الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تراجع «دير شبيجل» وتقدم «داي تزايت» يثير تساؤلات عن تحديات النجاح

تراجع «دير شبيجل» وتقدم «داي تزايت» يثير تساؤلات عن تحديات النجاح
5 مايو 2013 20:22
تعتبر «دِير شبيجل» و «داي تزايت» أكثر الإصدارات الأسبوعية الإخبارية احتراماً ومكانة في ألمانيا، والاثنتان تتخذان من مدينة هامبورج مقراً رئيسياً، كما أنهما تأسستا على يد إعلام في الصحافة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها ألمانيا خاسرة ومُدمّرة ومُنهكة. لكن حالة كل منهما تنحو في اتجاه مختلف حالياً. أبوظبي (الاتحاد) - تتمتع مجلة «دِير شبيجل» الألمانية بسمعة عالمية واسعة، فاسمها يتردد دولياً وسياسياً بين الحين والآخر لما تحققه من خبطات صحفية في شؤون شتى، وهي تتمتع بمصداقية بنتها عبر عقود من السنين ولكن كل ذلك لم يعد كافياً كما يبدو ليحميها من التراجع، خلافاً للصحيفة الأسبوعية الألمانية الأخرى الأقل شهرة دولياً والتي تشهد نمواً في مبيعاتها وعوائدها الإعلانية. أما عن أسباب هذه المفارقة فقد نشرت صحيفتا نيويورك تايمز وهيرالد تريبيون الدوليتان، تقريراً كتبه أريك بفانر ويؤكد فيه أن قطاع الأخبار المطبوعة في العصر الرقمي يمر بمقاربات مختلفة بحيث لا يمكن الحديث عن قواعد النجاح والفشل ولكنه ركز على قيام «دير شبيجل» بعمليات تخفيض وظائف وتوفير نفقات في حين تقوم «داي تزايت» بمزيد من التوظيف للصحفيين وتوظّف المزيد من الاستثمارات والأموال. «فضيحة شبيجل» كانت دير شبيجل حاملة لواء التحقيقات الاستقصائية في ألمانيا منذ عام 1962 على يد مؤسسها رودولف أوجستين الذي ولاسيما بعد ما أسمي «فضيحة شبيجل» التي أوقف فيها أوجستين واتهم بالخيانة إثر نشر المجلة عرضاً عن الحالة المزرية للاستعداد العسكري لألمانيا. ولا زالت المجلة تفتخر بنفسها، وفي حملتها الترويجية العام الماضي وضعت صورة اجتماع هيئة تحريرها مع شعار «الاجتماع الذي يجعل السياسيين يرتجفون». لكن محللين يعتقدون بأن هذه الميزة الاستقصائية لم تعد حكراً على المجلة فقد برزت على سبيل المثال صحيفة الفضائح «سوديتشي زيتينج» في ميونيخ، والصحف اليومية الموجهة للأسواق الكبيرة مثل صحيفة «بيلد» وتلفزيونات مثل «ايه آر دي» و»زد دي اف». وقال كلاوس ميور، استاذ الصحافة في الجامعة الكاثوليكية في أيشتستيت: بات الجميع يقوم بهذا النوع من التحقيقات. اضطراب إداري وقبل ثلاثة أسابيع صرفت المجلة جورج ماسكولو، رئيس تحرير نسختها الورقية، وماسياس مولور فون بلومينكرون، رئيس تحرير «شبيجل أونلاين»، واكتفت المجلة بالقول إن الاثنين تم طردهما بمفعول فوري «بسبب خلافات لا يمكن حلها بشأن التوجه الاستراتيجي» في حين قالت مصادر من داخل المجلة إنه تمت تنحية الاثنين بسبب عجزهما عن العمل معاً على خطة لدمج النسختين الورقية والرقمية للمجلة، فالنسختان تعملان الآن بشكل مستقل الواحدة عن الأخرى. وجاء هذا الاضطراب في الإدارة في فترة تراجع فيها توزيع المجلة إلى 883 ألف نسخة في الربع الأول من العام الجاري بعدما كان أكثر من مليون نسخة في 2009 وأكثر من 1.1 مليون نسخة قبل عشر سنين، كذلك انخفض عدد صفحات الإعلانات إلى النصف تقريباً عما كان عليه قبل عقد من السنين. عوامل كثيرة خلافا لتراجع دير شبيجل سجلت أرقام توزيع «داي تزايت» ارتفاعاً بمقدار 22% منذ 2002 ليصل إلى 520 ألف نسخة في الربع الأول من هذا العام، وخلال هذه الفترة أيضاً ارتفعت عائداتها الإعلانية بنسبة 74% وعائدات توزيعها بنسبة 58%. تختلف الاثنتان بالحجم وشكل الطباعة، فدير شبيجل مجلة، وداي تزايت تطبع كصحيفة أسبوعية يطغى عليها اللون البني، ولهذا لا تعتبران أحياناً في منافسة مباشرة إلا أنهما يستهدفان شرائح متشابهة من القراء ولاسيما من ذوي التعليم العالي والمؤثرين منهم. ولا تعتمد «داي تزايت»، التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية على يد مجموعة يرأسها جيرد بوسارسيوز، وهو محام وسياسي، على الصحافة الاستقصائية كمحرك رئيسي بل إنها بنت علاقات مع المؤسسة الحكومية، والمستشار الألماني السابق، هيلمون شميث يعمل الآن ناشراً للصحيفة. وهي تميزت بمقالاتها التحليلية المكتوبة بأسلوب مهني، لكنها حققت احتكاراً في الإعلانات المبوّبة في سوق الأكاديمية النشطة في مجتمع يقبل بشدة على حيازة شهادة الدكتوراه. أسباب النجاح ووفق أستاذ الصحافة في جامعة هامبورج، ستيفن بروهاردت، شهدت هذه المطبوعة انطلاقة جديدة مؤخراً بعد تعيين صحفي ألماني- إيطالي ومقدم برامج إذاعية هو جيوفاني دي لورنزو، رئيساً للتحرير في 2004 وتركيزها في الوقت نفسه على المثقفين والمشاهير. لكن «بيت رينر ايسر» مدير عام دار تزايت فيرلاج المالك للصحيفة، يشير إلى أسباب أخرى للنجاح مثل إصدار ملحق بشكل مجلة كاملة ولاقى اقبالا إعلانياً واسعاً، وإضافة صفحة تحقيقات متخصصة في كرة القدم. ويشير ايسر إلى أن داي تزايت اعتمدت نهجاً مختلفاً عن العديد من الصحف والمجلات التي خفضت الوظائف لتتماشى مع أزمة الصحافة الورقية، فقد زادت استثمارها كثيرا في الوظائف وارتفع عدد فريق عملها التحريري من 120 قبل عشر سنوات إلى 200 صحفي ومحرر حالياً، وفي وقت خفضت معظم بيوت النشر نفقاتها في التحرير والتسويق «قمنا نحن بزيادتها. إن تركيزنا الأساسي كان على زيادة الاستثمار وليس بخفض التكاليف». تحد مشترك ومع ذلك، تواجه «دير شبيجل» و»داي تزايت» تحدياً مشتركاً وهو الانترنت، فكليهما لا تزالان تجنيان جزءا ضئيلا من العمليات الرقمية. وتسعى دير شبيجل حالياً لدمج العمليات الرقمية والورقية بإشراف رئيس تحرير واحد، في حين أن داي تزايت سوف تحافظ على بعض الفصل بين النوعين مع تعزيز تنسيق فريقي النسختين في بعض الشؤون مثل التخطيط للتغطية الصحفية. وبهذا الصدد، ثمة ملاحظة مهمة يشير إليها فولجانج بلو رئيس التحرير السابق لداي تزايت الذي أصبح الآن رئيس الاستراتيجية الرقمية في مجموعة الجارديان في لندن، فوتيرة الصدور الأسبوعي تختلف بعض الشيء عن الصدور اليومي. فمع اعتبار الدمج في الصحيفة اليومية أمراً منطقياً، يرى فولجانج أن للاستقلالية بين إدارة الموقع وإدارة الصحيفة الأسبوعية المطبوعة حسناتها، لأن إعطاء موقع الويب للصحيفة هوية متميزة مع التركيز أكثر على الأخبار يمكن الوصول عبر الانترنت إلى شرائح قراء مختلفة عن قراء الصحيفة الأسبوعية. وفي ذلك الكثير من المنطق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©