السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عتاب الله لرسوله بأرق العبارات والكلمات

10 يونيو 2018 19:46
القاهرة (الاتحاد) ?عاتب الله سبحانه وتعالى أنبياءه في مواقف مختلفة، واختص تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم باستخدام ألطف الألفاظ وأرقها، ليعرف الناس مقداره عند ربه، فكانت هذه اللغة تعلم الناس التأدب في الحديث مع النبي فهو عظيم القدر لا يخاطب إلا بلغة الاحترام والأدب، ومن أمثلة ذلك عتابه عز وجل لرسوله في الأعمى، فلم يواجهه بالعتاب إجلالاً، فتحدث معه بضمير الغائب، قال تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى? * أَن جَاءَهُ الْأَعْمَى? * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى?)، «سورة عبس: الآيات 1 - 3». ? قال الدكتور مصطفى مسلم في كتاب «الأساليب القرآنية في عتاب رسول الله»، في هذه الحادثة الخاصة بعبد الله بن أم مكتوم، كان العتاب بصيغة خطاب للغائب لتخفيف وطأته على نفس الرسول، ثم تدرج إلى تهيئته لاستقبال الموقف. وفي موضع آخر قدم عز وجل العفو، فسبقت المغفرة العتاب، قال تعالى: (عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ»، «سورة التوبة: الآية 43». وفي عتابه بشأن أخذ الفداء من أسرى بدر، جاء بصيغة الغيبة أولاً، ثم بذكر إباحة ذلك لهم مباشرة، ولم يكتف بالإباحة بالأكل من الغنيمة، بل وصفه بالحلال الطيب، وختم بالنص على المغفرة والرحمة حتى لا يبقى أثر لتحرج النفس، فكان ذلك تخفيفاً من وطأة العتاب وشدته على نفس رسول الله، قال تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى? حَتَّى? يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، «سورة الأنفال: الآيات 67 - 69». وفي معاتبته بعد الإذن للمنافقين بالتخلف يوم العسرة، قدّم القرآن لفظ العفو قبل ذكر العتاب تكريماً لرسول الله، قال تعالى: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)، «سورة التوبة: الآية 43». وفي سورة التحريم: جاء العتاب لطيفاً في غاية الترفق، فقد افتتح بندائه بوصف النبوة، وفيه من التشريف والتكريم والتطمين على أن ما يذكر بعد لا يؤثر في مقامه العالي فهو النبي المكرم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©