الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خولة بنت قيس.. زوجة حمزة سيد الشهداء

10 يونيو 2018 19:45
القاهرة (الاتحاد) خولة بنت قيس الأنصارية، اشتهرت بـ «أم محمد»، خالة النبي صلى الله عليه وسلم، حياتها بالبر عامرة ونفسها بالخير زاخرة، تزوجها سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم النبي، وولدت له عمارة، بعد استشهاده يوم أُحد، خلف عليها حنظلة بن النعمان الزرقي فولدت له محمدًا، أمها الفريعة بنت زرارة. قبل الهجرة النبوية، جاء مصعب بن عمير إلى المدينة لنشر دين الله، فعرضه على بيت بني زرارة، وحدثهم عن الإسلام وشرائعه، ووصف نبيه وأخلاقه، فأدركوا أنه الحق، وأسلموا ومعهم خولة، وانضموا إلى ركب المؤمنين، فلما سمع خالها أسعد بن زرارة بقدوم المهاجرين إلى المدينة، أخذ يترقب لاستضافة أحدهم حتى وفد حمزة رضي الله عنه فجاء به ثم زوجه من ابنة أخته خولة. عاشت حياةً مليئةً بالإيمان، وسرى في نفسها حب الله ورسوله، فسلكت نهج زوجها حمزة واقتبست منه الفضائل، واجتهدت في العبادة وطلبت العلم في بيتها الذي كان له النصيب الأكبر من زيارات النبي صلى الله عليه وسلم، ليصل رحمه ويدرسهم ويسمعهم ما أنزل الله عليه من قرآن، وأصبح بيتها يشع فيه نور الله وتتنزل عليه الرحمة، وأخذت خولة تنهل وتنصت لما يقوله النبي وتعيه، وحدثت عنه، قالت: دخل النبي على عمه حمزة فصنعت شيئاً فأكلوه، فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بكفارات الخطايا؟» قالوا بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة»، وقالت: «فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسول الله، إنه بلَغَني عنك أنك تحدِّث أن لك يوم القيامة حوضاً ما بين كذا إلى كذا، قال: نعم، وأحَبُّ الناسِ عندي أن يروى منه قَومُك». حباها الله بالمال والزرع، فآثرت به الآخرة، فمضت تتصدق منه على فقراء المسلمين، فلما جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دَينا كان عليه، فاشتد عليه، وقال له: أُحَرِّجت عليك إلا قضيتني، فأرسل النبي إلى خولة بنت قيس، فقال لها: «إن كان عِندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرُنا فنقضيكِ»، فقالت: نعم وأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى اللهُ لك، فقال: «أولئك خِيار الناس، إنه لا قُدِّسَت أمَّةٌ لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع». تحلت ببرها لوالديها، أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمها تستفتيه في الصدقة عليها، فقالت: يا رسول الله إن أمي هَلَكَتْ، فهل تنفعها أن أتصدق عنها؟ فقال: «لو تصدقت عنها بكراع لنفعها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©