سيادة تامة وكاملة». وحذر اوباما من انه لن يبقي على جنود اميركيين في افغانستان بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات حلف شمال الاطلسي في نهاية 2014 إذا لم توافق كابول على منحهم حصانة قضائية. وقال اوباما إن هذه الحصانة يجب أن ينص عليها «الاتفاق الأمني الثنائي» الجاري التفاوض عليه بين البلدين. وقال اوباما إنه سينتظر توصيات من قادة الجيش الأميركي خلال الاسابيع القادمة قبل اتخاذ قرارات بشأن إمكانية التعجيل بخفض القوات الأميركية في افغانستان. وقال إنه لم يتحدد بعد تأثير تحول القوات الأميركية إلى دور داعم للقوات الافغانية خلال الربيع القادم على خفض مستوى القوات. من جانبه، تعهد كرزاي بمغادرة السلطة لدى انتهاء ولايته الثانية، والأخيرة نظريا بحسب الدستور، في 2014. وقال كرزاي إن «الانجاز الأهم بالنسبة إلى هو في نهاية المطاف أن تجري انتخابات جيدة التنظيم وبلا تدخل يتمكن الافغان خلالها من انتخاب رئيسهم المقبل.. وبالطبع سأكون أنا رئيسا متقاعدا وسأُسعد كثيرا بذلك». وعد كرزاي بالعمل بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان في نهاية 2014 على المحافظة على الانجازات التي تحققت في بلده بفضل المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية. وقال كرزاي»شكرت الرئيس على المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة للأفغان وعلى كل ما أنجزناه خلال السنوات العشر الماضية. وما تحقق ستتم حمايته بكل المعايير». وكانت واشنطن قد أعربت أمس، عن ارتياحها للمناقشات التي وصفتها بأنها “جيدة جدا” مع الرئيس الأفغاني حول حجم انسحاب القوات الأميركية من بلاده بحلول نهاية 2014، سيما أن إدارة باراك أوباما تريد سحب القسم الأكبر من جنودها، بينما ترغب كابول في بقاء أكبر عدد ممكن منها. فيما أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا استمرار وقوف الولايات المتحدة إلى جانب أفغانستان بعد 2014. ويلمح مسؤولون أميركيون وأفغان منذ بعضة أيام إلى أن قرارا قد يتخذ اثر هذه الزيارة حول عدد الجنود الأميركيين الذين سيظلون منتشرين في أفغانستان، او تحديدا حول دورهم، بعد انتهاء العمليات القتالية لقوة حلف شمال الأطلسي في نهاية 2014. وينشر الحلف الأطلسي حاليا مئة ألف جندي في أفغانستان ثلثاهم أميركيون. وبعد استقباله “صديقه” كرزاي في البنتاجون، تحدث بانيتا عن “التقدم الكبير في كافة القضايا الأساسية التي تناولناها” مؤكدا لضيفه “التزام الولايات المتحدة الكامل” بان تتمتع افغانستان “بالسيادة” والوقوف الى جانبها لكي تتمكن من أن “تحكم نفسها بنفسها وتضمن أمنها” بعد 2014. ورد كرزاي بالقول “انا واثق بأن أفغانستان والولايات المتحدة ستتوصلان إلى اتفاق أمني ثنائي يضمن مصالح” البلدين. ويأمل كرزاي في بقاء قوات أميركية في بلاده لدعم القوات الأفغانية، لكن الامر لا يزال يتطلب توضيح تفاصيل هامة حول دورها المحدد. وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال قبل أيام أن وزارة الدفاع تفكر في خفض عديد جنودها في أفغانستان بعد 2014 إلى ما بين ثلاثة الى ستة آلاف أو تسعة آلاف على أقصى تقدير، واعتبرت الصحيفة أن هذه التقديرات التي تتحدث عن عدد اقل مما كان متوقعا، جاءت بناء على طلب من اوباما. لكن خبراء في شؤون هذا البلد مثل الدبلوماسي الأميركي السابق جيمس دوبينز الذي ساهم في تشكيل حكومة كرزاي في نهاية 2001، يرون ان هذا الخيار أقرب إلى “اسلوب تكتيكي للتفاوض” مع الرئيس الأفغاني. وقال دوبينز إن عديد الجنود الذين تريد واشنطن تركهم بعد 2014 مرتبط خصوصا بالأموال التي يريد الأميركيون انفاقها بعد حرب مستمرة منذ أحد عشر عاما أطلقها الرئيس السابق جورج بوش غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001. لكن اوباما يريد قبل كل شيء ان يملك الجيش الافغاني وسائل الدفاع عن نفسه بمفرده في مواجهة حركة طالبان وتنظيم القاعدة، لأن الحلف الأطلسي والقوات الافغانية لم ينجحا في سحق حركة التمرد هذه بينما يخشى العديد من المراقبين عودة طالبان الى السلطة بعد 2014 مستفيدين من تفكك للجيش الأفغاني. وهذا ما يفسر رغبة كرزاي في اقناع الولايات المتحدة بأن تترك في أفغانستان معدات عسكرية وخصوصا جوية، كما يرى مارفين وينبوم من معهد الشرق الأوسط. لكن المسؤول الأميركي المكلف الإشراف على المساعدة على إعادة إعمار أفغانستان جون سوبكو، حذر من ان التسعين مليار دولار الممنوحة منذ 2001 الى اعادة الاعمار قد تتبخر في غياب التخطيط ومكافحة الفساد في ذلك البلد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©