الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم.. سيدة نساء العالمين

10 يونيو 2018 19:49
أحمد مراد (القاهرة) توصف السيدة مريم أم نبي الله عيسى عليه السلام بأنها سيدة نساء العالمين، اصطفاها الله من بين جميع النساء لتكون أماً لنبيه عيسى دون أن يكون لها زوج أو يمسها بشر. نشأت مريم صالحة عفيفة طاهرة، عارفة بالله عز وجل، وتقية تداوم على طاعة ربها، فأكرمها الله سبحانه وتعالى بالكرامات الظاهرة التي كانت آيات عجيبة دالة على عظيم قدرة الله، فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يرى عندها في المحراب وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد خيراً كثيراً، يرى فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف. وكانت قصة حمل السيدة مريم بعيسى معجزة، حيث إن الله سبحانه وتعالى أوحى إليها بأنها ستحمل بغلام وبعد أن بدأ الحمل يظهر عليها، تعمدت أن تتوارى عن الأعين حتى لا ينتبه إلى حملها أحد، وعندما جاءتها آلام الولادة، رحلت إلى مكان بعيد، وحيدة دون أحد يهتم بها ويواسيها، شعرت بالهّم والحزن حتى تمنت الموت من شدة ما حدث معها ومن خوفها من القادم، إلا أن الله سبحانه وتعالى أكرمها وفضلها واصطفاها، رزقها بعين ماء جارية تحتها، وشجرة من النخيل المحمل بالرطب، وكانت تلك معجزات من الله سبحانه وتعالى. أنجبت عيسى عليه السلام، وعادت به إلى قومها، واستهجن الجميع وجود طفل معها، فهي لم تكن معروفة إلا بكل طيب وجميل، فأنطق الله سبحانه الرضيع كما جاء في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)، «سورة مريم: الآية 30 - 33»، وظهرت براءة مريم من كل تهمة، وانشرح صدرها عندما أنطق الله ابنها. أراد ملك اليهود ويدعى «هردوس» قتل عيسى خوفاً على عرشه، الأمر الذي دفع السيدة مريم للهجرة به إلى مصر، حيث تربى هناك، وعادت إلى فلسطين بعد موت الملك الطاغية، وظلت فيها حتى بعث الله تعالى عيسى برسالته، فشاركته أمه أعباءها، وأعباء اضطهاد اليهود له وكيدهم به، حتى إذا أرادوا قتله، أنقذه الله من بين أيديهم، وألقى شبهه على أحد تلاميذه الخائنين، وهو «يهوذا»، فأخذه اليهود فصلبوه حيا، بينما رفع الله عيسى إليه. وتوفيت مريم بعد رفع عيسى بخمس سنوات، وكان عمرها حينئذ 53 سنة، وقد عاشت معه 33 سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©