الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة حلب.. من أقدم وأكبر الحصون

قلعة حلب.. من أقدم وأكبر الحصون
10 يونيو 2018 19:47
القاهرة (الاتحاد) قلعة حلب، تُشبه الفنجان، تقع أعلى تلة «أكروبول» بارتفاع أربعين متراً عن مدينة حلب بسوريا، من أكبر قلاع العالم وأقدمها وأحصنها، اشتهرت بعزتها وكبريائها وشموخها، احتمى بها سكان حلب حينما غزا كسرى الأول المدينة العام 540م ونجوا من القتل، بُنيت في عهد أحد قواد الإسكندر المكدوني لتكون معسكراً لجنوده، وأعاد بناءها السلوقيون، ثم الرومان، تحتضن الكثير من آثار العهود التي مرّت بها، ولم تُفتح بالقوة، بل بالحيلة والخداع، منطلق وقاعدة للكثير من الحكام والملوك والقادة، شهدت أهم أحداث الشرق وتعكس القوة العسكرية العربية من عصر الآراميين وحتى العصر الإسلامي. لم يتمكن المسلمون بقيادة خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح من فتحها بالقوة، بفضل تحصيناتها المنيعة وضخامتها ومساحتها الكبيرة، وفتحوها عن طريق الحيلة والدهاء بعد السيطرة على أحد أبوابها، ووقع «يوكينا» القائد البيزنطي أسيراً، وأول من اهتم بالقلعة في العصر الإسلامي الأمير سيف الدولة الحمداني الذي أمر بعمارتها وتحصينها وبنى سوراً لمدينة حلب لحمايتها من تهديدات البيزنطيين ومن بعدهم الصليبيون وظلت حصن المسلمين القوي. تولى الظاهر غازي بن صلاح الدين حُكم حلب العام 1193م فشهدت القلعة ازدهاراً كبيراً في المنشآت وجدد حصونها وبنى منحدراتها وأقام قصراً داخلها وجعلها مقراً لحكمة وسكنه حتى العام 1215م ثم غزاها المغول بقيادة هولاكو العام 1260م بعد حصارها شهرين ودمر أسوارها وكثيراً من معالمها، وحررها العرب في موقعة عين جالوت وقام الملك الأشرف قلاوون بترميمها في العام 1292م، كما احتلها تيمورلنك الأعرج العام 1400م وجدد أجزاء منها، وفي عهد السلطان الملك الناصر بن برقوق العام 1415م أحاطها بسور وبنى بداخلها قصراً، ورممت في عهد المماليك على يد آخر السلاطين قنصوه الغوري، وأصيبت بالدمار بعد زلزال 1828م وجاء إبراهيم باشا بن محمد علي باشا من مصر العام 1831، واستمرت خاضعة له حتى العام 1840م وأنشأ الثكنة، وجعل القلعة مقراً لجنوده. تتكون قلعة حلب من مدخل ضخم وبرج دفاعي مستطيل الشكل، تعلوه فتحات للمرامي والمحارق، وقنطرة حجرية، ولها ممر داخلي تتخلله مجموعة من المباني والحوانيت، وثمة درج يؤدي إلى القصر الملكي، ويحيط بها سور شبه دائري وعدد من الأبراج تعود لحضارات مختلفة، وخندق بعمق ثلاثين متراً، وبها مسجدان أحدهما اشتهر بمحرابه الجميل، أنشأه الملك إسماعيل بن محمود بن زنكي، والجامع الكبير ويعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر الميلادي، أعاد عمارته الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين، وبنى عدداً من الأبواب، كما يوجد بالقلعة ثكنة عسكرية أنشئت في عصر إبراهيم باشا، ومستودع للحبوب والعلف، وتحتوي على قصر يوسف الثاني حفيد غازي بن صلاح الدين. وتعد قاعة العرش الكبيرة الموجودة أعلى مدخل القلعة والمزينة بزخارف حجرية وعدد من النوافذ الصغيرة والكبيرة تطل على حلب القديمة من أبرز المواقع الأثرية في القلعة التي شيدت العصر الأيوبي ورممت في العصر المملوكي، وتحتها قاعة الدفاع، مكتوب على بابها: لصاحب هذا القصر عزّ ودولة... وكل الورى في حسنه يتعجب‏ بني في زمان العدل بالجود والتقى محاسنه فاقت جميع الغرائب‏.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©